الحديث عن رحلة سمو ولي العهد العلاجية يتشعب ويأخذ أبعاداً ومناحي متعددة وهنا مكمن الصعوبة وهي صعوبة نستشفهما من حديث رفيق رحلته صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، رمز الوفاء الذي صحب سمو ولي العهد في تلك الرحلة التاريخية حيث قال سموه: (ليس من اليسير الحديث عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، فالإنسان مهما بلغ من القرب من سموه فلن يحيط بجوانب حياته المتعددة والمتشعبة سواء منها جهوده في خدمة هذا البلد العزيز،أو ما يقدمه في مجالات الخير المختلفة المعلن منه والخفي حتى استحق عن جدارة لقب سلطان الخير) ويمضي سمو الأمير سلمان في حديثه كاشفاً أبعادا إنسانية شفافة لمسها عن قرب في أخيه واصفاً هذا الجانب وملقياً الضوء على الجوانب الشخصية والقيادية الأخرى في شخص سمو ولي العهد قائلاً: (وخلال الأشهر الماضية كان لي شرف مرافقة سموه الكريم أثناء رحلته العلاجية التي امتدت لأكثر من عام، فما رأيت منه جزعاً أو خوفاً أو تردداً، وإنما كانت الابتسامة لا تفارقه واليقين بحكمة رب العالمين ولطفه لا يغيب عن باله، وكان مؤمناً أشد الإيمان بأن ما يقدره الله على الإنسان من أمور إذا ما تقبلها الإنسان بالرضا والشكر تنقلب إلى منحة من رب العالمين يؤجر عليها الإنسان في دنياه وآخرته.) ورغم تحفظ سمو أمير الرياض عن كشف جوانب البذل والخير والإحسان في سمو ولي العهد إذ إنها خاصة بينه وبين ربه إلا أن سموه ومن منطلق الأمانة التاريخية ومن باب العبرة التي يحرص سموه على إفادة الآخرين منها ، فإنه يؤكد أن سمو الأمير سلطان ينطلق في عطاءاته الإنسانية وحب الخير الذي شغف قلبه من رؤية عميقة جداً ، وهي رؤية قائمة على أن الإنسان إذا لم يقدم الخير ويسعى لإسعاد الآخرين بماله وجاهه فإن ما يملكه من مال لن يسعده وإنما هو مجرد حارس له، وهذه نظرة صائبة وتنم عن يقين وسعي ودأب على عمل الخير قل أن يوجد لدى إنسان إلا ويفتح الله عليه أبواب الرزق والسعادة والخير في الدنيا والآخرة. البداية في الثالث والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 أعلن الديوان الملكي عن مغادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام مدينة جدة متوجها إلى الولاياتالمتحدة لإجراء بعض الفحوصات الطبية، حيث وصل في وقت لاحق إلى مدينة نيويورك يرافقه في رحلته الاستشفائية أخوه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي كان بحق (أمير الوفاء ) حين ضرب انصع وأروع صورة للوفاء من خلال ملازمته لشقيقه في رحلته العلاجية التي امتدت لعام، بعد أن أوكل لأخيه ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز مهام إمارة منطقة الرياض. متابعة على كل الصعد ولعل من الواجب أن نذكر بأن سمو ولي العهد – حفظه الله – رغم الوضع الصحي الذي كان يمر به إلا انه لم يشغله البتة عن متابعة أدواره الجسيمة سواء على مستوى المهام الرسمية والوطنية أو حتى الإنسانية التي اصطبغت بها شخصيته وغدت ملمحاً هاماً من الكاريزما اللافتة التي عرف بها سموه إذ لا يذكر الخير والعطاء والبذل أو أي مفردة من قاموس الجود والكرم إلاّ ويتبع بها اسم ( سلطان الخير ) وهو دأب العظماء الذين سيحتفي بهم التاريخ بمداد من نور في سجل الخالدين . وقد شهدت رحلته العلاجية تواصلاً عميقاً ولافتاً مع القيادات العالمية والعربية والخليجية على حد سواء وهو ما يعكس أهميته كمسؤول وقيادي كبير فضلاً عن شخصيته الآسرة والمحبوبة من الجميع سواء مواطنين او حكومات .