أطلقت الهيئة العامة للسياحة والآثار باكورة "أمسيات السياحة والآثار"، حيث نظمت الهيئة ممثلة في جهاز التنمية السياحية والآثار بالاحساء أولى تلك الأمسيات في أحضان متحف قصر ابراهيم بمدينة الهفوف مساء الثلاثاء الماضي. وتهدف هذه الأمسيات التي انطلقت باكورتها من الاحساء والتي من المقرر إقامتها كل شهر في منطقة إلى إحداث نقلة نوعية في مفهوم السياحة والآثار بالمملكة، وإلى بناء قنوات تواصل مع المواطنين من خلال الخطاب المباشر، الذي يُعد من أكثر الوسائل تأثيرا على المتلقي في توصيل الرسائل المختلفة للسياحة والآثار من تعريف وترويج وتوعية وإقناع وتفاعل. وأمضى نخبة من الأدباء والمثقفين والفنانين نحو ثلاث ساعات أبحروا خلالها في دهاليز وتاريخ هذا الوطن الشامخ، وما تضمه أرضه من كنوز سياحية وأثرية ضاربة في جذور التاريخ مشددين جميعاً على أهمية الحفاظ عليها وإبرازها. وشارك في الأمسية الشاعر وعضو النادي الأدبي محمد الجلواح، والفنان أحمد الحسن، وباحث الآثار خالد الفريدة وأدارها الإعلامي حمودة الجميل بحضور حسين الحاجي مسئول التسويق في جهاز السياحة والآثار بالاحساء. ورأى الشاعر الجلواح خلال حديثه أهمية إقامة مثل هذه الأمسيات الإعلامية التوعوية للتعريف بتراثنا والتحفيز على السياحة الداخلية، وشدد بقوله: لا بد لنا أن نقترب من آثارنا وسياحتنا إعلاماً وفكراً وزيارة وانطباعاً ولا شك أن هذه الأمسية واحدة من الجهود المبذولة من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار لتسليط الضوء وجذب المجتمع بصور متنوعة نحو الاهتمام بمدخرات الوطن السياحية والأثرية. واستطرد الجلواح مشيراً إلى أنه جال أكثر من ثماني عشرة دولة في العالم ولم ير أجمل وأكثر غنى سياحيا وأثريا من المملكة ذاكراً جبل القارة الذي اعتبره الأعجوبة الثامنة، وكرر تأكيده على أهمية الاعتناء بالمواقع السياحية والأثرية من قبل المجتمع، ولم يخفِ إعجابه بالنقلة المذهلة التي استطاع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إحداثها، حتى أنه نجح وفي زمن قصير من تغيير مفاهيم البعض ونظرتهم للسياحة، وألقى الجلواح قصيدتين تحثان على السياحة في المملكة. الفنان عبدالرحمن الحمد شد في مداخلته الحضور، فاستوقفهم ليروي لهم كيف كان الجيل الماضي محروماً من التعرف على كنوز بلاده الأثرية والتاريخية، وكيف كان الكثير منهم يأتي ليسرق نظرة من شقوق الباب الخشبي لقصر ابراهيم الأثري بالاحساء محاولاً معرفة ما الذي يحويه هذا القصر الذي من خلاله يريد التعرف على جزء مجهول (آنذاك) من تاريخ بلاده!! واعتبر الحمد جيل اليوم محظوظاً وهو يجوب كل زوايا هذا القصر وسواه من المعالم الأثرية والتاريخية ويمضي الساعات مبحراً في دهاليز تاريخ وطنه. وأسهب الفريدة في حديثه عن متحف قصر ابراهيم الذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة مؤخراً واصفاً إياه بروح الآثار في الاحساء وداعياً إلى زيارته والتعرف على جزء مهم من تاريخ المملكة والاحساء، ولفت إلى أن الاحساء حظيت بنصيب الأسد بتدشين سبعة مواقع أثرية وتاريخية من المؤمل أن يكون لها مردود كبير على المستوى السياحي والاقتصادي. وبين الفريدة أن متحف قصر ابراهيم بعد افتتاحه أصبح يضم مركزا للزوار يُعرض فيه أفلام عن تاريخ الاحساء، وغرفة للعروض المرئية تعرض فيه تاريخ المنطقة. بدوره تحدث الفنان أحمد الحسن عن أهمية توظيف الفن في إبراز المعالم السياحية للمملكة، مشيراً إلى تجربته في مسلسل الأطفال سند وأبطال الغابة التي تعامل بحرفية مع مفهوم السياحة والآثار من بوابة الفن، ووعد الفنان الحسن وعبر أعماله القادمة لتسخير العدسة لنقل صورة رائعة عن معالمنا السياحية والأثرية. بدوره بين الدكتور هباس الحربي مدير إدارة الإنتاج الإعلامي في إدارة الإعلام بالهيئة العامة للسياحة والآثار في مداخلته إلى أن الهيئة تنبهت مبكراً لأهمية توعية الجيل الناشئ بالسياحة والإرشاد السياحي عبر إطلاق مشروع برنامج ابتسم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. يشار إلى أن الأمسية الثانية ستقام في أحضان مدينة جدة، تعقبها الطائف، ثم الرياض، فحائل، القصيم، المدينةالمنورة، تبوك، نجران، المنطقة الشرقية، الجوف، ومن المتوقع أن تختتم الأمسيات في شهر ديسمبر في منطقة جيزان.