تحلم الفتاة بالكثير من الصفات التي تشترط أن يتصف بها فارس أحلامها كالثراء والذكاء والوسامة والتعليم والوظيفة المرموقة والأسرة الكريمة، وأن تعيش معه "كالملكة" تسافر حيثما شاءت، وتعيش جوانب الترفيه كاملة، وتركب معه سيارة فاخرة، في حين يوجد هناك فجوة كبيرة بين تلك الأحلام وبين الواقع الذي أصبح يعيشه الشاب من صعوبة مجاراة السباق مع الحياة، التي أصبحت باهظة التكلفة وأصبحت صعبة جداً مع قلة توفر الفرص الوظيفية الجيدة فيها حتى "للمتعلم".. فهل تدرك الفتاة كل هذه الضغوطات التي يعاني منها الشباب اليوم وتتنازل عن أحلامها؟. لقد تنوعت الصفات والأحلام التي ترغب فيها الفتاة في فارس أحلامها، فلم تعد تفكر الفتاة بذات الطريقة السابقة من أن يكون شاباً "طيباً" وجيد الأخلاق، بل إن الكثيرات منهن يرون بأن الرجل لايمكن اكتشاف مدى صلاحية أخلاقياته إلا بعد الزواج، لذلك فالصفات الظاهرية من درجة ثرائه ومقدار المهر ومستوى الوظيفة هي الأشياء الأهم، في حين يرفض الشباب تلك الشروط ويعتبرونها مدعاة لهروب الشاب من حفلة الزواج المحلية التي تنتظرهم بشروطها بسبب الظروف الاقتصادية السيئة. رجال "يملئ ثيابه" تقول "العنود يوسف" أحلم بشاب غير عادي يأتي ليفتح أمامي كل السبل التي أحلم بها، فأجده شاباً وسيماً فارع الطول يقود سيارة بأحدث موديل، وأن يكون شاباً لبقاً وليس كما يتصف به بعض الشباب في الوقت الحالي من الهمجية وسوء التصرف والتهذيب في الكلام فالزوج لابد أن يكون رجلاً حقيقياً تشعر المرأة بأنه "يملأ ثيابه" -على حد تعبيرها- بالمال والجاه والخلق، وأن يقدم لي الحياة الجيدة التي أستطيع من خلالها أن أعيش كما "الملكة"؛ لأنني أكره الزوج الذي يقول "ماعندي"!، فقيمة الزوج بقدرته المالية ومن تجزم من النساء بغير ذلك تكن قد غالطت نفسها، كما أنني أريده أن يحمل تعليماً عالياً حتى أفتخر به أمام صديقاتي وأشعر بأني قادرة على الاعتماد عليه في التفاهم مع "الأولاد" الذين سننجبهم، فالزوج لابد أن يحمل الصفات التي تخوله بأن يستحق أن يكون مسئولاً عن أسرة وزوجة، وذلك أهم من أي شيء فالفتاة من حقها أن تحلم بفارس أحلامها وأن تسعى في تحقيق تلك الأحلام متى شاءت. مأذون الأنكحة «الحميزي»: رفضت شروط فتيات يطلبن العصمة والسفر دون إذن الزوج كاش فوق الراس! وتتفق معها "نبيلة عوض" التي تطلب بأن يتصف فارس أحلامها بالوظيفة المرموقة، حيث ترفض أن تتزوج من شاب "عادي" لايملك سوى مؤهلات بسيطة، فلابد أن يكون براتب ضخم "كاش وليس طفران"، مشيرة إلى أن الوسامة أمر هام في الشاب، فالزوجة حينما تسير برفقة زوج وسيم متناسق الجسد تشعر بالفخر بذلك الزوج، مبدية استغرابها من نظرة المجتمع حينما تصر الفتاة على الزواج من شاب وسيم فتوصف بالغرور والتعالي في حين يقبل ذلك الشرط من الشاب حينما يرغب بالزواج من فتاة فإنه قد يرفضها لأنها قصيرة أو بالغة النحف أو ربما لأنها ذات بشرة سمراء أو شعرها قصير، فالفتاة عليها أن تحدد رغباتها في الزوج الذي تحلم بالزواج منه لأنه سيكون زواج "العمر" وعليها أن تقبل بالزوج كشكل ومضمون الذي ستعيش معه كل عمرها، لذا لابد أن يتصف الشاب بالوفرة المالية وبالشكل الحسن حتى يقبل كزوج، أما فيما يخص الظروف الحالية التي يمر بها الشباب وقلة الوظائف وعدم وجود الفرص فترى بأن ذلك يخص الشاب وحدة، وعليه أن يثبت أنه قادر على أن يتزوج. طلبات مستجابة أما "ليلى علي" فاشترطت بأن يقدم لها زوجها بيتاً كبيراً مؤثثاً بأثاث فاخر من أغلى المحلات التي تبيع الأثاث الإيطالي والأمريكي حتى تتميز ببيتها الجميل على سائر صديقاتها، كما اشترطت أيضاً أن يقام حفل زفافها في أضخم القاعات المخصصة للأفراح، كما طلبت من زوجها أن تسافر معه إلى دولة "أوروبية" وأن تسكن أفخم الفنادق وأجملها، وقد نفذ زوجها جميع رغباتها، مشيرة إلى أن الفتاة تحب الرجل الذي تشعر معه بالأمان