إن تطور تاريخ الخدمات الصحية بالمملكة ومنطقة الحدود الشمالية خاصة جدير بالاهتمام والدراسة حيث إنها ذات تاريخ ومسيرة طويلة، بدأت قبل توحيد المملكة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1319ه، والتي ارتكزت قبل توحيد المملكة على الموروثات من الطب الشعبي، ثم تطورت لاحقاً من وحدة صغيرة للخدمات الصحية وتدرجت في التطور حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، لقد وصلت إلى المستوى الرفيع الذي جعل الكثير من مستشفيات المملكة مستشفيات مرجعية للكثيرين من مواطني الدول الشقيقة المجاورة والدول الصديقة. وبفضل من الله عز وجل خطت المديرية العامة للشئون الصحية بمنطقة الحدود الشمالية خطوات جبارة في الآونة الأخيرة، وهذا التطور الكبير المشهود للمشروعات الصحية للمنطقة يأتي ضمن سياق التطور الكبير الذي تشهده المملكة الحبيبة، والذي جاء تتويجا للجهود المتواصلة والدعم الضخم الذي يلقاه القطاع الصحي من لدن حكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله، وفي ظل الرعاية الكريمة لصاحب السمو أمير منطقة الحدود الشمالية، الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد حفظه الله ورعاه، والجهود الحثيثة والطيبة لمعالي وزير الصحة سلمه الله.. مما جعل منطقة الحدود الشمالية تحظى بمزيد من المشاريع العملاقة، والتي امتدت لتشمل كل ربوعها لتمدّ يد الخير لكل مواطنيها، تضمد جراحهم وتخفف آلامهم وتشد من أزرهم في مواجهة انتشار الأمراض والأوبئة، ومعالجة ضحايا الحوادث والحروق، وبذلك تتأهب المنطقة لاستقبال حدث هام وهو «افتتاح مستشفى طريف الجديد سعة 200 سرير»، هذا الحدث الذي يمثل نقلة حضارية لمنطقة هامة وواضحة على خريطة منطقة الحدود الشمالية وهي مدينة طريف وربوعها، والذي كان من المقرر أن يتم إنشاؤه بسعة 100 سرير، ولكن حرصا على تقديم أقصى رعاية صحية ممكنة للمنطقة فقد تم زيادة سعة المستشفى لتصبح 200 سرير، وبالتالي فقد زادت التكلفة الإنشائية من (54.610.411.76 ريالاً) إلى (75,471,860,99 ريالاً) لتشمل جميع التخصصات ولتمثل صرحا «شامخا» يجسد الجهود الكبيرة التي تبذل لرفعة هذا الوطن في جميع المجالات وخاصة الصحة. وفي الختام إن ما أنجز في المجال الصحي بالمملكة عامة ومنطقة الحدود الشمالية خاصة ليس بالعمل السهل بل هو إنجاز صاحبه الصبر والبذل والعطاء وسيظل تطور الخدمات الصحية ديدناً حتى ينعم المواطن السعودي بالمستوى الصحي والرفاهية المنشودة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة. * مساعد المدير العام للمشاريع والشئون الهندسية