لكن الجدير بالذكر أن سموه في أوج انشغالاته في الاستطباب والاستشفاء واصل مهامه من منطلق مسؤولياته الجسام سواء على مستوى الوطن كما حدث خلال لقائه في مقر إقامته بنيويورك أبناءه من الطلاب والطالبات السعوديين المبتعثين في الولاياتالمتحدة، والذين وجه لهم كلمة خلال اللقاء، وقال «إنني على استعداد لقبول أي ملاحظة أو وجهة نظر من أبنائنا الطلبة والطالبات سواء كان ذلك شخصيا أو كتابيا وإن شاء الله ولي الأمر وأنا في خدمتكم جميعاً». كما أعلن عن تقديم هدية لأبنائه عبارة عن مبلغ عشرة آلاف دولار لكل طالب وطالبة . وفي جانب وطني ورسمي آخر نجد سموه يقدم ثناءه وشكره الكبيرين إزاء الجهد الذي بذلته وزارة الداخلية بكافة قطاعاتها خلال موسم حج 1429ه، حيث عد نجاح الموسم «إنجازا غير مسبوق ونجاحا لا مجال للمجادلة حوله»، وذلك في برقية شكر جوابية تلقاها سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا . هذا على الصعيد المحلي اما على الصعيد الدولي فقد وجدنا سموه يستقبل رئيس الجمعية العامة لدورة الأممالمتحدة الثالثة والستين ميغيل ديسكوتو بروكمان، ورئيس البعثة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة زلماي خليل زادة، ورئيس وكبير التنفيذيين في مجموعة بوينغ لأنظمة الدفاع المتكاملة ونائب الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ جيمس البو، ووزير خارجية العراق هوشيار زيباري. واستمر سمو ولي العهد الأمير سلطان يمارس واجباته تجاه القضايا الدولية والإقليمية، إذ انه كان متفاعلاً بشكل يدعو للعجب وكأنه لم يغادر الوطن وليس في رحلة علاجية لكن العجب يزول عند من يعرف هذا الرجل الذي تشرب المسؤولية والقيادة منذ نعومة أظفاره على يد والده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه الذي عهد اليه بمهام كبيرة وجسيمة اداها بكل اقتدار . دعم غزة في أوج أزمة مدينة غزة خلال العدوان الإسرائيلي آنذاك، أعلن في الرياض في يوم 28 ديسمبر 2008 أنه بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أصدر الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي أمره لرئيس هيئة الأركان العامة، ومدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية بتنفيذ توجيه خادم الحرمين الشريفين القاضي بتأمين كل ما يمكن من جميع المستلزمات الطبية والأدوية بالتنسيق مع جميع المستشفيات في القطاعات كافة وشحنها حالا للأشقاء الفلسطينيين عن طريق مصر. كما تضمن التوجيه تأمين طائرات الإخلاء الطبي لنقل ما يمكن من المصابين والجرحى من الفلسطينيين من العريش في مصر إلى المملكة، لمعالجتهم في مستشفيات المملكة التخصصية. وفي الرابع من يناير (كانون الثاني) مطلع عام 2009 حيث كانت حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة تتلقى التبرعات العينية والنقدية من المواطنين السعوديين والمقيمين في أنحاء المملكة كافة، تكشف عن دعم سخي للحملة من ولي العهد السعودي، قوامه مبلغ عشرة ملايين ريال، دعما لأبنائه وأشقائه في فلسطينالمحتلة. الأمير سلطان لحظة عودته إلى وطنه بعد رحلة علاجية ناجحة رحلته العلاجية ويأتي يوم التاسع من يناير 2009 حيث يعلن بيان الديوان الملكي ، أن الأمير سلطان، وصل إلى المغرب قادما من الولاياتالمتحدة بعد إجراء فحوصات طبية وصف البيان نتائجها ب«المطمئنة»، ليأتي يوم ال15 يناير من نفس العام، فيؤكد الأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية ، أن نتائج علاج ولي العهد كلها مطمئنة، وأنه في نقاهة في المملكة المغربية وسيعود إلى نيويورك بعد شهر تقريبا لاستكمال العلاج والفحوصات ويستمر سموه في قضاء فترة العلاج ، ليأتي يوم الثالث والعشرين من يوليو ليؤكد التلاحم الأخوي الكبير والمتوهج بين أبناء عبدالعزيز ويرسخ مكانة سمو ولي العهد الأثيرة لدى خادم الحرمين الشريفين المسؤول الأول في بلادنا الطاهرة حيث يعلن الديوان الملكي عن مغادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز البلاد ووصوله إلى مدينة أغادير المغربية في زيارة خاصة لولي العهد للاطمئنان على صحته، ليجد الأمير سلطان في مقدمة مستقبليه، إلى جانب رفيقه في الرحلة الاستشفائية سلمان بن عبد العزيز، حيث حضر خادم الحرمين مأدبة الغداء التي أقامها الأمير سلطان له في قصره بأغادير، تكريما له. العودة إلى الوطن عودة الأمير سلطان الى ارض الوطن معافى بحمد الله كشفت حجم محبة هذا الرجل الإنسان قبل المسؤول والقيادي إذ إنها رصدت تظاهرة