** عندما تأسس مجلس التعاون الخليجي بدوله العربية الخليجية الست قبل (29) عاماً .. قال من قال : (إن بدو الخليج يريدون الخروج من قبليتهم) والانتقال إلى نمط جديد من الحياة المدنية الأكثر تحضراً.. واندماجاً.. وتكاملاً .. وتلك معضلة يندر نجاحها في المجتمعات المماثلة في مكوناتها الثقافية القائمة على العصبية.. ** وقال آخرون .. (ان الفقر والتخلف وجفاف الطبع والطبيعة.. سوف لن تمكن هذا التجمع من الانصهار في بوتقة الكيان المتجانس في فكره ومصالحه.. ولذلك فإننا لا نتوقع لمجلس التعاون ان يحقق أي تقدم.. لا على مستوى الروابط .. ولا على مستوى التفكير).. ** وسمعنا أيضاً ما هو اكثر من هذا .. فهناك من قال (ان المال والبترول والرفاه الذي يعيشه أهل الصحراء.. سيفجر خلافاتهم اكثر من دمجه لعقولهم.. وتطويره لثقافتهم .. وتحقيق رغبتهم في الخروج من عزلتهم بين البحر .. والجلافة.. والطموحات.. كفانا الله شرورهم).. ** كل هذا سمعناه.. وقرأناه.. ولمسنا بعض شواهده.. في المنطقة العربية قبل ان نصادفها من المجتمعات الأبعد عنا في الثقافة.. وفي الجغرافيا.. وحتى في الحس الانساني.. ** لكن هذه المشاعر العدائية.. أو لنقل الانطباعية.. ما لبثت ان اخذت في التلاشي مع مرور الايام.. سواء بفعل تغير قناعات هؤلاء تجاهنا.. أو بسبب إدراكهم لمدى الحاجة إلى هذا التجمع والاستفادة من إمكاناته في الضغط لصالح وجود الكل وتأمين مصالح الكل وسلامتهم.. أو كان ذلك بسبب فرض دولنا وشعوبنا هذا الامر الواقع على الاقربين والابعدين على حد سواء.. جراء نجاح التجربة الخليجية الوحيدة في ان نكون صمام الامان لهذه الامة وصلة التواصل الاقوى بينها وبين هذا العالم.. ** وعلى أي حال .. فإننا لم نعد في رأي هؤلاء وأولئك بدواً .. جلفاء .. بطرين .. تتحكم في عقولنا القبلية.. وتباعد بيننا وبين الاخر ثقافتها.. ** وبدلاً من ان يكتفي الآخرون من شرورنا.. أخذوا يغدقون علينا وعلى تجربتنا الكثير من (النعوت).. ويلتمسون (مودتنا) ويراجعون حساباتهم القديمة.. والظالمة حولنا.. ويسعون إلى محاكاة التجربة التي حكموا عليها بالاعدام حتى قبل ولادتها آنذاك.. ** أقول هذا الكلام بمناسبة محددة.. ** وأرفع صوتي به .. بكل فخار.. بعد ان تواصلت مبادرات الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز.. لترسيخ مبادئ التسامح.. والعفو... والنسيان.. وتجسيد روح الأخوة القائمة على المودة.. والاحترام.. أولاً وأخيراً.. منذ قمة الكويت عام (2009م) وحتى مبادرته للتأليف بين اشقائه في قطر والبحرين.. ** فبعد تجاوب سمو أمير قطر الشيخ (حمد بن خليفة آل ثاني) مع مساعيه يحفظه الله لاطلاق (21) سجيناً سعودياً في قطر منذ (15) عاماً.. ** جاء تجاوب جلالة ملك البحرين الشيخ (حمد بن سلمان آل خليفة) مع وساطته – يحفظه الله - لاختيار مرشح بحريني آخر لرئاسة مجلس التعاون الخليجي .. تحقيقاً للمزيد من التجانس والتعاون والتكامل بين دول المجلس تجاوباً مع رغبة الشقيقة قطر أيضاً.. ** فعل هذا (البدو) .. ونجح فيه (الجلفاء).. ورسخوه كثقافة تفرضها المصلحة العليا بين دول وشعوب الخليج تجاوباً مع جهود الخير وعقلانية التفكير وروح المحبة التي تجمع بين القادة وكذلك بين الشعوب.. في هذا الخليج المبارك.. ** ولا أظن ان ثقافة الصحراء أورثتنا غير هذه (الاصالة) وذلك (النبل) وتلك الخصائص المعبرة عن (الاقتدار) .. في الوقت الذي عمقت فيه الأيدلوجيات .. والافكار القومية.. وتنطع الساسة وطموحاتهم.. مظاهر الفرقة.. والتباعد.. والتشرذم والانقسام بين الأمة.. حتى أصبحت على ما هي عليه الآن.. ** ولقد جاء الوقت لكي نؤكد فيه اعتزازنا.. ببداوتنا.. بقبليتنا.. وتمسكنا بأصالتنا.. اذا كانت ستوفر لنا حلولاً من هذا النوع لمشاكلنا المستعصية.. ولخلافاتنا المستديمة.. ** واذا كان هناك ما لا يجب ان انساه في هذا المقام.. فهو (التهنئة) لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز .. الذي كان فأل خير على البلدين الشقيقين.. وهو ينقل اليهما رسائل داعية الحب.. والسلام.. والإخاء.. والأصالة.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. ** ولعلنا ننتظر بعد هذا الفرج المزيد من الخير لأمتنا العربية أيضاً بعد كل مسعى حميد يقوم به أبو متعب وتقطف الشعوب ثماره.. أمناً .. ومودة.. ورخاء.. *** ضمير مستتر: **(النوايا الطيبة.. والصادقة.. تحقق أهدافها النبيلة وتحل أخطر الأزمات وأصعبها.. والعكس بالعكس).