معهد الدراسات الفنية للقوات الجوية يحتفي بتخريج الدورة «140»    الرياض يهدد الاتحاد.. والعروبة ينتظر الشباب    نائب وزير الخارجية يشارك في المؤتمر الدولي لدعم شعب لبنان وسيادته    العالمي يزيد الراجحي يتأهب لتحدي جديد في رالي القصيم 2024    "غرفة مكة" تفوز بجائزة التميز الاقتصادي    أمانة عسير تستعيد 6مواقع تم التعدي عليها في نطاق مدينة أبها    الرئيس الفلسطيني: إسرائيل تخطط لإفراغ غزة من سكانها    ارتفاع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر بالمدينة بنسبة 2800%    "السعودية للكهرباء" تختتم مشاركتها في ملتقى توطين قطاع الطاقة بتوقيع اتفاقيات    إيداع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر أكتوبر    فيصل بن مشعل يطّلع على 130 مشروعًا طلابيًا في إبداع 2025    د. التميمي: التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في صميم استراتيجية تجمع الرياض الصحي الأول    أسرة الشريف تزف أحمد إلى عش الزوجية    استمرار هطول أمطار رعدية متوسطة وغزيرة بالمملكة    السعودية تواصل تقدمها في المؤشرات الدولية لقطاع الطرق    الهيئة العامة للعقار تُعلن بدء أعمال السجل العقاري ل 39 حيًا بمدينة الرياض والمدينة المنورة    وصول الطائرة الإغاثية ال12 لمساعدة الشعب اللبناني    فعالية "ليالي الفيلم السعودي" في محطتها بالصين… انطلاقة نحو تعاون سينمائي أكبر بين الصين والسعودية    تقرير أممي : 70 % من قتلى النساء والأطفال بالحروب كانوا في غزة    نيابةً عن خادم الحرمين.. وزير الخارجية يصل قازان لترؤس وفد السعودية المشارك في اجتماع بريكس    التعاون يتغلّب على التين أسير التركماني بثنائية في دوري أبطال آسيا 2    6 شركات سعودية تتأهل لنهائيات كأس العالم لريادة الأعمال    ملتقى الصحة العالمي    سموه عقد اجتماعًا مع رؤساء كبرى الشركات الصناعية.. وزير الدفاع ونظيره الإيطالي يبحثان تطوير التعاون الدفاعي    ولي العهد وبلينكن يبحثان التطورات في غزة ولبنان    وزير الدفاع يجتمع مع عدد من رؤساء كبرى الشركات الصناعية الإيطالية    نائب أمير الرياض يعزي أسرتي بن شوية وبن حضرم    «الحسكي».. واحات طبيعية ومكونات سياحية مميزة    الدرعان مديراً بمجمع إرادة والصحة النفسية    أفراح حلواني وراشد بقران الدكتور عاصم    عبدالعزيز بن ماجد يواسي آل مقبول في فقيدهم    نائب مدير عام الجوازات يتفقد سير العمل في جوازات منطقة القصيم    ضمن الأنشطة المدرسية.. ابتدائية زيد بن الخطاب تُتوج بدوري كرة القدم    «ديك فرنسي» يثير نزاعاً قضائياً    «جوجل» تظهر وصفات الطعام بنتائج البحث    المطارات للسفر.. لا للمزاح    «هاكثون الإبل».. تعزيز الموروث الثقافي    امرأة يمَّمت وجهها شطر الإبداع.. عن ابنة «بيت الحكمة» أكتب    المُعمِّر السعودي.. حكاية انتهت بقوتها ورشاقتها    فلتان ملعون    حدثوني عن مقبرة الأحلام    أمير المدينة المنورة يرعى الحفل الختامي لموسم تمور المدينة    بصمة الرؤية تظلل الملتقى الصحي!    تركيا: أربعة قتلى و14 جريحاً في هجوم على شركة صناعات الفضاء    الحليسي يحتفي بدكتوراه ريم    مانشستر سيتي يسحق سبارتا براغ بخماسية في «أبطال أوروبا»    18 مليونا تذاكر السينما المباعة    ليفربول يهزم لايبزج في عقر داره ويواصل انطلاقته المثالية بدوري أبطال أوروبا    مرضى اضطراب الزورانية غير مسؤولين جنائيا    4 تقنيات بمؤتمر تطورات طب الأطفال    «هاتريك» رافينيا يقود برشلونة لكسر عقدة بايرن ميونخ برباعية    أمير القصيم يستقبل نائب مدير الجوازات    نائب أمير الرياض يعزي ابن شوية وابن حضرم    السفير الإيراني يزور مجمع طباعة المصحف الشريف    المعلومة بين الحقيقة والوهم    في ظلال موسى.. الإنسان القلِق الخائف    جامعة الأمير سلطان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوقعان اتفاقية تعاون مشترك لإنشاء مركز فكر سعودي متخصص في الدبلوماسية العامة    "مفوض الإفتاء في جازان": القران والسنة تحث على تيسير الزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عشاق البر يهربون إلى الفيافي ... من «صخب» المدن
نشر في الحياة يوم 24 - 12 - 2010

بعيداً عن صخب المدينة وضجيجها، يكسر عدد من الناس الروتين اليومي الممل هرباً من ازدحام الشوارع، مخلفين وراء ظهورهم إشاراتها المرورية وأدخنة عوادم مركباتها التي تزكم الأنوف، وأصداء وأنين سيارات الإسعاف الذي لا يكاد أن ينقطع عن المسامع، وغاباتها الأسمنتية الشاهقة، وصرير عجلات التقدم والتطور وكل ما جاءت به التكنولوجيا، متجهين إلى مناطق صحراوية، رحب صدرها، شاسعة مساحتها، واسعة فجاجها في صيف كان أم شتاء، إذ يجدون هناك ضالتهم وهواء طلقاً وسعة صدر وراحة بال.