المادي والعاطفي؛ فحينما يحرص الرجل على إرضاء زوجته وشريكة حياته فإنه لابد أن يكون جديراً بها بتحقيق جميع رغباتها. العنود: أبيه رجال «يملأ ثيابه» بالفلوس نبيلة: وسيم وموظف مرموق وجهة نظر متوازنة وترفض "سارة العبد الله" تلك الشروط التي تضعها الفتاة أو الأسرة على الشاب المتقدم للزواج، سواء من المهر الضخم أو البيت الفخم أو الزواج المكلف، متحدثة عن مؤسسة الزواج باعتبارها المؤسسة التي لابد أن يكون أساسها قائماً على المحبة والتفاهم بين الزوجين، مشيرة إلى قصة صديقتها التي اشترطت مهراً قدره "80" ألفاً على من تقدم لخطبتها وحفلة زفاف كبيرة ومكلفة وقد اشترطت أن تسافر إلى خارج البلد، وحينما عادت من رحلة شهر العسل بأسبوع عادت إلى بيت أسرتها "مطلقة"، حيث أكثرت الطلبات والرغبات على زوجها فسئم منها وأعادها إلى منزل أسرتها دون تردد، فالفتاة عليها أن تشترط ما يضمن لها الحياة المتوازنة الجيدة مع رجل تثق به، والشاب كذلك عليه أن يختار من الفتيات من تحفظ عليه بيته وتكون صاحبة دين وأخلاق فذلك هو الأساس في الحياة الزوجية. فهد الحميزي خطوبة فاشلة ويتحدث "جاسم" عن معاناته مع خطيبته السابقة، حيث أنه شاب يعمل في إحدى القطاعات الحكومية براتب لايزيد على "خمسة آلاف ريال" ومنذ تقدم لخطبة فتاة أرادها أن تكون على خلق وجمال تفاجأ بأن تلك الفتاة تستغل فيه إعجابه فيها، فأخذت تنهال عليه بالطلبات التي لا تتوقف، ففي أولى الأيام من الخطبة طلبت منه أن يشتري لها جهازاً خلوياً بقيمة 2500 ريال فرغب في ألا يرد لها طلب في بداية الخطبة فاشتراه لها، وبعد أسابيع أرادت أن يحجز لها استراحة في إحدى المزارع مع أسرتها حتى يقضوا إجازة نصف السنة فيها للاستجمام فقام بتنفيذ رغباتها، وبعد أيام قليلة أصرت أن يبادر بشراء غرفة نوم لبيتهم باهظة التكلفة من إحدى المحلات المشهورة بأسعارها المرتفعة فطلب مساعدة والده في شرائها وسط تحفظ أسرته على سلوكيات خطيبته التي كلفته الكثير ولم تصبح بعد زوجته، حتى وصل الأمر أن طلبت "فرقة غنائية" في حفلة زفافها من خارج المنطقة بسعر مرتفع عندها رفضت والدته ذلك الاستغلال، وطلبت منه أن يعيد النظر في ارتباطه بتلك الفتاة حتى قرر تركها، موضحاً أن الفتاة تعتقد بأن الرجل حينما ينفذ شيئاً من رغباتها بأنه ضعيف ولا يستطيع أن يصرح برفضه، ولكن الشاب يقيس شخصية الفتاة من خلال طريقة تفكيرها وسلوكياتها، لذلك الشاب الذي يقبل أن يكون رهين رغبات وطلبات زوجة لاتنتهي طلباتها عليه أن يتحمل ذلك. شروط الزواج ويقول مأذون الأنكحة الشيخ فهد محمد الحميزي: إن الإسلام أباح للمرأة الشروط في النكاح، فلها أن تشترط ما شاءت مالم يكن هذا الشرط قد أحل حراماً أو حرم حلالاً، مشيراً إلى أن الحكمة من الشروط في النكاح هي تأمين بيئة زوجية سعيدة مستقرة وآمنة.. فالأولى إذن أن تصب الشروط في مصلحة الزواج لا في مصلحة شخصية بحته للزوجة قد يترتب عليها ضرر على الزوج، مؤكداً على أهمية الكفاءة المالية بين الزوجين، فالأولى ألا يتزوج الفقير المدقع الذي لا يجد قوت يومه بامرأة عاشت البذخ والرخاء والخدم!. وأضاف:إذ كان العمدة في هذه القضية حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه)، لكن قد يفرض الواقع المعيشي ظروفاً لا يطيقها الزوج فيفشل الزواج في بداياته، ومن خلال عملي في هذا المجال فإن الشروط التي تكتب في العقد في مجملها صحيحة ومنطقية، إلا أنه في عقود لا تمثل نسبة كبيرة يكون هناك شروط لا يقبلها العقل ولا يجيزها الشرع، فإحدى الزوجات تريد أن تكون القوامة لها، وأخرى تريد أن تكون عصمة الزواج بيدها فهي التي تطلق متى شاءت، وثالثة تشترط أن تسافر لأي بلد بدون إذن زوجها لظروف عملها، وولي أمر يشترط المهر أن يكون له ويحرم ابنته منه، وآخر يشترط على الزوج ألا يضرب زوجته حتى يستأذن منه وكأن ثقافة الضرب سائدة عندهم وحل لا يقبل النزاع.