أكد خبير اقتصادي أن تفعيل العلاقة الاقتصادية والتبادل التجاري مع القوى الاقتصادية في آسيا أصبح أمراً ضرورياً تمليه المتغيرات الاقتصادية العالمية والتي برزت على الساحة العالمية، لافتا إلى أن هناك شركات عالمية كبيرة نقلت تقنياتها إلى آسيا متمثلة بصناعة السيارات والهواتف المحمولة والتكييف والمكائن والمعدات الصناعية. يأتي ذالك في الوقت الذي بلغ إجمالي صادرات المملكة إلى آسيا وحدها 604576 مليون ريال في حين بلغت قيمة الصادرات إلى أوروبا 125355 مليون ريال. وقال ل"الرياض" الدكتور توفيق السويلم مدير دار الخليج للبحوث والاستشارات الاقتصادية ان الراصد للأحداث الاقتصادية والبيئية والسياسية العالمية يجد أن العالم الغربي قد أصيب بمجموعة من التصدعات والإخفاقات الواحدة تلو الأخرى مما أثر على حركة التنمية الاقتصادية في هذه الدول مقارنة بالقفزات التنموية التي تعيشها دول آسيا، مشيرا إلى أن آثار الأزمة العالمية التي أصابت العالم في عامي 2008م و2009م لا تزال تظهر نتائجها بالاقتصاديات الغربية، وذلك عندما أفلست العديد من البنوك والمصانع وسقوط العديد من الشركات التجارية، حيث بات الانهيار الاقتصادي مقلقاً للقيادات والشعوب. وأكد السويلم أن أرقام البطالة ارتفعت بشكل كبير، حيث ظهرت إحصاءات رسمية في الغرب تبين أن هناك ملايين الأفراد خسروا وظائفهم، كما أن عدد العاطلين عن العمل في ازدياد، وكثير من الشركات استغنت عن عدد كبير من موظفيها وأصبحت هذه القضية مرحلة طويلة نسمع آثارها بين يوم وآخر، في الوقت الذي يشهد الشرق معدلات نمو عالية، حيث توسعت الاستثمارات في دوله من خلال دخول الشركات متعددة الجنسيات إلى أسواقة. ولفت إلى أن الخبراء الاقتصاديين يرون أن انفتاح العالم على آسيا ودخول الاستثمارات العالمية إليها دليل على مكانتها الاقتصادية التي احتلتها على الساحة الاقتصادية العالمية حتى أصبحت الصناعات الآسيوية لها وجودها في الأسواق العالمية واتجهت الاستثمارات العالمية نحوها. وتابع السويلم ان هناك شركات كبيرة نقلت تقنياتها إلى آسيا متمثلة بصناعة السيارات والهواتف المحمولة والتكييف والمكائن والمعدات الصناعية، وأن كثيرا من الماركات الدولية فتحت لها فروعا في دول آسيا، بالإضافة إلى أن كثيرا من الشركات الغربية خاصة الشركات متعددة الجنسيات قامت بدخول آسيا والاستثمار فيها. ويرى السويلم أن العالم الغربي يتسم بالتضخم وغلاء الأسعار، كما أن اقتصادياته وتقنياته أصيبت بشيخوخة ولم تعد منافسة للشرق أو على مواجهة التطور والنمو الكبير الذي تشهده آسيا، كما أن هناك عدم رغبة من كثير من دول العالم بالتعاون مع الغرب نظراً لبعض الممارسات السلبية في الإدارة الغربية، بالإضافة إلى أن الصناعات الغربية أصبحت غير منافسة للصناعات الآسيوية، كما أن هناك توجهاً من كثير من الشركات العالمية وبالذات بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لنقل استثماراتها إلى آسيا، وكذلك استيراد المنتجات الآسيوية من أسواق تلك الدول خاصة مع التطور الكبير الذي تشهده هذه المنتجات المتميزة. ويقارن السويلم بين حجم التبادل التجاري بين المملكة وكل من أوروبا وآسيا فيجد أن الإحصاءات والبيانات الرسمية تشير إلى أنه في عام 2008م بلغ إجمالي صادرات المملكة إلى آسيا وحدها 604576 مليون ريال، في حين بلغت قيمة الصادرات إلى أوروبا 125355 مليون ريال. وأما قيمة واردات المملكة من آسيا فقد بلغت 136342 مليون ريال في حين بلغت قيمة واردات المملكة من أوربا 144210 مليون ريال. وقال بان تفعيل العلاقة الاقتصادية والتبادل التجاري مع مثل هذه القوى الاقتصادية في آسيا أصبح أمراً ضرورياً تمليه المتغيرات الاقتصادية العالمية والتي برزت على الساحة العالمية.