وبعيداً عن حياة «المدينة» الصاخبة وأنوارها التي تحجب النجوم في مجراتها، تبدأ في اجتماع الأهل والأصدقاء في الصحارى ساعات الأنس ولحظات الفرح حول نار تجلي عمش العيون، وسوالف تختزل الذكريات وتبعد عن الأنفس الهمّ والظنون، متسامرين حتى اشراقات الصباح الباكر، حاملين معهم كل ما يلزمهم من ماء وطعام ووسائل ترفيه لصغارهم من دون تخطيط مسبق، إذ هذا هو روتينهم اليومي وديدن الكثير في طلعات «البر» التي لا يحس بمتعتها إلا من اعتادت نفسه عليها ووجد في فجاج صحاريها ضالته وحفظ دروبها في ليل أو نهار تاركاً خلفه كل ما يكدر صفو الحياة.
وعلى رغم أن أكثر تلك الطلعات تنحصر على الأسر والعائلات، بيد أن الشبان «العزاب» هم الآخرون لهم نصيب الأسد في ذلك، إذ تعتبر المناطق الصحراوية البعيدة عن المدن متنفسهم الوحيد في ظل ما يواجهون من قل في إمكانات الترفيه داخل المدن بعكس العائلات التي ترتاد في نهاية الأسبوع وجميع العطلات الحدائق والأماكن العامة والأسواق الكبيرة والمتنزهات التي يمنع الشبان من دخولها، ما جعل البر بديلهم الأمثل الذي يجدون فيه ضالتهم.
وتجولت «الحياة» في مناطق شاسعة ورصدت آراء الكثير من الأسر والعزاب في الطائف عن طلعات البر والهروب من صخب المدينة وضجيجها.
وفي جلسة سمر استدار فيها مجموعة من الشبان حول نار خففت لهيبها نسمات الهواء الباردة وكشف وهجها ملامح وجوه مستأنسة مع خيوط الظلام الأولى يعمل على خدمتهم أصغرهم سناً بصب القهوة العربية على رفاقه وعابري السبيل، وما إن ينتهي حتى يضعها مرة أخرى على الجمر في منظر يذهب بالعقول للماضي البعيد (ماضي الأجداد)، راسماً في الواقع عاداتهم اليومية وتقاليدهم التي عجزت الأيام والليالي عن محوها على رغم أننا في القرن ال21 إذ لا يفصل بيننا وبين أيامهم التي خلت سوى عادات دخيلة قبلها من قبلها ورفضها من رفضها، هناك حول تلك النار التي تسر الناظرين وقودها من الحطب.
في خضم ذاك المشهد، قال فهد العتيبي ل «الحياة»: «بعيداً عن عدم توافر متنزهات وأماكن ترفيهية للشبان، فإن وجودها لن يثنينا عن طلعات البر التي أعشقها ويعشقها غيري الكثير وقد يكون للطبيعة وتكويناتها دور في ذلك، ارتبطنا بها ارتباطاً وثيقاً إذ لا يحد المدن والقرى التي نسكنها سوى هذه الصحارى الشاسعة التي نعشقها عشقاً جنونياً، فهي لنا بمثابة البحر الذي تقع على إطرافه مدينة جدة أو الدمام، وبكل ما يحتويه ذلك البحر من لؤلؤ ومرجان ودرر، فإن صحارينا هي الأخرى تحوي اللؤلؤ والمرجان والدرر بالنسبة لنا، فضلاً عن أن هذه الأرض هي مسقط رؤوسنا نمشي عليها أحياء وندفن في ثراها جثثاً هامدة».
ويجاذبه الحديث شقيقه نواف: «مللنا من المدن وزحامها، بيد أن الصحراء بالنسبة لنا هي الحياة والمتنفس الوحيد، إذ حينما يسدل الليل ستاره نخرج كل يوم في مجموعات، لقضاء أجمل الأوقات وأمتع اللحظات ما بين سمر وشواء ومزح ومرح».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.