الحب لسلطان الوطن وعودته الميمونة، بدءاً من العناق التاريخي بينه وبين خادم الحرمين الشريفين في مطار الرياض ومروراً بمظاهر الفرح التي عمت شوارع العاصمة، وانتهاء بالحفل الاحتفائي الذي شرفه الأمير سلطان بحضور جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين ودولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري والذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية احتفاء بعودة ولي العهد لأرض الوطن. وقبل ان نختم تقريرنا حري بنا أن نلقي الضوء ولو بشكل سريع على خطاب سمو ولي العهد فور عودته والذي كشف بجلاء إنسانيته الرحبة الشاسعة وغور هذه النفس التي لا تني تنبض حبا ووفاءً لهذا البلد وقيادته وشعبه، فهو دوماً ملتصق بأبناء الشعب البسطاء يحدب عليهم ويسعى بكل ما أوتي من مقدرة في غرس البسمة على وجوههم ومسح معاناتهم حتى ارتبط اسمه - يحفظه الله – بهذا الحدب والعمل الإنساني المبهج في شفافيته وسموقه وهو ما تكشفه عباراته وجمله التي تنضح إنسانية وحباً وتشي بقلب عامر بالإيمان والخير وحب الآخرين. «خطاب العودة» قدّم رؤية واقعية للأحداث الداخلية والخارجية وبقي صداه مؤثراً على العمل العربي خطاب العودة في أول كلمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعد عودته إلى الرياض، أكد اعتزازه بما لقيه من خادم الحرمين الشريفين من أخلص المشاعر خلال رحلة علاجه، وتطرق إلى كارثة سيول جدة ومحاولات تسلل عناصر الحوثيين إلى جنوب المملكة، مشيراً إلى نجاح موسم الحج العام الجاري. وهذا نص كلمته: الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين خير من ابتلي فصبر، وأكرم من أعطي فشكر. أعود إلى أرض الوطن وقد منَّ الله عليّ بالصحة والعافية، وأسبغ عليَّ نعمهُ ظاهرة وباطنة { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ، وأحتسب عنده ما ألم بي من تعب ومرض. وإني لأشعر بالغبطة والسعادة، وتغمرني البهجة وأنا ألتقي مليكي المفدى، وأبناء الشعب السعودي الوفي. كما أهنئ بلادنا والمسلمين كافة على نجاح موسم حج هذا العام، الذي تحقق بتوفيق من الله ثم بمتابعة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، رئيس لجنة الحج العليا، وجميع الأجهزة التنفيذية التي شاركت في هذا الموسم . إن هذا المقام يُملي عليّ أن أتقدم بأخلص المشاعر وأصدقها إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي غمرني بلطفه، وخفف معاناتي بكريم متابعته، وشرف زيارته، وكان دائم السؤال عذب الكلمات، صادق الدعوات، فأسال الله - جلت قدرته - أن يجزيه خير الجزاء، وأن يهبه دوام الصحة إنه سميع مجيب الدعاء. ولقد أحاطني أصحاب السمو الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء والمواطنون والمواطنات بمشاعرهم الطيبة، ودعواتهم الصادقة، وأمنياتهم المخلصة، مما كان له الأثر الكبير في نفسي. كما أن زيارات ومكالمات ورسائل الإخوة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والمسؤولين فيها، وكذلك قادة الدول العربية والإسلامية الشقيقة، ومسؤولي الدول الصديقة قد تركت في نفسي أطيب الأثر، فلهم ولمواطنيهم من قلب محب، خالص الشكر وأصدقه. الملك عبدالله وأخوه الأمير سلطان يحملان مسؤولية خدمة المواطن لقد آلمتنا أشد الألم الأحداث المأساوية التي تعرضت لها محافظة جدة من جراء هطول الأمطار وما واكبها من سيول. وإننا إذ نبتهل إلى المولى عز وجل أن يلهم ذوي الشهداء الصبر والسلوان، وأن يَمُّن على المصابين بالشفاء العاجل، لنسأله سبحانه وتعالى أن يسدد خطى خادم الحرمين الشريفين الذي باشر - كما عهدناه أيده الله - بالتصدي الفوري لهذه الأحداث وإصدار الأمر الملكي بالتعويض الكريم لذوي الشهداء لتخفيف وقع هذه الفاجعة وبتشكيل لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق في أسبابها وتحديد المسؤولية فيها والمسؤولين عنها، وإنني على يقين بأنه لن يهنأ له بال - يحفظه الله - حتى يتم وضع الحلول الجذرية التي تضمن - بحول