اختتمت في العاصمة القطرية الدوحة الايام الثقافية السعودية بلقاء نقدي حول الرواية السعودية أقيم في الصالون الثقافي بحديقة الرميلة مساء أول أمس الخميس. اللقاء النقدي السعودي شارك فيه الدكتور أبوبكر باقادر والدكتور سحمي الهاجري إلى جانب الدكتورة لمياء باعشن والتي اختارت أن تحلل احدى الحكايات الشعبية الحجازية (العضمة) في مداخلة جاءت بعنوان (حكاية شعبية تقاوم الدفن)؛ مستخدمة مناهج النقد المختلفة عبر تأويل الحكاية الشعبية وفق القراءة النقدية التأويلية النسوية للسردية الشعبية؛ مستعينة بمركبات من النقد الثقافي والنفسي والبنيوي والأسطوري والسيميولوجي؛ من أجل أن تقدم تأويلا يكشف هيمنة النسق الذكوري في انتاج الحكاية الشعبية. أما الناقد الدكتور سحمي الهاجري: فقد أشار في ورقته (اللبس الذي تحول إلى نبوءة.. موقع الرواية في المشهد الأدبي والثقافي السعودية) إلى أن صحيفة (صوت الحجاز) الأسبوعية والتي كانت تنشر (أقصوصة قصيرة كل أسبوع) تحت عنوان (رواية الاسبوع) في إشارة على اختلاط بين المفاهيم وعدم التفريق بين أجناس الفن القصصي. مضيفا: ربما لم يكن أحد يتصور ان يتحول هذا اللبس بعد ثمانين عاما إلى ما يشبه بالنبوءة. في إشارة للطفرة الروائية الأخيرة. وتحدث الدكتور الهاجري في ورقته حول أن تصدر الرواية للمشهد الأدبي رفع منسوب الإبداع في بقية الأجناس؛ مشيرا إلى أن الشعر الذي بقي لوقت طويل كصوت للماضي وأهم رموزه تكرس الشعر الحديث في زمن الرواية بصفته صوت الحاضر تبعا لإعلاء الرواية لشأن اللحظة الجدلية الحاضرة، اما القصة فقد تخلصت من الفضفضة والاستطراد وركزت على الحساسية التعبيرية. مؤكدا ان الحالة الروائية أصبحت من ابرز علامات ورموز التحولات في المشهد الأدبي والثقافي السعودي. أما الدكتور أبو بكر باقادر فقد اختار أن يداخل في الليلة النقدية حول ما أسماه ب (المقاربة المضمونية) وذلك بسبب ولع النقاد العرب في التوسل بالمدارس النقدية الحديثة. وحول المقاربة المضمونية أكد الدكتور باقادر على أهمية علم النفس وعلم الاجتماع، مشيرا إلى ان التحليل النفسي للنصوص الأدبية يكاد يكون نادرا جدا، مستثنية دراسات جورج طرابيشي الذي ابدع كثيرا في دراسته للطيب صالح. د. أبو بكر باقادر ويضيف الدكتور باقادر إلى أن مشهد النقد الروائي في السعودية فهو يخلو من الاهتمام بالتحليل النفسي كمنهج لنقد النصوص الأدبية. مرشحا رواية (احبها أكثر مما ينبغي) لأثير عبدالله مشيرا إلى أن هذه الرواية توضح جدل العلاقة بين المذكر والمؤنث في مجتمع شوزفريني تطهري على حد تعبير الدكتور باقادر. مشيرا إلى ان غياب المقاربات النفسية هو تعميق وجود انفصام في مفهوم النقد الأدبي السعودي. الدكتور باقادر المنحاز للتحليل السسيولوجي والنفسي؛ انتقد البنيوية والتفكيكية على اعتبارها مدارس لا تنظر للنص بوصفه مجالا؛ مؤكدا أن هذه المدارس وهي فرنسية إلا أن المدارس الفرنسية هي ايضا من أعظم الاتجاهات النقدية التي حللت النصوص من منطلق نفسي واجتماعي. د. سحمي الهاجري د. لمياء باعشن