شبّه رئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيريس رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي سلام فياض بأنه "بن غوريون فلسطين"، لكنه انتقده بسبب قيامه بتشجيع مقاطعة البضائع التي تنتج في المستعمرات اليهودية. ورغم أن بيريس بدا منزعجا من توتر العلاقة بين تل أبيب وإدارة الرئيس أوباما، فإنه لمّح إلى أن العلاقات بين الطرفين ليست سيئة وانه ينصح بنسيان ما حدث في الماضي القريب بين حكومة تل أبيب وإدارة الرئيس أوباما. وقال إنه يعتقد أن على (إسرائيل) أن تتوصل إلى اتفاق يقوم على حل الدولتين ليس من أجل الفلسطينيين، "بل من أجل إسرائيل نفسها". وجاءت تصريحات رئيس الكيان الإسرائيلي في مقابلة مطولة نشرتها معه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الإثنين. وقال بيريس في المقابلة إنه ينبغي على (إسرائيل) أن تتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين حول إقامة دولة فلسطينية "لا كإيماءة حسن نية تجاه الفلسطينيين ولا بسبب الضغوط الأمريكية، بل لأن (إسرائيل) تحتاج إلى السلام من أجلها هي". وقال إن ذلك يعني "إما أن يعيش الواحد منا إلى جانب الآخر أو في داخل الآخر. وعيشهم في داخلنا هو أمر مستحيل بالنسبة إلينا وبالنسبة إليهم بسبب التاريخ والدين والفقر وبسبب انعدام الموارد الطبيعية"، وأوضح أنه إذا لم يتم منح الفلسطينيين دولة مستقلة فإن "كل قضية، كل رغبة غير محققة وكل حاجة بعد ذلك ستلبس رداء وطنيا في المستقبل وستبقى المشكلة كما هي". وأردف بيريز أن الخيار أمام إسرائيل "واضح: فإما دولة ثنائية القومية أو دولتان لكل من القوميتين". وقال إن أول من رأى هذا بوضوح هو مؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن غوريون الذي قبل بتقسيم الأممالمتحدةلفلسطين عام 1947 "حتى بالرغم من صغر حجم ما أعطي لإسرائيل"، وأردف أنه بعد أن قامت الحرب العربية الإسرائيلية "لم تعد هناك حدود بل كانت هناك جبهة، واتخذنا وقتها قرارا حاسما ببناء دولة من دون حدود. لنبن الدولة ومن ثم سوف نرى". وقال إنه في أحاديثه المطولة مع الفلسطينيين، يحثهم على فعل الأمر ذاته... "بدلا من مواصلة إثارة التركيز على الحدود التي سيكون من الصعب جدا التوصل إلى اتفاق بشأنها".. وقال موجها حديثه للفلسطينيين "لديكم أرضكم، ابنوا عليها"، وقال إن "رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ولو متأخرا، يقتبس فلسفة بن غوريون، ذلك لأن الكلام وحده ليس كافيا، بل يجب أن تتكلم وأن تبني في الوقت نفسه". ولكنه مع ذلك انتقد فياض والقيادات الفلسطينية الأخرى التي تدعو إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية التي تنتج في المستعمرات. وعن علاقته بالفلسطينيين، قال بيرز إنه أدرك أنه يجب أن تتحدث إسرائيل إلى الفلسطينيين منذ أن فشل اتفاقه الذي وقعه مع الملك الأردني الراحل الملك حسين في لندن في سبعينيات القرن الماضي.. وقال إنه "من بين الفلسطينيين الآن علينا أن نتخذ خيارا بالنسبة لمن نتحدث إليه: هل نتحدث إلى الجهاد وحماس أم الفلسطينيين السياسيين مثل الراحل ياسر عرفات ومن تبعه من القيادة الفلسطينية".. وأضاف ان "إقامة دولة واحدة بقوميتين هو أمر غير واقعي"، وأردف أن "علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وواقعيين إذ أن ما نريده ليس انتصارا، بل ما نريده هو عملية تحويل. نحتاج إلى ان نحول جارا معاديا إلى جار صديق". وبالنسبة إلى ما إذا كان يعتقد أن رئيس وزراء إسرائيل الحالي بنيامين نتنياهو مستعد لتقديم التنازلات الضرورية للسلام، بدا بيريس مراوغاً، إذ ألقى باللائمة فورا على إيران. وقال إن نتنياهو "لديه حلم ولديه كابوس. الحلم هو إقامة السلام والكابوس هو إيران"، وبدا بيريس في المقابلة وكأنه يريد أن يقول إن إقامة السلام في الشرق الأوسط تتطلب أولا القضاء على البرنامج النووي الإيراني=(!).