استأنفت الندوة العلمية لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في يومها الثاني بالجلسة الثانية التي ترأس أوراق عملها ومداخلاتها الأستاذ الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي عضو مجلس الشورى، وقد نحت هذه الأوراق الى تسليط الضوء على جوانب مهمة ومضيئة في حياة الملك خالد سواء المجال الاقتصادي او الاجتماعي او الأمني وغيرها من الجوانب التي تبرز عمق وتميز هذا الملك الذي قدم لوطنه ما يخلده في سير العظماء وهي حياة حافلة بالعطاء الثري الذي يظل مدرسة ينهل منها كل من يروم اخذ العبر والدروس المهمة في تاريخ هذه البلاد الفتية. الملك خالد أسس 65 جمعية تعاونية جديدة ونشر ثقافة وسلوك العمل الخيري بين أفراد المجتمع ومؤسساته وقد افتتحت الجلسة بورقة علمية اقتصادية تطرق فيها الأستاذ الدكتور صالح بن رميح الرميح عضو هيئة التدريس بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض إلى الاقتصاد السعودي في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز وتصاعد أرقامه التي انعكست على باقي نواحي الحياة، وسلط الباحث عبر ورقته (الإنجازات الاقتصادية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز) على سياسة الملك خالد بن عبدالعزيز الاقتصادية، كما قام الباحث بتحليل أثر هذه السياسات على المواطن السعودي من حيث العمل والأجور، والمساكن، والخدمات التعليمية والصحية، وتطور أنماط الرعاية الاجتماعية، ورصدت الورقة عدداً من الإنجازات السعودية في عهد جلالته في مجالات الصناعة والتجارة بقطاعيها الداخلي والخارجي، والإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية، وكذلك ما حدث من تطوير للبنية التحتية للاقتصاد وقطاع الخدمات مثل النقل والإسكان والمياه والبنوك، وأكد الباحث بالأرقام تصاعد موارد المملكة المالية بفعل ارتفاع أسعار البترول مع تزايد إنتاجه، وبالتالي تطور المستوى المعيشي للمواطن، كما ربط الباحث الدكتور الرميح بين هذا التصاعد الاقتصادي والانطلاق العلمي والحضاري للمملكة العربية السعودية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز. وفي الورقة الثانية من الجلسة تعرض الدكتور عبدالعزيز بن علي الغريب عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بالرصد والتوثيق لمظاهر النمو والتطور في مؤسسات الرعاية الاجتماعية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز ومشروعاتها المتعلقة بالأيتام والمسنين والأحداث وذوي الاحتياجات الخاصة والمؤسسات والجمعيات الخيرية التعاونية وكذلك التطورات في نظام الضمان الاجتماعي، وخلُص الباحث إلى عدد من النتائج التي تستظهر التصاعد في المسؤولية الاجتماعية للدولة من خلال تطور الرعاية الاجتماعية كمّاً وكيفاً وإتباع سياسات علمية لتحقيقها، وزيادة عدد الجمعيات التعاونية والخيرية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز، وبدء الاهتمام بالرعاية الاجتماعية للإناث من خلال عدد من مؤسسات رعاية جديدة، واستصدار لوائح جديدة تنظم مؤسسات ومشروعات الرعاية الاجتماعية في المملكة ورفع المخصصات المالية لهذا الجانب الإنساني والتنموي. وفي المحور الأمني قدم الدكتور صالح بن عبدالله الدبل من كلية الملك فهد الأمنية بالرياض ورقته بعنوان (عوامل الاستقرار الأمني والتنمية الوطنية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز) قرن فيها بين الأمن والرقي بالناحية الاجتماعية مشيراً إلى بعد المتحققات على أرض الواقع في مجال الرعاية الاجتماعية سواء على مستوى المؤسسات الجديدة أو المشروعات الحديثة أو الأنظمة واللوائح المنظمة في هذا الجانب، وتطرق في المقابل إلى ملامح من تطوير القطاع الأمني ليواكب التطويرات في المجالات التنموية الأخرى، واستعرض الباحث الدكتور الدبل بعض هذه التطورات في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز في وزارة الداخلية، والأمن العام، والجوازات، ومكافحة المخدرات، والدفاع المدني، وكلية الملك فهد الأمنية، والمركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب، ونوه الدكتور الدبل بأهمية التوازي في المسارين الأمني والاجتماعي لتحقيق تنمية اجتماعية حقيقية وهذا ما حدث في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله. وركز الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البشر في ورقته الخاصة بالندوة (دور الجمعيات الخيرية في دعم الأعمال الإنسانية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز) على اهتمام الدولة بالعمل الخيري ودعم قنواته، ومساندته للأعمال الإنسانية والصحية والاجتماعية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز، وتطرق الدكتور البشر إلى الجمعيات الخيرية بالأرقام من حيث أهدافها ومشروعاتها ودورها الإنساني في تعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي، كما تطرق إلى شأن الجمعيات التعاونية ودورها الاجتماعي، وذكر الباحث أن هناك 65 جمعية تعاونية جديدة في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز تعمل مع 44 جمعية خيرية منتشرة في أنحاء المملكة العربية السعودية على بث ونشر ثقافة وسلوك العمل الخيري بين أفراد المجتمع ومؤسساته. بينما خصصت الدكتورة عزة بنت عبدالرحيم شاهين من إدارة البحوث التربوية بوزارة التربية والتعليم بجدة ورقتها عن الجمعيات الخيرية النسائية التطوعية ودورها في تعزيز مفهوم التعاضد بين أفراد المجتمع وطبقاته، وتحدثت الدكتورة عزة شاهين أمام الندوة في ورقتها (الجمعيات الخيرية النسائية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز 1395ه - 1402ه) عن سعي الرائدات في المجتمع السعودي إلى إنشاء الجمعيات الخيرية ودورها في استقطاب العنصر النسائي للعمل الخيري التطوعي المنظم لخدمة فئات اجتماعية غير قادرة على التواكب مع احتياجات العصر، كما تناولت الباحثة تلك الجمعيات من حيث التأسيس والبناء التنظيمي، والأهداف، وأعضاء هيئات الإدارة المتعاقبة، والمشروعات والبرامج، فيما يعد ذلك توثيقاً لهذا النوع من جمعيات الخير التي انتشرت في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز في كل مناطق المملكة ومدنها بشكل ملحوظ. د. صالح الرميح د. عبدالله البشر الدكتور أحمد الزيلعي د. صالح الدبل