*قرأت .. أن محافظ إحدى المحافظات السورية انتهك قرار منع التدخين خلال اجتماع رسمي عامدا متعمدا، واستدعى الجهة المعنية لكي تغرمه مع المجتمعين الذي حذو حذوه متحديا بذلك المرسوم 62 للعام 2009 القاضي بمنع التدخين في الأماكن العامة في سوريا ومنها الاجتماعات الرسمية وقد لفتني في هذا الخبر شجاعة المحافظ واعترافه بارتكاب خطأ فادح كفر عنه بدفع الغرامة المفروضة بموجب القانون، وهي بادرة تنم على وعي المحافظ لواجباته ومسؤوليته في حماية المجتمع من المخاطر التي تتهدده والتي من أبرزها الدخان، كما أسس لقاعدة أن الناس سواسية أمام القانون ولكن الأولى من ذلك كله كان عليه أن يحترم الأنظمة والقوانين باعتباره الرجل القدوة الذي من المفترض أن تقتدي به الأمة. *سمعت عن قصة العم سالم الذي كان يراجع عيادة التدخين بجمعية نقاء، وقد عرف عنه بكثرة تعاطيه للتبغ ولا يتوقف عنه لحظة حتى أنه كان يدخن أمام ابنه الوحيد الذي أصيب بمرض عضال في الرئة شخصه الأطباء على أنه مرض ناتج عن التدخين القسري وهو الدخان الذي يستنشقه غير المدخنين من المدخنين الذين يشاركونهم الجلسة، وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الأطفال الذين يتعرضون لدخان أو بقايا السجائر خلال سنوات العمر الأولى والسنة الأولى بالتحديد، يصابون بأعراض مشابهة للربو كما يصابون بعدوى الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي والتهاب القصبات. وهنا أتعجب من استهتار الآباء بصحة أبنائهم، وهم أعز ما يملكون، وذلك بتعريضهم للتدخين القسري وقد يكون بجهل منهم بأضراره ولكن هنا لا يعذر الأب المدخن بأي حال من الأحوال لما يعلمه من مخاطر محدقة تحيط به من جراء التدخين، فالواجب الأخلاقي يلزمه بتأمين الرعاية الصحية لأطفاله بعيدا عن أي ملوثات فهم أمانة بين يديه، ومسؤولية عظيمة بحكم ولايته عليه وبخاصة أنهم لا يدركون خطورة التدخين، ولهذا من حقهم أن يتمتعوا بهواء نقي ليعيشوا حياة صحية أسوة بأبناء غير المدخنين فكلي أمل في أن يستوعب الآباء ذلك حتى لا تتكرر مأساة العم صالح؟!!! *رأيت رأيت.. مجموعة من الشباب وهم يدخنون ما بين الشيشة والسيجارة في أحد المقاهي الشعبية بحي من أحياء الرياض وقد امتلأأ المكان بدخان كثيف جراء تعاطي هذه الآفة، وبجانب هؤلاء يجلس شباب غير مدخنين، وقد استوقفتني هذه الظاهرة وجعلتني أتساءل هل يجهل هؤلاء الشباب أضرار التدخين المباشر وغير المباشر!، وأين تفعيل القرارات والأوامر السامية ذات الصلة بمكافحة التدخين؟ ويبدو أننا في حاجة ماسة لنتعلم ثقافة مكافحة التدخين حتى نجنب الأسرة والمجتمع من مخاطر التدخين وآثاره السيئة على الإنسان والبيئة.