مرّ عامان على زلزال سيتشوان المدمر الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 80 ألف شخص وتشريد الملايين من سكان إقليم سيتشوان غرب الصين و الأقاليم المجاورة لها وما زال الصينيون يذكرون تلك الأيام الصعبة ويذكرون المساعدات الإنسانية التي قدمت لهم للتخفيف من معاناتهم حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي قدمت المساعدات الإنسانية التي ساهمت في التخفيف من معاناة المصابين. وقدمت المملكة مساعدات عاجلة ومساعدات لاحقة بلغت ما يقارب 60 مليونا وقدمت الجالية السعودية تبرعات بالدم وسوقا خيريا خصص ريعه لاطفال سيتشوان مما ترك أثرا قويا لدى حكومة وشعب الصين اتجاه شعب المملكة. فقد كانت مدينة بيتشوان حيث كان يعمل أهل المدينة الصغيرة البالغ عدد سكانها 22 الف نسمة في حرفة صناعة الجلود والاحذية في ذلك الصباح فقدمت المدينة ما يزيد عن 16 الف نسمة في لحظات اثناء الزلزال، ففي مجمع مدارس بيتشوان فقط فقدت المدينة ما يقارب 2500 طالب جراء انهيار جبل كامل على المدرسة مما ادى الى تسويتها بالأرض. يقول وانق لي جونغ انه ما زال يتذكر كيف كانت حالة أولئك الكبار في السن وأولئك الاطفال الذي كانوا يهربون من الموت الى الموت يهربون من سقوط المنازل الى قاع الوديان فتلحق بهم الصخور التي تنهار من الجبال المحيطة فتقتلهم. اما هان يونق من وزارة التجارة والمشرف على المساعدات الدولية يقول إن المملكة العربية السعودية ضربت مثالا للصديق الحميم وأكد انه يلمس من الصينيين احتراما كبيرا لخادم الحرمين الشريفين فحينما يقول لهم ان هذه المساعدات من المملكة أمر بها الملك عبدالله ينحنون احتراما وتقديرا له حتى ان كبار السن يقولون له لو يحضر الى هنا لدعوناه وقدمنا له حساءً من صنع ايدينا. ويحتفظ اليوم مكتب الأممالمتحدة للتنمية في بكين بصور مشاريع المملكة وتحرص على توزيعها في احتفالاتها استشعاراً منها كما يقول مدير المكتب بدور المملكة الانساني العالمي. ومن ضمن عدد قليل من الداعمين كانت سفارة المملكة في بكين احد أهم المدعوين في الزيارات التي تنظمها الحكومة الصينية ومكتب الاممالمتحدة في بكين . عمارة من ستة طوابق اختفت بسكانها تحت الارض وفي تلك القرية الصغيرة التي يعيش فيها الفان وستمائة نسمة تقول السيدة جو ان المملكة ساعدت اهالي القرية في العودة للحياة عندما ساعدتهم في مشروع مياه الري الذي يعتمدون عليه. واليوم وبعد مضي عامين على زلزال سيتوشان يكرر المسئولون الصينيون دائماً وفي مناسبات مختلفة مواقف المملكة الصادقة مع الشعب الصيني في محنته مرددين بأن المملكة الصديق الذي تجده وقت الضيق. ففي جولة قام بها الرئيس الصيني هو جين تاو الى مناطق الزلزال في العام الماضي اصطحب سفير خادم الحرمين الشريفين في بكين المهندس يحيى بن عبدالكريم الزيد وذلك تقديراً لحكومة وشعب المملكة في وقفتها الى جانب الشعب الصيني في محنته. كما أشاد مجلس الوزراء في اكثر من مناسبة بموقف المملكة الانساني مع الصين وكذلك مجلس النواب. وفي حديث سابق ل«الرياض» لسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في بكين اوضح سعادته بأن الملك عبدالله حظي على مكانة خاصة لدى حكومة وشعب الصين نظير ما قام ويقوم به من خدمات إنسانية جليلة شملت جهوده في السلام ومساعدة المحتاجين ومنها المساعدات الدولية وخاصة بعد الوقفة الإنسانية معهم في محنتهم جراء الزلزال الذي ضرب سيتشوان في العام الماضي ، وأضاف أن هذا الاهتمام والتقدير لمسته من خلال عملي وتواجدي في الصين كسفير لخادم الحرمين الشريفين وهذه أدت بطبيعة الحال إلى تسهيل الكثير من الأمور وساهمت في تطور العلاقات وأصبح الصينيون يكنون كل مشاعر الحب والتقدير والاحترام لحكومة وشعب المملكة.