قيل بأن البريء لا يُشبهه إلا المُذنب الذي لايخشى شيئاً ، لهذا يخلط الناس في مجتمعنا بين مريض مُبتلى بالايدز بفعلٍ لم يك له أي دور في الإصابة به ، وآخر رغم معرفته بكيفية انتقال المرض إلا أنه لم يُلق بالاً لكل التحذيرات واستمر في غيّة حتى وقعت الفأس في الرأس وحينها لات ساعة مندم. أول مرّة سمعتُ فيها عن مرض الإيدز كانت في عام 1985م أي قبل ربع قرن حينما كنت أدرس في بريطانيا حيث أعلن المُمثل الأمريكي الشهير روك هدسون إصابته بالمرض. وكان أن تم اكتشاف متلازمة نقص المناعة المكتسبة عام 1981م . أرعبتنا المعلومات التي ضُخت في كل الوسائل عن الإيدز (HIV) بعضها فيه تهويل بسبب حداثة المرض وشح المعلومات الموثقة عنه. أصبحنا نخشى الأكل في المطاعم خوفاً من العدوى.حتى المصافحة مع من لا نعرفهم تُربكنا . وفي مجتمعنا تم الخلط آنذاك بين مرض الهربس والايدز بسبب التحذير غير الدقيق بعدما ربط الوعّاظ بين فعل الفاحشة وهذين المرضين . اختفى الحديث عن مرض الهربس ولكن الايدز استمر في حصد أرواح البشر خصوصاً في البلدان التي تشيع فيها العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج وكذا تعاطي المخدرات التي تستخدم فيها إبر الحقن هذا غير التدقيق في سلامة الدم المنقول للمرضى. بعد حين بدأت الصورة تتضح وبدأت المعلومات تكون أكثر دقة ومن هنا تم توجيه الرسائل الاتصالية المناسبة للتحذير من الإصابة بالمرض. محليّاً كان البعض يتعامى عن التصديق بوجود مرضى يحملون الفيروس حتى بدأت وزارة الصحة تُعلن تباعاً عن أعداد المصابين والمتوفين جرّاء الإصابة بالإيدز وكذا تُشارك المملكة دول العالم بمناسبة يوم الايدز العالمي والذي يتم فيه تركيز الجرعة الإعلامية لرفع مستوى التحذير. المصابون بالأمراض المستعصية مثل السرطان والإيدز بحاجة إلى وقفة تُشعرهم بالرعاية والدعم النفسي المُستدام ولن يتحقق ذلك بالمحاولات الفردية إذ لابد من مأسسة العمل وتكاتف الجهود ، وهذا الذي تم حين أُشهِرتْ الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الايدز التي من أهم أهدافها محاربة المرض والمساعدة في إنقاذ الأرواح من خلال تقليص الإصابة به خصوصاً بين الشباب وتقوم الجمعية من أجل تحقيق أهدافها بتصميم وتنفيذ مختلف الأنشطة والبرامج الموجهة لكافة شرائح المجتمع. من أنشطة الجمعية التي استرعت انتباهي قيامها في الوقت الحالي بتأسيس تصورات في كيفية بناء أُناس تعيش مع المرض وتتعايش مع بقيّة أفراد المجتمع بالعمل والتعلم وممارسة حياتهم الطبيعة مع الاستمرار في العلاج والوقاية. بالمناسبة أقيمت يوم الاثنين في جدة ورشة عمل شارك فيها أطباء ومرضى وإعلاميون من أجل الدعم النفسي للمصابين وكذا رفع مستوى التحذير من الإصابة بالعدوى. الله يقويّهم .