تمر الأم بمراحل متعددة عند التخطيط لحمل جديد وتساهم الهرمونات بشكل كبير للتغيرات التي تحصل داخل الرحم من تحضير تجويفه لاستقبال الجنين حيث تسير مراحل تلقيح البويضة التي تهاجر من المبيض الى الرحم عبر قناة فالوب وبعد ان ينجح حيوان منوي واحد في اختراق البويضة وتكوين اللبنة الاولية للجنين الذي يستقر في جدار الرحم موصولا بالحبل السري الذي يستمد منه غذاءه يتطور الحمل عبر حوالي 37 اسبوعا وفي عدم حصول أي مشاكل صحية لدى الأم الحامل او الجنين تكون الولادة بشكل طبيعي هي طريق الطفل لرؤية العالم الجديد ولكن في بعض الحالات قد تكون الولادة جراحيا أي من خلال الولادة القيصرية وذلك في أحد الظروف التالية : • عندما يكون وضع الجنين مقلوباً أي ان رأسه بالاتجاه الأعلى. • الأم لديها مشاكل صحية مزمنة والتي قد تتضاعف مع اجهاد الولادة. • وجود التهابات لدى الأم في قناة المهبل. • الحمل بتوائم. • وجود عمليات قيصرية متعددة سابقة . • ظهور علامات ضعف ضربات قلب الجنين مما يدل على اختناقه. • كبر حجم الجنين وقد لوحظ من خلال العديد من الدراسات ان الاطفال الذين يولدون عن طريق العمليات القيصرية هم اكثر عرضة للالتهابات والامراض من اولئك الذين كانت ولادتهم بشكل طبيعي . قياس محيط الرأس الولادة الطبيعية تحفز نمو البكتيريا الطبيعية المفيدة للطفل والتي تمثل جزءا كبيرا من مناعته . في المقابل يتأخر ظهور البكتيريا النافعة في امعاء الاطفال المولودين بالعملية القيصرية حتى عمر ستة اشهر . كذلك تعمل الرضاعة الطبيعية على تحفيز نمو البكتيريا المفيدة والمسماة علميا " لاكتوباسيلاي " + " بيفيدوباكتيريا " ويطلق عليها اجمالا " بروبيوتك" . ولا تقتصر الرضاعة الطبيعية على ذلك بل ان حليب الأم يحتوي على مضادات تستقر في امعاء الطفل لتشكل جزءا كبيرا من مناعته. وفي هذه الحالة يكون الاطفال الذين ولدوا عن طريق العمليات القيصرية هم بحاجة غذائية اكثر لتقوية مناعتهم. البكتيريا الصديقة أقل عند أطفال القيصرية البكتيريا الصديقة عند أطفال الرضاعة الطبيعية الكلمة اللاتينية " بروبيوتيك " مكونة من مقطعين "برو" وتعني "لأجل " والمقطع الثاني " بيوتك " وتعني " الحياة" . وتشمل البروبيوتك مجموعة من البكتيريا من اهمها " بيفيدوبكتيريوم " + " لاكتوبسيلاي" والتي تساهم بشكل فاعل في تطور مناعة الطفل الرضيع . تم اكتشاف تلك البكتيريا والدور الايجابي الذي تقوم به للمرة الاولى من قبل العالم الروسي والحائز على جائزة نوبل "ايلي ميتشنيكوف" في بداية القرن العشرين واقترح أنه من الممكن تعديل البكتيريا الضارة في امعائنا الى بكتيريا مفيدة وقال "ميتشنيكوف " والذي كان في ذلك الوقت يعمل أستاذاً في معهد "باستور" في باريس قال ان تلك الميكروبات الضارة يمكن ان تنتج موادَّ سامة بما في ذلك الفينول والامونيا وان تلك المواد تؤدي الى الاضرار بالامعاء وشيخوختها. ومن المعروف أن الحليب المخمر مع بكتيريا حمض اللاكتوز تمنع نمو البكتيريا وكان" ميتشنيكوف" قد لاحظ أن بعض سكان المناطق الريفية في أوروبا ، على سبيل المثال في بلغاريا والسهول الروسية الذين يعيشون إلى حد كبير على الحليب المخمر مع بكتيريا حمض اللاكتوز عاشوا فترة أطول . تم عزل "بيفيدوبكتيريا " للمرة الأولى من حليب الأم من قبل "هنري تسيي " الذي عمل أيضا في معهد باستور. هذه