عشية عيد الميلاد وقبل شهر من زواجهما اصطدمت السيارة بعمود الكهرباء بعنف لدرجة أنها انشطرت الى قطعتين مما أدى الى مقتل السائق المبتدىء وخطيبته. ويبدو أن السائق فقد السيطرة على عجلة القيادة بعدما ما اصطدمت سيارته بحافلة اخرى في أثناء الانطلاق بسرعة عالية بشوارع سيدني كبرى المدن الاسترالية. وبدلا من الاحتفال بعطلة الاعياد أمضت عائلتا السائق البالغ من العمر 21 عاما وخطيبته البالغة من العمر 20 عاما عشية عيد الميلاد هذا العام وهما تدفنان الاثنين. إنها واحدة من مئات القصص التي تتحدث عن مقتل البعض بسبب سائقي السيارات عديمي الخبرة. واستراليا جزء من موجة عالمية لمكافحة حوادث الطرق بسبب السائقين الشبان في كثير من دول العالم . قال جون اندرسون نائب رئيس الوزراء في اجتماع قمة في كانبيرا هذا الشهر في محاولة لزيادة مستوى تدريب السائقين الشبان «كل حياة نستطيع أن ننقذها هي امر شديد القيمة وهو ما نهدف اليه ونكافح من أجله.» وفي العام الماضي مثل عدد السائقين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عاما 25 في المئة من 1621 قتلوا على الطرق الاسترالية. وفي الولاياتالمتحدة قتل تسعة آلاف تقريبا في حوادث السيارات وكان منهم شبان ونصف الضحايا تقريبا كانوا وراء عجلة القيادة. وتحتل استراليا المرتبة السادسة على قائمة أسوأ الدول فيما يتعلق باعداد الضحايا من السائقين الشبان بنسبة قتلى تصل الى 18,5 في المئة من بين كل مئة الف تتراوح اعمارهم بين 18 و24 عاما. وفرنسا هي الاسوأ على الاطلاق بمعدل 30,6 في المائة قتيل وتليها النمسا والمانيا واسبانيا وايطاليا. وتأتي بريطانيا التي يمكن لمن بلغوا السابعة عشر أن يحصلوا على تراخيص القيادة في المرتبة الحادية عشرة بنسبة وفيات تصل الى 14,3 في المئة. وتتفق كثير من الدول على أن أفضل الطرق للتصدي للمشكلة بين السائقين الشبان هي تحسين مستويات التعليم الا ان دولا كثيرة تبحث فرض قيود على بعض السيارات التي يمكن قيادتها وعدد الركاب. وفي الولاياتالمتحدة تبدو الارقام مثيرة للقلق. وقد قتلت اليشيا (16 عاما) الشقيقة الصغرى لفيرونيكا بيتانكورت في تحطم سيارة خارج واشنطن في ضاحية ماريلاند في سبتمبر/ ايلول عندما كانت في سيارة صديق. وقالت بيتانكورت إن القوانين التي تسمح بمنح تراخيص القيادة للشبان في السادسة عشرة أو الثامنة عشرة من العمر حسب قوانين كل ولاية لابد من تشديدها كما يتعين إطالة فترة تدريب المراهقين الصغار. وحذرت من أن أغلب المراهقين لا يفكرون في أنهم قد يموتون وهم يخرجون مع اصدقائهم. وقالت بيتانكورت للصحفيين في واشنطن حيث قتل 17 مراهقا بسبب حوادث السيارات منذ سبتمبر ايلول «حدث ذلك لشقيقتي ويمكن أن يحدث لأي شخص.» وأدى تصاعد معدل الوفيات بسبب هذه الحوادث في استراليا والولاياتالمتحدة الى الحديث عن امكانية فرض حظر ليلي على قيادة السائقين حديثي العهد. ومعظم الولاياتالامريكية تفرض نوعا من الحظر على السائقين الشبان. وكتبت ربيكا ايفرز الباحثة البارزة التي تعمل في حملة الوقاية من الحوادث وتقديم الرعاية في جامعة سيدني في مقال بصحيفة سيدني مورنيننغ هيرالد «ثمة دليل قوي الان على أن مثل هذه القيود يمكن أن تقلص عدد الحوادث.» وأضافت «تقييم القيود على القيادة الليلية أظهر انخفاضا في حوادث الطرق أثناء الليل بنسبة تتراوح بين عشرة في المئة و30 في المئة تقريبا.» وترفض الولايات الاسترالية فرض حظر ليلي بسبب ما قد يترتب على ذلك من آثار بالنسبة للحياة الاجتماعية والعملية لكثير من السائقين الشبان. وتتنوع القوانين ايضا من ولاية لاخرى في استراليا حيث يمكن للسائقين الحصول على تصريح متدرب الذي يسمح لهم بالقيادة برخصة قيادة كاملة في سن 16 عاما ويحصل الشبان في سن 17 أو 18 عاما على رخصة تحت الاختبار ثم الرخصة الكاملة في المرحلة بين 18 و21 عاما. وفي هذا الشهر جرى الاتفاق خلال منتدى السائقين الشبان بين السلطات المحلية وحكومات الولاية والحكومة المركزية على اختبار برنامج تدريبي خاص على قيادة السيارات للمراهقين تمهيدا لبدء تنفيذ خطة قومية للتدريب على قيادة السيارات في 2007. ويتوقع أن يشمل اختبار 14 الف سائق من الحاصلين على التراخيص التجريبية خليطا من الانشطة البعيدة عن القيادة على الطرق مع التشديد على السرعة ومسافات الامان التي تفصل السيارات عن بعضها خاصة عند الانحناءات أو تغيير المسارات. وقال اندرسون «قد ينقذ ذلك حياة المئات من الشبان.»