في ظل غياب التوعية المرورية من جميع القطاعات التعليمية والحكومية والخاصة واجتهاد إدارة المرور بشتى الطرق لتقليص أو محو الحوادث وإيقاف المتهورين عند حدهم بدأت إدارة المرور في تفعيل نظام (ساهر) في الآونة الأخيرة، هل سينجح النظام في ردع المتهورين وتقليل عدد الحوادث التي حدثت خلال السنين السابقة؟ يشير موقع نظام (ساهر) أن احصائيات عدد الحوادث العام الماضي بلغت 485931 حادثاً وبلغ عدد الوفيات العام الماضي 6458 حالة وفاة أي هناك 13 حالة وفاة لكل 1000 حادث. السؤال هنا هل سيوقف نظام (ساهر) بإذن الله هذه الأرقام التي تقشعر لها الأبدان؟؟ إلى الآن نحن لا نعلم عن عدد الحوادث التي وقعت بعد تفعيل النظام خصوصاً أن موقع نظام (ساهر) لم يشر عن أي إحصائيات ولكن هناك مؤشراً آخر للرائد إبراهيم أبو شرارة مدير مركز القيادة والتحكم في إدرة مرور الرياض من خلال برنامج على الطريق التي تبثه إذاعة بانوراما أف أم وهو أن عدد الحوادث التي يتحدث عنها الرائد بعد تفعيل نظام (ساهر) خلال ساعات الصباح الأولى أرقام جداً خيالية تتراوح ما بين 70 إلى 80 حادثاً يومياً طبعاً باستثناء يومي الاثنين والثلاثاء بتاريخ 19 - 20/5/1431ه بسبب هطول الأمطار الغزيرة على مدينة الرياض وهذه حالة استثنائية. ومن متابعتي للبرنامج بشكل مستمر لا أرى أي انخفاض في عدد الحوادث بل يكون في تزايد، صحيح أنني لن أقارن بين سنين سابقة في عدد الحوادث وبين أسابيع قليلة منذ انطلاق تفعيل النظام ولكن لم يعط النظام أي مؤشر إيجابي في بداية تفعيله ولكن هذا لا يعني أن النظام لم ينجح ربما يغير النظام خلال الأشهر والسنوات القادمة أشياء كثيرة وهذا ما أتمناه. دعوني أروي لكم حادثاً رأيته على طريق الدائري الغربي كنت ماراً بالطريق وإذ أحد المتهورين يقود سيارته بسرعة جنونية (ويموج) بين السيارات وأتى من أقصى الخط الأيمن إلى أٍقصى الخط الأيسر بسرعته الجنونية وفاجأته سيارة كانت على الخط الأيسر ملتزمة بالسرعة القانونية وأراد أن يتفادى الموقف وليته لم يفعل التف بسيارته نحو الجزيرة الوسطى فارتطم بالجزيرة فقد السيطرة على السيارة وارتطم بأربع سيارات كانت على الطريق والذي لفت انتباهي أن في إحدى السيارات عائلة كاملة وكانت بين يدي الأم طفلة رضيعة ولكن الحمد لله أنه لم يحدث لهم شيء وكانت تلفيات فقط ولم تحدث أي إصابات أو وفيات ولله الحمد ولكن من المسؤول هنا؟ هل هي مسؤولية غياب التوعية المروروية من جميع مؤسسات المجتمع؟ أم مسؤولية تقصير إدارة المرور؟ لا أرى أن التقصير يكمن في إدارة المرور بل إنهم يبذلون قصارى جهدهم للحد من عدد الحوادث وإيقاف المتهورين عند حدهم لكيلا يزهقوا الأرواح البريئة ولكن أرجح كفة غياب التوعية المرورية سواء كان من قبل وزارة التربية والتعليم والجهات الحكومية والخاصة. لذلك نريد من المدارس والجامعات والمعاهد والجهات الحكومية والجهات الخاصة تكثيف التوعية المرورية بشكل مستمر وتنشئة المسؤولية الاجتماعية لدى الفرد والمجتمع لنقلص أكبر عدد ممكن من الحوادث إن لم نمنعها بشكل كامل بعد توفيق من الله.