صدر حديثاً للدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كتاب بعنوان " سلمان بن عبدالعزيز آل سعود .. سيرة توثيقية "، ليحتل واجهة الإصدارات الحديثة بما حواه من توثيق فريد لمراحل حياة أمير منطقة الرياض ، وجهوده الكبرى في مختلف المجالات السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، وكذلك على الصعيد الإنساني والخيري والثقافي ،كما ضم تحليلا لشخصية سمو أمير الرياض ، وأبان وجها آخر له لا يعرفه سوى القليلين . يقول المؤرخ عبدالرحمن الرويشد، معلقاً على مسودة الكتاب " وقد أحسنتم عندما أشرتم في سيرة هذا العلم تقدمة لنشأته وثقافته ولكل ما له صلة بخلفيته التاريخية والإدارية، وجهوده في أعمال البناء والعطاء المتجدد، وأسندت ذلك للرؤى والحقائق والحضور الواثق، وشهادات من لهم موفور الصلة بسموه، وحسن الاقتباس مما تحدث به وكتبه الثقات عنه، بهدف الاقتراب من إصابة كبد الحقيقة، فاستطعت بذلك التميز أن تقرب بين الموضوعات المتباعدة، وأن تجمع بين ما كان منها متفرقاً، بالإضافة إلى توخي الحقيقة، بالرصد والتدوين، بما لا أتذكر أن أحدا قد تناول تلك السيرة بمثل تلك الخصوصية، رغم الزخم الذي تناول مساحة كبيرة عن حياة هذا الأمير.. وبالوقت نفسه استطعت أن تتجنب ما كان صاحب السيرة سمو الأمير سلمان يسعى دائما إلى الدعوة إليه، وهو تجنب المبالغة والتزيد في القول عند التحدث أو النشر عن أعمال وانجازا، سموه، أو وصفها بالمعجزات فقد عرف عن سموه، أنه لا يستطيع صد المتحدث أو الكاتب عن ذلك، لما فطر عليه من دماثة خلق، إلا أنه لا يرتاح إلى ذلك، وكان يحمل كل ما يقال على حسن الظن والتعلق بشخصه الكريم" ويواصل الرويشد: "جاءت هذه السيرة مبرأة من الهنات موثقة وغنية بذكر الحقائق من خلال الرصد المدون وواقع الحضور والمشاهدة، بفضل ما بذلتموه من جهد مضن وصدق في القصد..زادكم الله توفيقا وحرصاً". يقول الدكتور عبداللطيف الحميد في مقدمته: وهذا الكتاب التوثيقي عن سيرة وأعمال الأمير سلمان أمير منطقة الرياض – حفظه الله – يتناول بالعرض والتحليل والاستشهاد بأقوال المعاصرين أبرز محطات حياته المباركة وإنجازاته المشهودة طيلة نصف قرن من الزمان في مرحلة مهمة من تاريخنا الوطني منذ عهد الملوك: عبدالعزيز وسعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله إلى حاضرنا الزاهر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز – حفظهم الله وأيدهم. الدكتور عبداللطيف الحميد ويضيف الحمد "خمسون عاماً من تاريخ نجد سطرها سلمان بعقله وفؤاده وشبابه ورجاله عمراناً بشرياً فريداً في المجالات شتى: التنموية والاجتماعية والمعرفية والاقتصادية والصحية والعمرانية". ويواصل "وسلمان بحق هو المؤرخ الأول المعاصر في بلادنا؛ ممارسة وهواية ودراية وهو رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز والرئيس الفخري للجمعية التاريخية السعودية ومؤسس جائزة ومنحة الأمير سلمان لدراسات الجزيرة العربية، فضلاً عن كونه أمير منطقة الرياض". جاء الكتاب في ما يقرب من 291 صفحة من القطع الكبير ،وتضمن ستة فصول رئيسية ، إضافة إلى أربع ملاحق ضمت الوثائق ، والمطبوعات والصور والخرائط . وتناول المؤلف في الفصل الأول من الكتاب السيرة الشخصية لسمو أمير منطقة الرياض من خلال رصد مولده ونشأته وتربية والده رحمه الله له ، وأثرها في تكوينه ، وفضل والدته وحنوها عليه ، وحشد