من فصول زواج القاصرات في السعودية بدأت رحلة التعنيف والممارسات اللا أخلاقية مروراً بالحرمان من أبسط حقوقها الزوجية لينتهي بها المطاف إلى مطلقة تعاني من فشل كلوي مزمن وحرمان أبنائها من حقوقهم المدنية والنفقة ليمارسوا حياتهم الطبيعية. هكذا بدت لنا قصة حياة المواطنة (ن- ق) لم تتجاوز العقد الثالث من عمرها ولها ستة من الأبناء وبنتين، تزوجت وبإجبار من أهلها قاصرة في سن ال 12 من عمرها بعد ضغوطات خارجية على والدها بحسب حديثها. تسرد المواطنة (ن- ق) ل "الرياض" قصتها فتقول لم أذق خلال حياتي الزوجية هناء العيش فقد كان زوجي يمارس أسوأ حالات العنف الجسدي والنفسي، وتضيف استمريت في العطاء على أمل أن يتغير حاله ولكن لا جدوى فهو ولد عاق بأهله وزوج متسلط لاذع اللسان وأب مقحف في حق أبنائه. وتتابع لم يكن يتحمل ادنى مسؤولياته تجاه بيته ورمى كل مسؤولياته على أهله الذي أصبح يقاسمهم الضمان الاجتماعي حيث يعتبر دخلهم الوحيد، وبتزايد عدد الاولاد ما زال يصر على إثبات رجولته بالضرب والسب والشتم والقذف لي، لم يكن لدي أي وسيلة اتصال بأهلي الذين يسكنون بمنطقة أخرى، حيث مكثت 4 سنوات لم يسمح لي فيها بزيارة أهلي. وتضيف توالت علي الضغوطات النفسية ومرارة العيش مع مرور السنين دخلت بغيبوبة استمرت لمدة أسبوع وبعد إفاقتي من الغيبوبة على أمل أن أجد من حولي من أبنائي ولكن (آخر العلاج كان الكي) حيث أخذ جميع أولادي ولم أجد أحدا حولي. وكانت نتيجة التحاليل بالمستشفى فشلا كلويا مزمنا. كانت آخر مرة رأيت فيها أبنائي منذ 6 سنوات قبل اصابتي بالغيبوبة ودخولي المستشفى بعد أن أخذهم والدهم مني. منزل الأسرة ويبدو متهالكاً ومنذ ذلك الحين وانا اتواصل معهم فقط بالاتصال بشكل سري دون علم والدهم لأنه اذا علم بهم استخدم وسيلته المعتادة وهي الضرب والتوبيخ، "الرياض" كان لها ان اتصلت ببنتها بادرناها بالسؤال عن أحوالهم مع والدهم فقالت كنا عند السؤال عن والدتنا يخبرنا والدنا بأنها اصبحت في عداد الاموات ويقول (انسوها)، وما زال يستخدم معنا الضرب والشتم بشكل دائم. عاودت الأم الحديث ابني الأصغر يعاني من صرع نفسي حاد بسبب العنف الذي يمارسه والده عليهم، وتضيف كانت بناتي من المتفوقات في دراستهن عندما كن يدرسن وهن يطمحن في مواصلة دراستهن إلا أن والدهن حرمهن من تكملة دراستهن. وتشير المواطنة (ن- ق) إلى أن والدهم بعد استخدام كل هذه الأساليب طلقها وحرم أبناءها من حقوقهم المدنية البسيطة فهو لم يقم بضمهم في كرت العائلة ولم يدعهم يكملوا دراستهم بعد الابتدائية، موضحة بأنها تقوم حالياً بمخاطبة الجهات الحكومية للنظر في وضعها وأبنائها. وتناشد المواطنة (ن-ق) المسؤولين في هذا البلد الكريم والجهات الحقوقية للنظر في قضيتها بعين الرأفة ومن منطلق الدين الإسلامي الذي أوصى بنصرة المظلوم ومن منطلق والواجبات والحقوق الإنسانية لاسترجاع حقوقها وأبنائها ليهنأوا بالعيش كغيرهم. "الرياض" تحتفظ بنسخ من الأوراق الثبوتية التي قامت الأم فيها بمخاطبة مدير الأحوال المدنية وصك اثبات الطلاق وكذلك التقارير من المستشفى التي تؤكد اصابتها بالعديد من الأمراض. آثار الضرب والحروق وعنف التعامل مع أبنائه