في الوقت الذي قامت فيه المؤسسة العسكرية الباكستانية بنقل ما يزيد عن مئة ألف جندي من الحدود الشرقية المتصلة مع الهند إلى الحدود الغربية المتصلة بأفغانستان لتعزيز التواجد العسكري في المناطق الشمالية الغربية من باكستان، وخصوصاً منطقة القبائل الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستان وأفغانستان، وذلك بهدف محاربة المليشيات الطالبانية المتطرفة المنتشرة هناك، ونجاح الجيش الباكستاني إلى حد كبير في تفكيك شبكات معظم فصائل الطالبان المعادية لباكستان في منطقة القبائل. لوحظ نشاط غير مسبوق لحركة مسلحة "حديثة النشأة" تطلق على نفسها اسم "طالبان البنجابية" (نسبة إلى إقليم البنجاب الشمال الشرقي من باكستان والمتصل مباشرة مع الحدود الهندية) وقد أعلنت هذه الحركة وقوفها وراء تنفيذ الهجوم على معبدي الطائفة "الأحمدية القاديانية" في مدينة لاهور في مطلع الأسبوع الماضي، والتي واجهت ردود فعل من قبل الأوساط الداخلية والخارجية. من جهة أخرى وقعت مشادة في التصريحات بين وزير الداخلية الباكستاني رحمان ملك وبين ورئيس وزراء إقليم البنجاب شهباز شريف (شقيق نواز شريف)، حول تسمية الجماعات المتطرفة في إقليم البنجاب (بالطالبان البنجابية)، ونقلت جريدة "خبرين الباكستانية الناطقة باللغة الأردية تصريحات وزير الداخلية الباكستاني التي كشف فيها عن وقوف جماعة "لشكر جهانكوي" الباكستانية المتطرفة المحظورة وراء استهداف القاديانية، إلا أنه أطلق عليها اسم (الطالبان) مضيفاً بأن الأمر يتطلب إجراء عمليات عسكرية مكثفة في جنوبإقليم البنجاب للحد من نشاط هذا الفصيل من الطالبان. من جانبه رد رئيس وزراء إقليم البنجاب شهباز شريف على تصريحات وزير الداخلية ووصفها بالتصريحات غير الصائبة، وقال إن ما قاله وزير الداخلية يهدف إلى إثارة الفتنة العرقية بين أبناء الأقاليم الباكستانية الأربعة، وأنه لا يصح تسمية جماعة نسبة إلى إقليم واحد، وأضاف شهباز شريف بأن المعلومات المتوفرة لديه لا تثبت وجود جماعة واحدة بهذا الاسم بل إن هناك جماعات متعددة بأسماء مختلفة نشطة في إقليم البنجاب، وقال إن إقليم البنجاب لم يصل إلى حد يستدعي إلى إجراء عمليات عسكرية ضد العناصر المتطرفة، وأن الشرطة وقوى الأمن الإقليمية تكفي لمعالجة هذه الظاهرة. هذا ولا تزال قضية (طالبان البنجابية) النشطة في المناطق الشرقية من باكستان قضية مختلف عليها بين الحكومة الإقليمية والمركزية، إلا أن ظهور جماعات مسلحة في المناطق الشرقية من باكستان يشكل تحدياً جديداً أمام السلطات الباكستانية.