طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما ان يعرف "في اسرع وقت ممكن" الظروف الدقيقة للهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول انساني كان في طريقه الى قطاع غزة، وذلك في اثناء محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وجاء في بيان للبيت الابيض صدر بعد المحادثة الهاتفية التي استمرت 15 دقيقة "اشار الرئيس الى ان من الاهمية بمكان معرفة كل الوقائع والظروف المحيطة بالاحداث الماسوية هذا الصباح في اسرع وقت ممكن". وعبر اوباما عن اسفه العميق في المحادثة لازهاق ارواح والقلق على المصابين في الهجوم الاسرائيلي. وفي أوروبا تسارعت الادانات ايضا للعدوان الاسرائيلي، وطالبت وزيرة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون السلطات الاسرائيلية باجراء "تحقيق كامل" حول العدوان، وقال المتحدث باسم وزيرة الخارجية الاوروبية ان آشتون "تعبر عن تعاطفها مع عائلات القتلى والجرحى وتطالب بتحقيق كامل في الظروف التي وقع فيها هذا الحادث" وتوافق سفراء دول الاتحاد الاوروبي امس على بيان "يدين" استخدام العنف خلال الهجوم الاسرائيلي ودعوا الى اجراء تحقيق "حيادي"، وفق ما قال مصدر دبلوماسي لفرانس برس. من جهتها استدعت اسبانيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، السفير الاسرائيلي لطلب توضيحات معتبرة العدوان على الاسطول بانه "غير مقبول". أوباما يطلب توضيحًا إسرائيليًا عاجلًا وروسيا تندد بالانتهاك السافر.. وإدانة أوروبية وفي اثينا، طلب وزير الدفاع اليوناني ايفانغيلوس فينيزيلوس من هيئة اركان سلاح الجو وضع حد لتدريب جوي مشترك يوناني اسرائيلي كان جاريا منذ الثلاثاء في جزيرة كريت الجنوبية. كما الغت اليونان زيارة لقائد سلاح الجو الاسرائيلي كانت مقررة اليوم، في باريس، دان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "الاستخدام غير المتكافئ للقوة" في العدوان الاسرائيلي على اسطول الحرية المتوجه الى قطاع غزة، مطالباً ب "القاء الضوء كاملا على هذه المأساة". واعلن قصر الاليزيه في بيان ان "رئيس الجمهورية يعرب عن تأثره البالغ حيال العواقب الماساوية للعملية العسكرية الاسرائيلية ضد اسطول السلام المتوجه الى غزة". وتابع البيان ان ساركوزي "يدين الاستخدام غير المتكافئ للقوة ويتوجه بتعازيه لعائلات الضحايا". وقال وزير الخارجية الفرنسي كوشنير في بيان "اشعر بصدمة عميقة للعواقب الماساوية للعملية العسكرية الاسرائيلية"، مؤكدا ان "لا شيء يبرر استخدام مثل هذا العنف". وتجمع نحو 1200 شخص، وفقا للشرطة، مساء الاثنين بالقرب من السفارة الاسرائيلية في باريس للاحتجاج على الهجوم في تظاهرة تخللتها بضعة حوادث، كما افادر مراسل لفرانس برس. وحمل المتظاهرون الاعلام الفلسطينية وهم يهتفون "حماس مقاومة" و"فلسطين ستحيا وستنتصر" او "كلنا فلسطينيون" و"صهاينة، فاشيون، انتم الارهابيون" وذلك استجابة لدعوة عدة جمعيات مؤيدة للفلسطينيين. الى ذلك اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين انها اتصلت بنظيريها الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والتركي رجب طيب اردوغان معربة عن "قلقها الشديد" للهجوم الاسرائيلي الدامي على قافلة المساعدات التي كانت متجهة الى قطاع غزة. فيما قال وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله من جهته ان المانيا "تشعر