الله - عدم تكرار مثل هذه الأحداث. لقد مرت بلادنا بتطورات عديدة، وتفاعلنا ولله الحمد بإيجابية مع الظروف المحيطة بهذا العالم الذي ننتمي إليه. ومن الإنصاف التأكيد على أن حنكة خادم الحرمين الشريفين السياسية وإخلاصه لدينه ووطنه وإنسانيته قد جعلت منه واحداً من أكثر القادة في العالم تأثيراً في محيطه المحلي والدولي، فقد واصل حفظه الله قيادة بلادنا في هذه الأزمة الاقتصادية العالمية، وشارك ضمن مجموعة العشرين في صياغة مخارج حقيقية لاقتصاد العالم من ركوده، وأسهم بشكل مباشر في رأب الصدع في العلاقات العربية العربية، فبادر إلى الدعوة الصادقة لتجاوز خلافات الماضي ومواجهة تحديات المرحلة، وأحدث على الصعيد المحلي تغييرات إدارية على المستويين التنظيمي والتنفيذي هدفها الإصلاح ورفع كفاءة الأجهزة التنفيذية في البلاد. إن بلادنا تسير والحمد لله وفق ما رسمه وخطط له خادم الحرمين الشريفين في أن يكون الإنسان السعودي محوراً أساساً في مشروع التنمية والتطوير، وهو طاقة هذه البلاد وثروتها التي لا تنضب، وقد أوجز ذلك يحفظه الله في قوله " من نحن بدون المواطن السعودي "، حيث أصبح ذلك منهج عمل لكل مؤسسات الدولة والمجتمع. أيها الشعب السعودي الوفي: إن دين الإسلام الذي تعتز هذه البلاد بقيامها على أساسه يكرس السلام والحوار والتعايش ويحث على العلم ويدعو إلى البناء وعمارة الأرض، ويرفض العنف والتطرف والإرهاب والانكفاء على الذات. ولقد بذلت هذه البلاد جهوداً عظيمة في بناء دولة عصرية لا تحد طموحاتها الحدود، ولم تستسلم للمعوقات، وواجهت الإرهاب الذي هو عدو للاستقرار والبناء والتطور، وكانت سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - في التصدي للفئة الضالة حكيمة وحازمة في آن واحد مما أسهم بفضل الله وتوفيقه ثم بتعاون المواطن السعودي المخلص في دحر الإرهاب وكشف مخططات التخريب والتدمير، والتي كان آخرها عصابات التسلل التي حاولت الدخول إلى حدودنا الجنوبية، ولكن فضل الله على هذه البلاد ثم قيادة مليكنا القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وبسالة رجال الأمن والقوات المسلحة في تنفيذ التوجيهات الكريمة حال دون تحقيقهم لأهدافهم الإرهابية «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ، وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين». إن العالم من حولنا يمر بمرحلة حرجة من الاضطرابات السياسية والعسكرية. ولاشك أن حالة عدم الاستقرار في منطقتنا تدعو إلى القلق، ومواصلة التعنت الإسرائيلي وتصديه لكل مقترحات ومبادرات السلام تنذر بخطر داهم يعمق من معاناة الفلسطينيين، ويديم من تأزمات المنطقة، ويضع النظام العالمي من جديد أمام مزيد من التحدي لمواجهة الاستفزاز الإسرائيلي للقرارات الدولية. ومن جانب آخر ، فالأوضاع الداخلية للفلسطينيين تحتاج إلى إخلاص النوايا والمراجعة الصادقة وتجاوز الخلافات والنظر إلى المستقبل للخروج من المأزق الحالي ، والسعي نحو توحيد الصف ووحدة الكلمة لمواجهة تحديات هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ القضية الفلسطينية. كما أن عدم الاستقرار في العراق وأفغانستان ، وما تمر به كل من اليمن والصومال وباكستان يتطلب عملاً عربياً وإسلامياً ودولياً جاداً ومخلصاً لتجنيب المنطقة العربية والإسلامية المزيد من القتل والدمار ، ولتخفيف معاناة الإنسان ، وتوظيف الإمكانات والطاقات للتنمية والتطوير في هذه البلدان . وفي الختام، إذ أشكر كل من سأل ، وكل من بادر واتصل ، فإني - والله يشهد - المس فيض مشاعركم الصادقة ، وأقدر لكم هذا الحب الذي أبادلكم بمثله ، وسعادتي تتضاعف عندما أسمع أن ما تم رصده لإعلان أو احتفال أو غيره قد أنفق لوجه الله تعالى فيما ينفع المحتاجين والمعوزين ، أو ما ينفع الوطن والمواطنين على المدى القريب والبعيد . كما لا يفوتني أن أخص بالشكر أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي لازمني طيلة فترة علاجي خارج المملكة فله الشكر والعرفان .