البكتيريا المعزولة اسمها "بيفيدوسباسيلاي" وتم تغيير اسمها لاحقا إلى "بيفيدوباكتيريوم" وقد وجد هنري ان تلك البكتيريا الصديقة هي المهيمنة على الأمعاء عند اطفال الرضاعة الطبيعية كما لاحظ الفوائد السريرية لها في علاج الإسهال عند الرضع والوقاية من الكثير من الالتهابات التي تصيب الاطفال الرضع . السنة الاولى مهمة في عمر الطفل خلال تفشي بكتيريا " الشيغيلا" في عام 1917 م عزل طبيب الماني " الفريد نيسيل " بكتيريا من جندي لم يكن مصابا بالالتهاب فيما يعتقد ان تلك البكتيريا هي من تسبب في حمايته من الشيغيلا. بعد وفاة الروسي " ميتشينوكوف" عام 1916م انتقلت الابحاث في هذا الشأن الى الولاياتالمتحدةالامريكية . تواصلت التجارب العلمية حتى عام 1935م حين ثبت ان زرع بعض انواع البكتيريا مثل " اكتوباسيلوس اسيدوفيلوس" في جدار الجهاز الهضمي كفيل بتخفيف اعراض النزلات المعوية والاسهال . مصطلح "البروبيوتيك" اطلق لاول مرة في عام 1953م • ماهي الفوائد الصحية من " البروبيوتيك " ؟ • أولا : تسهيل هضم اللاكتوز : تعمل أنواع محددة من البكتيريا على تحويل اللاكتوز " سكر الحليب" الى " حمض اللاكتيك"لذا فهي تسهل هضم الحليب عند الرضع. • الوقاية من السرطان : تعمل بعض فصائل بكتيريا " لاكتوباسيلاي " على مقاومة حدوث الطفرات في خلايا الجهاز الهضمي وبالتالي عدم تكون اورام محتملة داخل الامعاء. تقلل اعراض الرشح • خفض مستوى الكوليسترول : أظهرت دراسات أجريت على الحيوانات فعالية مجموعة من البكتيريا لتكون قادرة على خفض مستويات الكولسترول في الدم حيث تقوم بتكسير المادة الصفراوية في الامعاء والذي يوقف امتصاص الدهون . وعلى الانسان اظهرت التجارب العلمية ان منتجات الحليب المخمرة والمعالجة ببعض البكتيريا الصديقة اظهرت فعالية تلك الاضافة في خفض مستوى الكوليسترول الضار . • الوقاية من الالتهابات : " البروبيويك" له عدة تأثيرات مفيدة على وظائف جهاز المناعة. وهناك أدلة تشير إلى أنه يستطيع تحسين وظائف المناعة عن طريق زيادة عدد الاميونوجلوبين A المنتجة لخلايا البلازما كما يعمل على تحسين عملية ابتلاع البكتيريا الضارة بواسطة خلايا الدم المناعية . أظهرت الابحاث أن "البروبيوتيك" يقلل من حدوث التهابات الجهاز التنفسي ، وتسوس الأسنان عند الأطفال. والوقاية من الإسهال الحاد ، وتخفيض شدة ومدة العدوى بفيروس " الروتا " عند الأطفال . البكتيريا الصديقة • علاج بكتيريا المعدة المسببة للقرحة : تفيد الدراسات الاولية ان " البروبيوتك" يساند عمل الادوية المعرفة لتقليل المدة العلاجية. • تقليل فرصة عودة امراض القولون التقرحية وكذلك خفض حدوث امراض الحساسية لدى الاطفال الرضع. • مساندة علاج بعض الاعراض الناتجة عن القولون العصبي. • البروبيوتك يستطيع الطفل الرضيع اكتساب فوائد " البروبيوتك " من خلال الرضاعة الطبيعية والتي تمد الطفل والأم ايضا بفوائد صحية جمة ولكن عند تعذر الرضاعة الطبيعية لأي سبب طبي فقد تمت اضافة البروبيوتك الى بعض انواع الحليب المجفف . • تحتاج الام استشارة طبيب الاطفال خاصة خلال السنة الاولى من عمر الطفل بصفة دورية حيث انها تشكل الفترة الأهم لنمو الطفل . حيث يتم احتساب وزنه . محيط الرأس . ظهور الاسنان . تطوره الحركي في الجلوس والوقوف . البروبيوتك تسهل هضم اللاكتوز احتمال القيصرية للتوائم