تجمع الآلاف من أعضاء اتحادات ونقابات العمال والمهن الحرفية والمنظمات المدنية والأحزاب السياسية التركية في ميدان تقسيم ، الذي يتوسط الشطر الأوروبي من مدينة اسطنبول أمس " السبت " للاحتفال بعيد العمال للمرة الأولى بعد 32 عاما من حظر الاحتفال بهذه المناسبة في الميدان نفسه بعد الأحداث الدموية التي شهدها عام 1977 وراح ضحيتها 36 شخصا. وشهد عيد العمال الذي احتفل به في ميدان تقسيم للمرة الأخيرة في عام 1978 بعد أحداث عام 1977 ، إصابة العشرات بجروح نتيجة إطلاق مجموعة مسلحة النيران العشوائية على المحتفلين بهذه المناسبة وكان هذا الحادث الدموي بمثابة تهيئة الأرضية للانقلاب العسكري في 12 سبتمبر عام 1980 . وسمحت الحكومة التركية بإقامة الاحتفال في ميدان تقسيم هذا العام في إطار ، خطتها للانفتاح الديمقراطي واتخذت مديرية أمن اسطنبول تدابير أمنية مشددة في أنحاء المدينة لعدم إتاحة الفرصة للتحريضات التي قد تؤدي الى اندلاع الاشتباكات. وتم نشر 22 ألف شرطي حول ميدان تقسيم بناء على خطة لتأمين الميدان ، وقامت قوات الأمن منذ الساعات الأولى من صباح السبت بإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية الى الميدان مع فتح 3 محاور للمشاركين في الاحتفال للوصول اليه. وقامت قوات الأمن بعملية تنظيف للميدان وقامت بلدية اسطنبول بزراعة الحشائش في جميع المناطق المحيطة بنصب الشهداء في وسط الميدان وإزالة أي حصى أو أحجار يمكن استخدامها في الاشتباكات مع الشرطة كما تم منع حمل اي علم ما عدا علم تركيا وأعلام اتحادات ونقابات العمال. وكان محافظ اسطنبول معمر جولر أعلن الشهر الماضي أنه سيسمح هذا العام لاتحادات العمال بتنظيم احتفالات بمناسبة عيد العمال فى الأول من مايو بميدان " تقسيم " ، أشهر ميادين اسطنبول ، هذا العام بعد حظر استمر منذ عام 1978 . وقال جولر إن من حق العمال أن يحتفلوا بهذه المناسبة في هذا الميدان ، الذي يعد رمزا لمدينة اسطنبول موضحا انه على الرغم من أن قانون الاجتماعات والمظاهرات التركي " رقم 2911 " يحظر الاحتفال بهذه المناسبة في ميدان تقسيم ، إلا انه سيتم استخدام بند استثنائي في القانون وتطبيقه على الاحتفال بيوم العمل والتضامن " عيد العمال ". وناشد محافظ اسطنبول اتحادات العمال أن تتعامل إيجابيا مع هذا القرار وان تحتفل في أجواء سلمية وأن تراعى الاعتبارات الأمنية في الاحتفال. وخرجت غالبية الصحف التركية أمس بعناوين رئيسية في صدر صفحاتها الأولى تصف قرار الحكومة بعودة الاحتفالات الى ميدان تقسيم بأنه خطوة تاريخية ، وبعبارات مثل :" مرحبا تقسيم " و" العودة الى تقسيم " و" يوم تاريخي ".