ترافيان لمن لم يسمع بها أو لم يعرفها هي لعبة أو (game) عند معجبيها ومرتادي موقعها، ظاهرها الترفيه والمتعة والإثارة وصنع جو من المرح بين اللاعبين أما باطنها ففيه الافساد في الأرض وتعليم النشء العنف وفنون القتال التي تجعل من حياتهم معاداة وعداوة وافسادا في الأرض. إن هذه اللعبة فيها ما فيها من أساليب قتالية وعدوانية تجعل من لاعبيها يتقمصون دور وشخصية المقاتل والمحارب الشرس الذي قد يسعى بكل وسيلة ان يرتفع تصنيفه فيها وتزداد قوته ومكانته فيها على حساب مقاتلة الآخرين وقتل جنودهم وغزو قراهم وضرب مدنهم وشن حملات عسكرية بتكتيك حربي عال قد يدرس في المعاهد الحربية والكليات العسكرية، فتحول طاقة الطفل الممارس لها إلى العدوانية المطلقة والرغبة في الفوز على حساب قتل الآخرين وتوعدهم ووعيدهم والنيل منهم في معارك وحروب تجعل من العدواة بين أعضاء هذه اللعبة ولاعبيها هو السمة الغالبة في علاقاتهم. لقد أصبح أطفالنا يعرفون الكر والفر والاغتيالات والتربص بالعدو والتعزيز وأساليب الامداد بالسلاح وطرق تأمينه وزيادة عدد الجنود المقاتلين وعمل الكمين والهجوم المباغت والضربة القاضية للعدو، والضربات الاستباقية، وتشريد جنوده وسلب ونهب ممتلكاته وحرب الشوارع مما لا يعرفه بعض كبار القادة العسكريين. ولا يستبعد ان يتحول طموح ممارسي هذه اللعبة في العدوانية وإدارة القتال وأساليبه عن طريق هذه اللعبة وأمثالها لا يروي غليلهم ولا يشبع مد جموح رغباتهم بما يريدونه من اشفاء غليلهم في لعبها مما يسرب في نفوسهم قدرا كبيرا من المخزون القتالي العدواني والإرهابي الذي سيحاولون جاهدين افراغه بعد ان يفيض بهم هذا المخزون ويعب كيله ويزداد بشكل حقيقي وقتال على أرض الواقع بذخيرة حية والعياذ بالله وذلك لكون إمكانات تعلمهم أصبحت عالية حيث إنهم في سن يسهل فيها التشرب بكل فكرة حتى ولو كانت خاطئة صارت موغلة في تعلم الفنون القتالية والعسكرية والعدوانية بدلاً من توجيهها في العلوم النافعة التي ترفعهم وتتقدم بهم في الحياة، فصار جل تفكيرهم كيفية التدبير والتخريب وهزيمة العدو مهما كلف ذلك من وقت وجهد وحتى مال فهي ليست لعبة مجانية بل تدعم فيها نفسك لتقوي جنودك بالمال ولها بطاقات تباع وتشتري وكذا استخدام الذهب والمجوهرات للوصول لتلك الغاية القتالية. أذكر أنني سمعت حديثاً بين طفلين لا تتجاوز أعمارهما الخامسة عشرة وهما يتفاخران بإبداعاتهما في هذه اللعبة وكيف استطاعا ان يباغتا مجموعة من الجنود وان يقضيا عليهم بشكل تام وبالتالي قاما بالاستيلاء على القرية بكاملها وطرد كل من فيها! إن أطفالاً يكون لديهم مثل هذه الخبرات فلا شك انه سيكون بعضهم يداً قوية في الإرهاب والاعتداءات والتخريب حيث ان ضرر هذه اللعبة سيمتد لتعليم الأبناء الشر وروح الانتقام وإعداد أنفسهم بالروح العسكرية والقتالية غير الشرعية أو القانونية مما يسبب الضرر له في المقام الأول ثم لدينه ولوطنه ولمجتمعه ولولاة أمره. إن من أوجب الواجبات على الجهات المختصة ان يقوموا بحجب هذا الموقع وأمثاله وذلك حفاظاً على عقول أبناء المجتمع وأفكارهم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). أسأل الله جل وعلا ان يحمي أفكارنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. المحامي والمستشار سليمان بن عجلان العجلان الرياض