أشار الأستاذ محمد القويعي، في حديثه عن العرضة السعودية، إلى أن الأغنية الحربية، قديمة قدم الشعر، الذي أعاده القويعي إلى بدايات معرفة الحداء، الذي قسمه إلى مجموعة أقسام بين الخفيف والطويل..وما ارتبط به الحداء ببيئة وحياة الإنسان العربي، عبر علاقة بين الصحراء والعيس والأحاسيس، رابطا ذلك بالحالة النفسية من جانب وطبيعة الحياة اليومية من جانب آخر، كورود الماء وغيرها من مناسبات اجتماعية، عرفت بدءا بالجمع استعدادا متبخترا للحرب. ومضى القويعي مستعرضا الربط بين الحداء والإيقاع عبر حقب زمنية، أعادها بشيء من قراءة الحداء والعرضة في تراثنا العربي، فصيحه وشعبيه، مستشهدا بالعديد من النماذج الشعرية، التي استظهرها من قراءة لهذا اللون التراثي الشعبي، الذي تشكل بتشكل مناسبات إنسان الجزيرة، وطبيعة حياته بين حل وترحال، وعبر الصوت وقرع الطبل، معرجا على العديد من المفردات اللغوية ذات الصلة بهذا الفن بين المعنى القاموسي المعجمي حينا، وما دون في الموروث الشعبي حينا آخر. جانب من الأمسية وقال القويعي: لقد تتبعت هذا الفن عبر العديد من كتب تراثنا العربي، وفيما دونته كتب التراث الشعبي حول هذا الفن، وحرصت على إبانة العديد من مصطلحاته المختلفة ذات العلاقة بهدا اللون ومنها المسميات الدارجة في شكل مصطلح من جانب وفي شكل مسمى للون شعبي من جانب أخرى، مستعرضا ما تعنيه أغاني العرضة من مناسبتها للمناسبة وما يتم اختياره من معان تزيد من الحماس الذي يشترك بين قائد الفرقة بوصفه شاعرها، وبين المرددين بعده..مستشهدا بالعديد من نماذج العرضة السعودية التي تناولها القويعي بالكلمة والأداء الصوتي..مستعرضا ما كتبه العديد من الأدباء في المملكة وفي الوطن العربي، كما جاء فيما كتبه العقاد عن العرضة السعودية. وأضاف القويعي بأن البيرق من المرتكزات الأساسية لأداء العرضة السعودية، مشيرا إلى عدة تعريفات عن العلم، ومعانيها وجمعها في القاموس العربي، وصولا إلى تعريف البيرق التي ذكر القويعي بأنها لفظة تعود إلى أصل تركي، مشيرا إلى أقسام البيرق التي تتمثل في الرمح أو ما يسمى بعصا البيرق، والرمانة أو ما يمكن تسميت بالطاسة، والتي تشكل أعلى قناة البيرق..مشيرا إلى أن رمانة البيرق تنتهي بالشلفى التي تستخدم للطعان في المعركة من قبل حامل البيرق، فيما لودعته الحاجة إليها، ومنبها إلى أن السلاسل المحيطة بالرمانة ليست من قبيل الزينة، وإنما تستخدم كنوع من الاهتداء بها لمن يسير خلف حامل البيرق ليلا، لما تصدره تلك السلاسل من صوت يمكن سماعه من يسير خلف حامل البيرق. ومضى القويعي، إلى ما يصاحب العرضة السعودية من زي تعارف عليه فيما بعد، إلى جانب توزيع الصفوف والأسلحة المصاحبة التي يستخدمها المشاركون في العرضة..وصولا إلى الزمية التي تأتي ختاما للعرضة، مستعرضا ورود الزمية في تراثنا الشعبي، إلى جانب تتبعها في الأدب العربي بألفاظ مرادفة، إضافة إلى ما شكلته الزمية في العرضة السعودية من أبيات تأتي ختاما لأداء المشاركين في العرضة، معرجا على ما تمثله الزمية من أبيات يتم انتقاؤها بعناية دقيقة فيما تحمله من معان تأتي بمثابة مسك الختام.. جاء ذلك خلال الأمسية التي أقامها نادي الرياض الأبي الثقافي ، ليلة البارحة عن العرضة السعودية، والتي أدارها يوسف العتيق، وذلك كختام فعاليات الأسبوع الثقافي الذي أقامه النادي تحت عنوان ( أسبوع الرياض الثقافي ).