** انتفض جسدي بقوة.. ** وشعرت بأنني أقف أمام هذا المشهد.. بفخر.. ** وأن من أراهم أمامي من أبناء شهداء الواجب يمثلون (الرجولة) و (البطولة) و (العزة) و (الوطنية) بكل معانيها.. ** وأحسست أن آباء هؤلاء.. وان غيبهم الموت عنا.. الا انهم شهداء عند الله .. وخالدون في أذهان الأجيال.. وعظماء في عرف التاريخ وحساباته.. ** هذا المشهد هو : ** وقوف أبناء شهداء الوطن الغالي بشمم .. و إباء.. وقوة.. أمام مساعد وزير الدفاع والطيران سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز.. في تبوك وقفة الرجال والأبطال الذين سقوا بدمائهم أرض الوطن الزكية.. ليتسلموا وسام الملك عبدالعزيز الممنوح لآبائهم الأبطال.. الذين استشهدوا على أرض جازان.. وضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن كله.. وقدموا أنفسهم الزكية ثمناً لأداء الواجب المقدس.. ** هذا المشهد العظيم.. ** بكل ما انطوى عليه من رجولة.. ومن بطولة.. ومن ضخ لدماء الوطنية في عقول.. ونفوس.. وأجساد أبناء الشهداء العظام.. جعلني أكثر اطمئناناً إلى مستقبل هذا الوطن.. مادام أن فيه جيلاً مثَّله هؤلاء الأبطال الصغار خير تمثيل.. وجسَّدوا به مدى وطنية الانسان في هذه البلاد.. ومدى استعداده للاستمرار في التضحية من أجل الأرض.. ومن أجل الواجب.. ** فهذا طفل في السادسة من عمره.. ** وذاك صبي في الثانية عشرة من عمره.. ** وهناك شاب في السادسة عشرة من عمره.. ** ووراء هؤلاء الابطال.. إخوة واخوات آخرون.. ** كما أن وراءهم أمهات فاضلات.. ساهمن في الوقوف بشمم وراء بطولة أزواجهم الشهداء.. ويقفون اليوم بكل اعتزاز وراء كل واحد من ابنائهم.. ليخلفوا آباءهم.. أو اخوانهم الشهداء ويواصلوا رسالتهم في حمل لواء الوطن.. وارتداء الزي العسكري .. والتصدي لمسؤولية الدفاع عن الأرض.. والانسان.. والتاريخ.. ** كما أن وراءهم آباء.. وامهات لاولئك الشهداء كان لهم دور عظيم في صنع بطولتهم.. وتهيئتهم لأداء أعظم واجب..لأعظم وطن.. ** كل هؤلاء الرجال.. والنساء.. والشباب..والشابات.. وقفوا ويقفون وراء هؤلاء الصغار.. وكلهم فخر واعتزاز.. وكلهم إيمان وصبر.. وكلهم عزيمة.. واصرار على ان يأخذ أبناؤهم.. واحفادهم.. وفلذات أكبادهم.. أماكن آبائهم.. وإخوانهم الذين قدموا أرواحهم الزكية ثمناً للوطن الغالي.. ** هؤلاء جميعاً.. لا نجد ما نقوله لهم.. ** بعد ان كرمتهم القيادة الحكيمة بهذا الوسام العظيم.. الا انكم تستحقون منا.. ومن وطنكم.. كل تعظيم.. بعد ان وقفنا جميعاً وبكل إجلال أمام نعوش شهدائنا الأبطال.. وكلنا أمل في الله سبحانه وتعالى بأن يرزقهم الشهادة.. ويسدد خطى أبنائهم.. ويوفقهم.. ويرعاهم بعنايته وتوفيقه لنراهم في الغد رجالاً أشداء.. أقوياء.. ومثالاً للمواطنة الحقة.. ** وكم أتمنى أن يتكرر احتفاؤنا بهؤلاء الصغار .. كل سنة .. حتى تظل صور آبائهم واخوانهم ماثلة في أذهاننا .. نسعد بهم.. ونتابع مسيرتهم.. ونتذكر بطولات آبائهم الشهداء.. ونكرس قيم البطولة والفداء في أذهان أجيالنا المتعاقبة.. ** فليس كثيراً على هؤلاء الشهداء أن نخصص (يوماً للشهداء) في كل عام.. وان يتناوب المواطنون في كل مدينة وقرية للاعراب لهؤلاء الشهداء الابطال عن امتنانهم لما قدموه.. ومتابعتهم لسير أبنائهم الابطال.. وان نضع وردة جميلة فوق قبر كل واحد فيهم.. وقبلة حب على خد هؤلاء الأبطال الصغار.. ونضخ المزيد من دماء الولاء والوفاء لهذا الوطن في كل الأجيال. *** ضمير مستتر: ** [ ليس أعظم من أن نقدس الشهادة .. ونحتفي بالبطولة.. ونخلد في الذاكرة الأبطال.. ونحتفي بمن صنعوهم.. ومن خلفوهم لتوارث بطولتهم]