المتابع لحركة الإنتاج الدرامي المحلي سيلاحظ أن أغلب المسلسلات التي تصوّر حالياً والمقرر عرضها في رمضان المقبل قد أخذت نهج "طاش ما طاش" في تناولها لقضايا اجتماعية آنية في حلقات منفصلة حيث لكل حلقة قصتها وشخصياتها. ولعل مردّ ذلك هو رغبة صنّاع هذه المسلسلات في منافسة "طاش" وإزاحته عن عرشه الذي تربع عليه منذ سنوات في أهم قناة عربية MBC1 وفي أهم فترات البث الرمضانية. ورغم قوة المنافسين هذه السنة: "بيني وبينك4" لحسن عسيري وحبيب الحبيب و"مزحة برزحة" لمحمد العيسى و"سكتم بكتم" لفايز المالكي إلا أن "طاش" عبدالله السدحان وناصر القصبي له وصفته السحرية التي تضمن استمرار حضوره القوي في المشهد الإعلامي حتى لو استعار منافسوه ذات أسلوبه. وتتلخص وصفته في تناوله لقضايا الرأي العام بسيناريو ذكي مدروس بعناية كي يؤثر على المشاهدين ويبقى في وجدانهم طويلاً وقد وضح هذا في حلقة "التعليم" العام الماضي والتي أثارت جدلاً كبيراً بين تيارات المجتمع. وهذا العام ومن خلال متابعة مراحل تصوير "طاش 17" فإن المسلسل يبشر بحلقات من هذا النوع ستضمن استمرار تفوقه وستكون نبراساً يضيء قضايا المجتمع السعودي بجرأة مسؤولة. تأثير "طاش" لم يقف عند حد تغيير مسار حركة الإنتاج الدرامي في المملكة بل له تأثير سابق وأكبر من ذلك حيث تخرج على يديه نجوم الكوميديا السعودية والذين أصبحوا منافسين له الآن حتى استحق أن يطلق عليه لقب "الجامعة" التي تدرس الممثلين وتصقلهم ثم تُخرجهم نجوماً مؤثرين في الساحة والشواهد كثيرة ولا مجال لحصرها.