يظن البعض ان مسمى اليمامة كمنطقة يقتصر على مساحة قليلة حول الخضرمة والخرج فقط بل هي تمتد شمالاً حتى منطقة الزلفي وغرباً إلى الجبال الحاجزة للحجاز وجنوباً أفلاج الوادي وشرقاً ما بين هضبة نجد وأبواب هجر وطبعاً مروراً «بحجر» ووادي وتر الذي يقع في قلب اليمامة! لعلني في هذه السطور أثبت حقيقة يعرفها الجميع هي ان المدن المحيطة بالعواصم تلقى عناية واهتماماً من أصحاب الأمر في تلك المدن والعواصم لتكون متنفساً للمدن المزدحمة هذا يحدث في أي مكان في العالم، والخرج وعاصمتها في القديم اليمامة ليست استثناء لقد اهتم بها الملك عبدالعزيز رحمه الله موحد هذا الوطن منذ عقود من الزمن وفي الستينيات الهجرية بنى قصره في عاصمتها السيح بالقرب من اليمامة وهو لا يزال قائماً بأبهته وجماله البديع وقد أمر وزير ماليته في ذلك الوقت الشيخ عبدالله السليمان الحمدان الاهتمام بهذه المدينة من جميع النواحي وخاصة الزراعية والعمرانية، وقد تم ذلك فعلاً فقد جلب لها الرجال ووفر المال وأقام المجمعات الزراعية في السهبا المورقة المخضرة دائماً، وقد ساعده على نجاح ذلك العيون الخمس التي كانت تجرى منها المياه في ذلك الوقت على وجه الأرض - في الخرج - وكذلك قربها من العاصمة المزدهرة الرياض إذ لا تبعد أكثر من ثمانين كيلاً، وقد شارف هذا العام مشروع إنارة طريقها مع الرياض على الانتهاء وسوف تزدان هذه المدينة التي كانت عاصمتها اليمامة. ليتها تعود عاصمة للخرج كما كانت في ماضي الأيام الذاهبة لعله في عصر الملك ثمامة بن أثال الذي عاصر خروج الرسالة المحمدية وقد امتد نفوذه الاقتصادي والإداري إلى موقع حجر بالرياض والحجاز مما صبغ هذه النواحي باسم منطقة اليمامة إبان حكم ثمامة للخرج ويليه من شمال الرياض حكم هوذه بن علي في وادي قران وللحديث بهذا الخصوص بقية.. وللخرج اليوم مطالب لعلنا نوجزها في نقاط ومنها: إقامة حديقة كبيرة على يمين الداخل إلى السيح لتكون متنفساً لسكان الخرج ومن يذهب إليها من الرياض تعوضهم عن حديقة المشتل التي الغيت ثم حل مشكلة المياه التي يعاني منها السكان خاصة مياه الشرب والاسراع في مشاريع الزفلتة للطرق الداخلية لأنها تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والعمل على إعادة تخطيط اليمامة البلدة التاريخية لتواكب النهضة الحديثة لبلادنا وكذلك تشجير مزيد من الشوارع والميادين وتشجيع أهل الأراضي على اصلاحها، التعاون مع هيئة السياحة في إعادة المدن القديمة مثل: اليمامة والدلم والسلمية والضبيعة ونعجان والهياثم.. إلخ، تحديث الخضرمة وجو والنظر في نضوب عيون الخرج الخمس مثل: عين دغرة وفرزان في السيح وغيرهما، وبحث الأمر مع جهات علمية مثل جامعة الملك سعود ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والعمل على تصريف السيول في منطقة الخرج بشكل عام وما حول جامعة الخرج والمدن الجديدة بشكل خاص، وايصال جميع الخدمات إلى جميع مدن ونجوع الخرج مثل: الدلم والهياثم ونعجان وزميقة والسلمية وكذلك السعي إلى تنفيذ مزيد من المشاريع الضخمة في كل من السهبا وحرض وجميع الأراضي البور المعطاءة في هذا الجزء من بلادنا.. والخرج إلى جانب أهميتها كمدينة عريقة يسكنها مئات الآلاف من المواطنين الكرام الأعزاء وبه درة المصانع في بلادنا المصانع الحربية التي يعمل بها آلاف من الشباب السعودي ويشرف عليها نخبة ممتازة من أبناء الوطن وهو منتجع قريب من الرياض العاصمة.. وقد سبق القول ان الملك عبدالعزيز اختاره منذ عقود ليكون متنفساً ممتازاً يرتاده الكثير من محبي الخضرة والجمال وتخصيص أماكن خاصة للمرأة والعوائل في الحدائق وكذلك دعم الأندية الرياضية والاهتمام بالشباب وتطوير المكتبات ونشرها في كل مكان في مدن الخرج والحرص على تطوير النواحي الصحية وكذلك صحة البيئة بإقامة دورات للمياه في الشوارع الرئيسية وتوفير مياه الشرب في الأماكن العامة ودعوة رجال الأعمال إلى المساهمة في كل ما يهم هذه المنطقة ويرفع من مستوى الخدمات وتحفيز عمل الغرفة التجارية في الخرج لتقوم بدورها المناط بها مثل تقديم دعوة لرجال الأعمال في أنحاء المملكة لزيارة الخرج وإصدار مجلة اقتصادية باسم الخرج وإقامة مركز حضاري ثقافي يخدم أبناء هذه المدينة من الجنسين أو تحويل قصر الملك عبدالعزيز ليقوم بهذه المهمة. إنني أسطر هذه السطور والمطالب وأنا أدرك حرص القيادة على تطوير العديد من المدن في بلادنا، والخرج من ضمنها. وقد أوكل هذا الأمر إلى رجل عمل واخلاص سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز وإلى الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظها الذي يعمل بكل جد من أجل هذا الجزء العزيز من بلادنا الغالية.