كشفت جولة نفذتها "الرياض" مع جمعية صيادي الأسماك في المنطقة الشرقية عن نفوق نحو 300 كيلو جرام من السمك الصغير جدا في محافظة القطيف، قرب ما يعرف ب"جسر قناة تاروت" المحاذي ل"حي الناصرة" التابع لمدينة القطيف، وهي أغنى منطقة لتكاثر الروبيان والأسماك في الخليج العربي. والنفوق الجماعي للسمك تسبب به مقاول مكلف من قبل بلدية محافظة القطيف حسب جمعية صيادي الأسماك التي طالبت "المجلس البلدي" بضرورة تقصي الحقائق والقيام بدور رقابي فعال يحمي البيئة البحرية، ونفقت الأسماك على امتداد نحو 1300 متر، كما أن سرطان البحر (قبقب) وجد ميتا ومتحللا مع السمك، ما أنشأ روائح كريهة جدا تسببت في انزعاج المواطنين. وقال مسؤولو الجمعية "ان ال300 كيلوجرام من السمك الصغير يعد هدرا للثروة السمكية، خاصة أن هذا الرقم سيتحول في حال كبرت الأسماك لعشرات الأطنان، ما يعني قيمة غذائية واقتصادية مهمة في عالم صيد السمك". وتقدمت الجمعية أمس بخطابات عاجلة إلى "الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة"، وإلى "الهيئة السعودية للحياة الفطرية/ محميات الجبيل"، شرحت فيه حجم المشكلة، وقال رئيس الجمعية داوود آل سعيد "إننا نقوم بواجبنا وأخبرنا الجهتين الحكوميتين في خطابنا لئلا تستمر المشكلة"، مضيفا "أوضحنا أن سبب المشكلة كان في قيام المقاول المكلف من قبل بلدية محافظة القطيف بردم القناة، ما سبب الكثير من النفوق للأسماك ولبقية الكائنات البحرية المتواجدة في المنطقة التي تعتبر المنطقة الرئيسة لتكاثر الأسماك والروبيان"، مطالبا ب"ضرورة اتخاذ القرارات المناسبة التي تحول دون تكرر مثل هذه المأساة، وإجراء تحقيقات حيال القضية التي تحدث للمرة الثانية في نفس الموقع"، وأضاف "لا يجوز الاستمرار بالدفن خاصة أن "اللجنة الرباعية" لم توافق على الدفن بهذه الطريقة المخالفة للقرارات السامية التي تشدد على عدم التعدي على الشواطئ، كما يجب عمل دراسات بيئية قبل القيام بأي خطوة من شأنها أن تضر بالبيئة البحرية التي تشكلت خلال مئات السنين".