بقلق شديد" ازاء العدوان، وقال المتحدث باسم الحكومة الالمانية اولريش فيلهلم امس ان العدوان الاسرائيلي على اسطول الحرية "يبدو غير متكافئ"، في انتقاد نادر من برلين لاسرائيل. وقال فيلهلم خلال مؤتمر صحافي ان "الحكومات الالمانية لطالما اعترفت بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن هذا الحق يجب ان يبقى ضمن اطار رد متكافئ". وفي كوبنهاغن استدعت وزيرة الخارجية الدنماركية ليني اسبرسن السفير الاسرائيلي للاستماع الى توضيحات حول العدوان الاسرائيلي. وفي روما نقلت وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" عن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قوله "أشجب تماماً قتل المدنيين وأعتبره عملاً خطيراً للغاية". بدورها وصفت الناشطة السياسية الإيطالية ماريا إيلينا دي إليا العدوان الإسرائيلي على "قافلة الحرية" بأنه "وحشي" و"متعمد"، مؤكدة فقدان الاتصال ب 5 ناشطين إيطاليين في القافلة. من جهتها أعربت الحكومة الايرلندية عن "قلقها العميق" بشأن مصير ثمانية مواطنين إيرلندين كانوا متواجدين على متن قافلة المساعدات التى استهدفها العدوان الاسرائيلي. وقال وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن "إذا تم التأكد من التقارير التى تفيد بمقتل وإصابة العشرات فان ذلك سوف يمثل رد فعل غير مقبول تماما من جانب الجيش الاسرائيلي تجاه مهمة إنسانية تحاول إيصال الامدادات التي يحتاجها شعب غزة"، من جانبها وصفت روسيا أمس العدوان الإسرائيلي على الأسطول الإنساني الدولي بأنه "انتهاك سافر" للقانون الدولي وذلك في بيان صادر عن الخارجية الروسية. وقالت الوزارة في بيانها ان "موسكو تدين وتعبر في هذه المناسبة عن قلقها الشديد في هذا الخصوص لا سيما نظرا لسقوط قتلى وجرحى في صفوف المشاركين في الاسطول الانساني". الى ذلك اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين في كمبالا عن "صدمته" حيال الهجوم الاسرائيلي و"دان اعمال العنف" التي اوقعت 19 قتيلا و26 جريحا، بحسب تلفزيون اسرائيلي. وقال بان كي مون خلال مؤتمر صحافي في كمبالا في اليوم الاول لمؤتمر حول المحكمة الجنائية الدولية "اصبت بصدمة اثر المعلومات التي اشارت الى سقوط قتلى وجرحى على السفن التي تحمل المساعدة الى غزة". واضاف "ادين اعمال العنف هذه ومن المهم اجراء تحقيق كامل لمعرفة كيف وقع حمام الدم" هذا، وتابع "اعتقد ان اسرائيل يجب ان تقدم بسرعة تفسيرا كاملا". كما طلبت منظمة العفو الدولية امس من اسرائيل فتح "تحقيق مستقل يتمتع بصدقية" حول الهجوم وطالبت برفع الحصار المفروض على القطاع. وعلى صعيد ردود الفعل الشعبية تظاهر المئات الاثنين في شارع وايتهول الرئيسي في حي الوزارات في العاصمة البريطانية لندن مغلقين بذلك حركة السير في هذا الشارع وذلك للتنديد بالهجوم الاسرائيلي. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا امام داونينغ ستريت مقر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وقد اجهش بعضهم في البكاء، الاعلام الفلسطينية ولافتات تندد بموقف اسرائيل وهم يهتفون "اوقفوا جرائم الحرب الاسرائيلية في غزة" و"اكسروا الحصار الاجرامي لغزة". كما تظاهر مئات الاشخاص عصر الاثنين قرب السفارة الاسرائيلية في ضاحية كوبنهاغن احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي وللدعوة الى رفع الحصار المفروض على القطاع.