لازالت نهائيات مونديال 1950م في البرازيل الأكبر من حيث الرقم القياسي لعدد حضور المباراة الواحدة ، فالبرازيل التي استضافت النهائيات أعدت ملعبا ضخما يتسع لأكثر من 200 ألف متفرج وهو إستاد ماركانا في مدينة ريو دي جانيرو. بدأ العمل في بناء الاستاد من أغسطس 1948م وأقيمت عليه أول مباراة الافتتاح بين البرازيل والمكسيك بحضور أكثر من 82 ألف متفرج يوم 24 يونيو 1950م وفازت البرازيل بأربعة أهداف كان أولها لهداف البطولة ادمير مينيز (9 أهداف)، وفي الأول من يوليو حضر مباراة البرازيل ويوغسلافيا 142 ألف متفرج زفوا منتخب السامبا إلى مجموعة البطولة من أجل تحقيق لقب كأس العالم الذي سمي باسم جول ريميه في بطولة البرازيل، ونص نظام البطولة أن تلعب الفرق متصدرة المجموعات الأربع دوريا من دور واحد لتحديد البطل، فتأهلت البرازيل على حساب المكسيك وسويسرا ويوغسلافيا ونالت اسبانيا صدارة المجموعة الثانية التي ضمت انجلترا وأمريكا وتشيلي ، كما حققت السويد صدارة المجموعة الثالثة على حساب ايطاليا والبارغواي وضمت المجموعة الرابعة الأوروغواي وبوليفيا، وفازت صاحبة أول لقب عام 1930بنتيجة قاسية قوامها ثمانية أهداف نظيفة. على مدى أسبوع أقيمت مباريات مجموعة البطولة وسط حماس جماهير البرازيل وحضورها المكثف إلى حي ماركانا في شمال الريو، وسحقت البرازيل السويد 7 - 1 أمام نظر 140 ألف متفرج، في المباراة الثانية زاد عدد حضور الجماهير في ظل المستوى الهجومي البديع والأهداف السبعة التي أمطرت شباك السويد ، ولم يخذل راقصو السامبا جماهيرهم فسحقوا أسبانيا 6 - 1 ووصل عدد الحضور 153 ألف متفرج ، وجاء موعد المباراة الثالثة ضد الأوروغواي يوم الأحد16يوليو1950، الأوروغواي تعادلت مع أسبانيا 2 - 2 وفازت بصعوبة على السويد 2-3 فجمعت 3 نقاط مقابل 4 للبرازيل التي يكفيها التعادل. امتلأت مدرجات الماركانا عن بكرة أبيها، فالبرازيل بهجومها الكاسح تحتاج إلى تعادل لتتوج بطلة للعالم، وذكرت التقارير الرسمية يومها أن عدد الحضور بلغ 199ألف متفرج على الأقل وهو رقم قياسي وتاريخي ، وأكدت الصحف البرازيلية أن العدد الفعلي للحضورهو 210 آلاف مشجع !! وبحسب موقع الفيفا فإن عدد الحضور 174 ألف متفرج وهو الرقم الذي يصعب تحطيمه، حيث لم يحضر المباراة النهائية في آخر نسخة 2006 على سبيل المثال سوى 70 ألف متفرج، وبالعودة للمباراة فإن شوطها الأول انتهى سلبياً ولكن بعد الاستراحة بدأت السامبا البرازيلية في تسجيل أول هدف بعد دقيقتين فقط عن طريق فرايتشا وظن العدد الخرافي من الحضور أن المد البرازيلي سيزداد كما حدث في المباراتين الماضيتين ولكن الدفاع الأوروغواني أحكم قبضته على مهاجمي البرازيل وشن هجومه حملات مرتدة أسفرت عن هدف التعادل في الدقيقة 66 عن طريق ضربة رأس من شيافينو، ولم يثن التعادل البرازيل عن زيادة الهجوم بدون موازنة دفاعية فانكشف مرمى السامبا أمام جيجا الذي قام بمجهود فردي رائع وسدد الكرة قوية في المقص العلوي لمرمى الحارس باربوسا مواسر ومعها أصاب الحضور بالذهول كون الهدف جاء في الدقيقة 80 ولم يفلح المضيف في تحقيق هدف التعادل الذي سيكون هدف البطولة وانتهت المباراة الحلم إلى كابوس مزعج شهد أكبر صدمة بشرية في تاريخ كرة القدم في ملعب سيستضيف نهائي المونديال للمرة الثانية عام 2014 ولكن بعد تعديلات على مدرجاته بحيثتستوعب 88 ألف متفرج على الأكثر، وعندها إن أخفقت البرازيل مجدداً على ملعبها فستكون الصدمة أقل مما حدث بعد نهاية المباراة المؤلمة، حيث نسي المنضمون تسليم الكأس للبطل منتخب الأوروغواي لدرجة أن أحد أعضاء اللجنةالمنظمة نزل من المدرجات بيده الكأس ليبحث عن كابتن البطل الذي تسلم الكأس فيما يشبه المأتم ولم يصفق أحداً للأبطال وبعد المباراة شهدت ريو دي جانيرو وغيرها من مدن البرازيل حالات انتحار جماعية !!.