الكاتب كثيرا من الأشياء النادرة التي قل تناولها في الكتب الأخرى، كما افرد عدة صفحات لأبناء سمو الأمير وأحفاده ، وقدامى رجاله والعاملين معه، وما حازه من أوسمة وجوائز ،إضافة إلى تناول ما حوته مكتبته الخاصة من كتب. وفي الفصل الثاني رصد الكاتب جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود في منطقة الرياض ، وكيف تحولت على يديه إلى إمارة مركزية تضاهي كثيرا من العواصم الأجنبية المتميزة . وتناول الكاتب عدة مناطق في الرياض بالوصف والتحليل في مسيرة التطوير ، منها منطقة قصر الحكم بالديرة ، وحي السفارات ، وإسكان الخارجية ، ومدينة جامعة الملك سعود ، ومدينة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وتطوير الدرعية التاريخية وغيرها، من خلال نظرة للرياض قديماً، ثم مراحل تطور المدينة بالتفصيل، وتطوير الدرعية على يد سموه، ونهجه حفظه الله في الوقوف المباشر على شؤون المحافظات، والجوائز التي حازتها مدينة الرياض. وفي الفصل الثالث رصد المؤلف علاقة الأمير سلمان بأهل الثقافة والتاريخ ، مستعرضا جائزة ومنحة الأمير سلمان السنوية لدراسات تاريخ الجزيرة العربية كمثل محسوس على عناية سموه بالتاريخ ومؤرخيه . كما تناول في الفصل نفسه جهود سموه في رعاية التعليم ، راصدًا عدة جهات منها الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض ، ومؤسسة الرياض الخيرية للعلوم ، ومكتبة الملك فهد الوطنية ، ومدارس الرياض ، ومركز الأمير سلمان الاجتماعي ، ومركز الجاسر الثقافي ، ومعهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي ، إضافة إلى كرسي الأمير سلمان للدراسات التاريخية في جامعة الملك سعود . غلاف الكتاب وضم الفصل الرابع عرضًا شاملاً لأوجه العمل الخيري والإنساني التي يضطلع بها الأمير سلمان ، ويعمل على تنميتها وتطويرها بين فترة وأخرى ومنها جمعية البر بالرياض ، والجمعية الخيرية لرعاية الأيتام " إنسان " ، والمركز السعودي لزراعة الأعضاء ، ومركز الأمير سلمان لأمراض الكلى ، وجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي ، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ، واللجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود ، ومشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري ، حيث فصل المؤلف في الحديث حول أهداف المشروع، وتمويله، بالإضافة إلى تكريم سموه لرواد العمل الخيري، وجهوده في المجال العربي والإسلامي. أما الفصل الخامس فضم توثيقا تاريخيا للزيارات الميدانية التي قام بها سمو أمير منطقة الرياض لمختلف مناطق الرياض منذ عام 1392ه ، ومنها زيارات تاريخية لبلدان سدير والزلفى والوشم والشعيب والمحمل والمزاحمية وضرما ، فيما أفرد صفحات مطولة لزيارة الأمير إلى شقراء والوشم وافتتاحه لمشروع مياه الوشم الكبير . واختتم الدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد كتابه بعدة دراسات بحثية تناولت عدة أوجه للأمير سلمان لا يعرفها الكثيرون ، فيما عرج خلالها على دراسة وتحليل الصفات المميزة التي يتحلى بها أمير منطقة الرياض ومنها الشهامة والإباء والوفاء ، ووصفه المؤلف بأنه " رجل في دولة " . بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الملاحق والوثائق وما نشر في المطبوعات والصور والخرائط التي تحكي حياة الأمير سلمان بن عبدالعزيز وجهوده في تطوير منطقة الرياض.