كنت منصتاً للحوار الذي أجراه الأستاذ داوود الشريان في برنامجه المتألق عبر أثير ال mbc fm أول أمس وكان طرفه مدير إدارة مرور الرياض العميد عبدالرحمن المقبل، وتطرق فيه إلى العديد من القضايا والنقاط والإجراءات والأنظمة المتبعة، والتي تهم كل الشرائح في المجتمع، وتطرق الحديث إلى نظام ساهر، وتحدث الرجل بكل شفافية وصدق عن هذا النظام؛ الذي يهدف إلى التوعية والحماية للأرواح، وليس لتصيد الأخطاء والحصول على الأموال كما يتحدث منتقدوه. بداية هناك انتقادات كثيرة لهذا النظام.. لماذا؟!.. لا ندري، فكل ما قرأته من انتقاد لا يستحق الالتفات، وهناك علامة استفهام من كل الانتقادات التي وجهت لنظام «ساهر».. فأقول بعيداً عن التمادي في الخطأ وبعيداً عن الانتقادات التي لا تخدم مصلحة الوطن: يجب أن يستمر نظام «ساهر» للحد من البلطجة في شوارعنا والفوضى العارمة، فهل يُدرك وينصت منتقدو هذا النظام لما يحدث أمامنا من جراء الحوادث المرورية والسرعة الجنونية والمهاترات.. أبناؤنا يُدفنون والوطن يفقد شبابه، بل يجب أن يعرف مُنتقدو ساهر أن الإحصائيات والأرقام تُعطي صورة سوداء قاتمة، فقبل أن يُطبَّق هذا النظام كان في الأمر ما يدق ناقوس الخطر، وقد أصابنا الإحباط من البلطجة. أعجبتني كلمات الأستاذ محمد الحساني التي نشرت بمقاله بعكاظ الثلاثاء 6 ذوالقعدة 1432ه حيث يقول: لم أجد ما كتب عن نظام ساهر من نقد غير بناء شيئاً يستحق الذكر، ويمكن أن يؤخذ ويعمل به، باستثناء ما قيل عن مضاعفة الغرامة بعد مضي مدة معينة على عدم قيام المخالف بتسديدها، وهذه المسألة فيها قولان.. أما بقية نقاط الاعتراض على ساهر فحجتهم فيها داحضة، ويقول أيضاً: يرى بعض المعارضين أن إخفاء مواقع كاميرات نظام ساهر عن قائدي السيارات عمل غير جائز، لأنه من وجهة نظرهم يدل على رغبة من القائمين عليه في اصطياد أخطائهم المتمثلة في تجاوز رقم السرعة المسموح بها في طريق من الطرق، وأنه لابد من تحديد مواقع كاميرات ساهر وجعلها ظاهرة للعيان حتى يحسب للمتجاوز للسرعة حسابه فيعود إلى المعدل المسموح به منها، وهذا النقد فيه سذاجة منقطعة النظير، ويقول: لم يلتفت معظم المنتقدين لساهر لمآسي ضحايا السرعة والمسرعين، ولا لما حققه النظام من انخفاض في نسبة الحوادث القاتلة. أعتقد بل أجزم أن منتقدي هذا النظام يريدون ترك الأمور على الغارب، وعدم التعاطي الإيجابي مع البلطجة والسرعة القاتلة، بل يريدون الفوضى في شوارعنا، حتى أصبحنا نتفنن في السرعة ونفاخر بها. فمهما علت الأصوات، فالنظام فوق الجميع، ونقف احتراماً وتقديراً لساهر، الذي حمى أبناءنا من البلطجة والقتل، خاصة بعد ظهور الإحصائيات من المديرية العامة للمرور عن هبوط وانحسار نسبة الحوادث وعدد الوفيات.. أما من يقول: إن التوعية الإعلامية بهذا النظام لم تكن موفقة، فهذا قول ذر الرماد في العيون وغير منطقي وغير مقبول، نحن نريد عدم السرعة والبعد عن التهور، ومن يقول إن مضاعفة الغرامة بعد فترة لعدم قيام المتهور بالتسديد فهناك آلية وضوابط لهذا، ولكن نحن لدينا ثقافة الفوضى وعندما طُبق هذا النظام حتى يحد من البلطجة بدأت الانتقادات والمطالبة بمحكمة عليا لمحاكمة ساهر، حري أن تتوقف الانتقادات والأصوات الضيقة في فكرها وتفكيرها لأنها باتجاه منحى ضيق.