سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللواء التركي: لو اعتمدت على المدرسة لذهب ابني إلى اليمن أو العراق! في ندوة «الإرهاب والمخدرات.. حقائق وأرقام»: 80% من ضحايا الأعمال الإرهابية بالمملكة من المسلمين
كشفت ندوة "الإرهاب والمخدرات.. وقائع وأرقام" والتي أقامتها كلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالتعاون مع كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري أمس الاثنين عن وجود علاقات خفية بين جرائم الإرهاب, وتجارة المواد المخدرة وتعاطيها, فضلاً عن استهداف مرتكبي هذه الجرائم لفئة الشباب بدرجة أكبر من غيرهم من الفئات الأخرى. وفي الإطار أكد المشرف على كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري الدكتور خالد بن منصور الدريس في تصريح ل "الرياض" أن الدلائل على ارتباط المخدرات والإرهاب كثيرة, باعتبارهما آفتين تستهدف عقول وصحة الشباب وإرادتهم, ومن هذه الدلائل ما ثبت عن أن بعض الموقوفين أمنياً في قضايا إرهابية من أصحاب السوابق في تعاطي المواد المخدرة وهو الأمر الذي أكده تصريح واضح لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في وقت سابق. وأشار الدكتور الدريس إلى عدد من الملاحظات الميدانية التي تؤكد أن الشباب الذين يقعون فريسة لتعاطي المخدرات يتم استهدافه من قبل منظري التنظيمات الإرهابية, لاستثمار الخصائص النفسية المحطمة للمدمن الذي يتعاطى هذه السموم, وميوله الانتحارية وضعف إرادته في تنفيذ المخططات الشريرة لهذه التنظيمات وسهولة إقناع هؤلاء المدمنين بأنه لا خلاص من الذنوب والمعاصي التي ارتكبها سوى بالجهاد وطلب الشهادة في سبيل الله, وغيرها من الشعارات والدعاوى البراقة التي يتسترون خلفها لتحقيق أهداف خبيثة, وكم من شاب أقدم على تفجير نفسه وغيره من المسلمين والمستأمنين بعد انخداعه بمثل هذه المزاعم. وتطرق الدكتور الدريس إلى ما تمثله زراعة وتجارة المخدرات كمصدر لتمويل الإرهاب, على غرار ما يحدث في أفغانستان والتي ينشط فيها زراعة مخدر الأفيون, مشيراً إلى أن هناك إحصائيات غير رسمية بأن عائدات بيع الأفيون الأفغاني تتجاوز 600 مليار دولار. د. الدريس: الدلائل على ارتباط المخدرات والإرهاب كثيرة.. وبعض الموقوفين أمنياً في قضايا إرهابية من أصحاب السوابق في تعاطي المخدرات وأضاف الدكتور الدريس أنه قد يبدو للكثيرين أن من يرفعون شعارات الجهاد والولاء والبراء لا يمكن أن يلوث يده بأموال المخدرات المحرمة ولكن واقع الحال يحكي شيئاً آخر, فكل من الإرهاب والمخدرات ينتمي إلى عوالم سرية مظلمة وكلاهما خارج عن الشرعية الدولية والاجتماعية في جميع دول العالم, ومن هنا ينشأ تحالف طبيعي بينهما في مواجهة خصومهما, وتعاون لتسهيل المهام المجرمة وغير الشرعية, بل إن بعض الإرهابيين لا يخجل من إعلان ذلك ومحاولة تبريره بأن زراعة المخدرات لا يعني بالضرورة الإدمان, وأن تصدير المخدرات يسهم في الانتقام من الكفار وتفكيك مجتمعاتهم, رغم أنه ثبت أن أكثر من 80% من ضحايا الإرهاب في المملكة من المسلمين وهو ما ينفي صحة مثل هذه التسويلات الشيطانية التي لا تمت للإسلام بصلة. جانب من الحضور من جانبه تحدث اللواء منصور بن سلطان التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية, فأكد أن جرائم الإرهاب والمخدرات تمثل مؤشراً على خطورة المخططات الإجرامية التي تستهدف شباب المملكة في عقيدتهم وقيمهم. مشيراً إلى أن كميات المخدرات التي يتم ضبطها سنوياً, وكذلك المزاعم التي تغذي الفكر المنحرف والتي يتم ترويجها عبر الانترنت تتطلب تضافر كافة الجهود لمواجهة هذه الآفات والوقاية منها على أساس من المعرفة بأسباب استهداف شبابنا ومحاولة توجيهه لتحقيق أهداف الفئة الضالة أو إشاعة الفوضى في المجتمع أو النيل من قدرته بإيقاعه في شرك المخدرات. وهذه المعرفة تنبع من أن المملكة تمثل نموذجاً مشرفاً للدولة الإسلامية وقدوة لكثير من دول العالم الإسلامي. وأشار اللواء التركي إلى أن الإرهاب حاول كثيراً أن يحدث فوضى في المملكة وعندما فشل في ذلك بسبب الضربات الأمنية الموجعة لتنظيماته انسحب إلى الخارج, ولكنه لا يزال يستهدف شبابها وأمنها, ولا تزال التنظيمات الإرهابية تحاول التغرير بالشباب السعودي واستدراجهم إلى أماكن مضطربة خارج البلاد لتدريبهم على ارتكاب عمليات إرهابية ضد أهلهم بعد ذلك إلا أن يقظة رجال الأمن كانت لهم بالمرصاد ونجحت في التصدي لهذه المخططات بكل قوة حتى أضحت التجربة السعودية نموذجاً يحتذى به دولياً في مكافحة الإرهاب وشدد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية على أهمية دور الأسرة في حماية الناشئة والشباب من آفات الغلو والتطرف والمخدرات, حيث إن الاعتماد على المدرسة لا يكفي في هذا الجانب ودلل على ذلك بأنه كاد أن يخسر ابنه الوحيد "سلطان" بسبب اعتماده على المدرسة وانشغاله عنه, ونحج في احتوائه, في الوقت المناسب وتدارك الموضوع، وقال: لو لم أقف وأحتوي الموضوع فربما كان الآن في اليمن أو العراق أو أفغانستان حياً أو ميتاً. من ناحيته نحدث الدكتور عبدالإله الشريف مساعد مدير عام المديرية العامة لمكافحة المخدرات, فقال إن الإحصائيات تؤكد أن الحبوب المخدرة والكبتاجون تتصدر قائمة المواد المخدرة الأكثر انتشاراً بما يزيد عن 62 مليون حبة, في المملكة ثم مخدر الحشيش والذي ينتشر بين مجتمع الشباب من سن 15 – 25 ويمثلون الفئة الأكبر تعاطياً له, وقد وصل حجم ما تم ضبطه من الحشيش عام 1430ه إلى 17 طنا – مقارنة بما يزيد عن 60 كيلوجراما من الهيروين النقي, لافتاً إلى أن ضعف الوازع الديني والتفكك الأسري والاضطرابات الشخصية والفراغ وغياب دور الأسرة, والسفر إلى الخارج من أبرز الأسباب التي تؤدي للوقوع في آفة المخدرات.