أكد استشاري السكري والغدد الصماء ورئيس قسم الأمراض الباطنية بمستشفيات القوات المسلحة بالهدا والطائف الدكتور سعود السفري أن هناك الكثير من النظريات حول أسباب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أو (سكري البالغين) أو (سكري الكبار) كما يطلق عليه البعض تبدأ بالعامل الوراثي مروراً بالسمنة أو الوزن الزائد وبلوغ الأربعين من العمر وعدم الالتزام بممارسة الرياضة بشكل منتظم. وبيَّن أن الأعراض المصاحبة لداء السكري من النوع الثاني أهمها العطش، والتعب، وفقدان الوزن غير المعلل، والجوع الشديد، والتبول المتكرر خاصة في الليل، وبعض الأشخاص قد يعانون من بطء في التئام الجروح والكدمات أو من التهابات متكرّرة في اللثة والمثانة أو الشعور بوخز في اليدين أو القدمين. وأضاف أن المرض قد يبقى صامتاً لسنوات لدى البعض بلا أعراض نهائياً ويظهر ارتفاع الجلوكوز عرضيا أثناء الفحوصات الروتينية، مما يظهر أهمية إجراء فحوص دورية. وشدد السفري على أهمية المحافظة على الوزن المثالي للجسم وممارسة الحركة والنشاط الرياضي وتجنب الأغذية الغنية بالدهون والكوليسترول والسكريات والابتعاد عن التدخين، مؤكداً أن تلك هي أولى خطوات الوقاية من هذا المرض. وعند الحديث عن داء السكري يجب التركيز على مضاعفات المرض الخطيرة التي تطال جميع أجهزة الجسم وتؤثر تأثيرا بالغا على نوعية الحياة التي يعيشها مريض السكري. وأشار أن المضاعفات التي تصيب الأوعية الدموية الصغيرة هي من أخطر مضاعفات داء السكري وأن الأعضاء الأساسية التي تصاب بهذا الداء مثل العين والكلى والأعصاب (اعتلال الشبكية السكري-الاعتلال الكلوي السكري- الاعتلال العصبي السكري) يرجع تأثيرها إلى تدمير المرض للأوعية الدقيقة بها. أما فيما يخص العلاج فإن التدخل المبكر والحفاظ على مستويات السكر في الدم أقرب إلى نطاق الأشخاص غير المصابين بالسكري يكون لها تأثير قوي ومفيد على الأوعية الدموية الدقيقة المرتبطة بمضاعفات مرض السكري على وجه التحديد بما في ذلك اعتلال الشبكية واعتلال الكلى والاعتلال العصبي. وأوضح أن أكثر إستراتيجيات العلاج المكثف إلى جانب الحد من زيادة الوزن وممارسة الرياضة بهدف الحد من هذه المضاعفات. وينبغي اختيار العلاج على أساس فعاليته في خفض الجلوكوز والوصول بمستوى الهيموجلوبين السكري لمعدل 7% أو أقل ومع تطور المرض يحتاج البعض لأخذ أدوية عن طريق الفم أو بواسطة الحقن. وأوضح انه بالاعتماد على المبادئ التوجيهية وبيان الجمعية الأمريكية للسكري والرابطة الأوروبية لدراسة مرض السكري فإن خطوات العلاج تتلخص فيما يلي: أولا ينبغي أن تشمل تعديل نمط الحياة بتخفيض الوزن وممارسة الرياضة واستخدام أدوية السكري الفموية، ويتم تعديل الجرعة حسب استجابة المريض وتستمر هذه المرحلة من شهر إلى شهرين. الخطوة الثانية وفيها يتم إضافة دواء آخر عن طريق الفم أو الأنسولين طويل المفعول ويكون ذلك في غضون شهريين أو ثلاثة أشهر من بدء الخطوة الأولي أو في أي وقت عندما لا يتحقق المستوى المستهدف لهيموجلوبين سكر الدم، ويفضل استخدام حقن الأنسولين طويل المفعول الذي لا يسبب الهبوط المفاجئ في نسبة السكر في الدم ولا يزيد الوزن. الخطوة الثالثة وتنطوي على مزيد من التعديلات مثل إضافة الأنسولين سريع المفعول قبل وجبات الطعام وذلك للحد من ارتفاع السكر في الدم بعد الأكل، وتبدأ في غضون 3 أشهر من بدء الخطوة الثانية. وختم حديثه بالتأكيد على أهمية البدء المبكر بالعلاج والمحافظة على معدل الهيموجلوبين السكري أقل من 7% من خلال استخدام العلاج المناسب وبشكل عام فإن البدء في العلاج بالأنسولين في وقت مبكر وفي الوقت المناسب لمرضى السكري من النوع الثاني سيساعد بالتأكيد في التخفيف من مضاعفات مرض السكري، وإن تطوير مثيلات الأنسولين الجديدة وأقلام الأنسولين قد جعلت العلاج أكثر أمناً وسهولة لتحقيق مستويات السكر الطبيعية في الدم وأكثر قدرة على توفير الرعاية الصحية المثلى لمرضى السكري.