الملامة والعتاب والنصيحة كلمات فهمت خطأ ووضعت تحت غطاء النقد العام سواء البناء أو الهدام فالبعض ينظر لها أنها نقد مهما كانت ولا يميز الاتجاه الايجابي أو السلبي منها، ولكن من هو الذي يستفيد من ذلك!؟ فكل إنسان يؤخذ منه ويرد إلاّ النبي صلى الله عليه وسلم وكل إنسان ينتقد يجب ان يأخذ ما يفيده ويترك ما يعيقه ولا شك بأن هذا هو دأب الناجحين. رسم لنا توم واتسون المدير التنفيذي لشركة اي بي أم خطة عملية ناجحة في التحفيز المعنوي وتحويل الأخطاء إلى نتائج مرضية عندما ارتكب أحد المديرين قليلي الخبرة وصغيري السن عنده في الشركة خطأً رهيباً حيث كلف الشركة 10 ملايين دولار، استدعى توم واتسون ذلك المدير وعندما دخل عليه قال ذلك المدير: أعتقد أنك تريدني ان أقدم استقالتي أليس كذلك؟ عندها نظر توم واتسون نظرة القائد الفعال المؤثر المحفز وقال: بالطبع لا يمكن للشركة ان تستغني عنك، لقد أنفقنا للتو 10 ملايين دولار في تدريبك!! قصة غريبة عجيبة تجسد معنى النصيحة والنقد البناء والتحفيز والعقل الإداري الناجح ومدى الاهتمام بالعنصر البشري مع وجود الأخطاء فالمشكلة ليست بالخطأ إنما في تكراره، فلكل شخص نجاحات وإنجازات فلا يمكن نسيانها وذكر الأخطاء فقط وهذا ما فعله توم واتسون.. وما يجب ان نفعله نحن على المستوى الفردي أو الجماعي. يعتقد الصينيون ان التوبيخ يدل على الاهتمام والرعاية فالذي لا يوبخك فإنه لا يهتم بك، والتوبيخ بشكله العام يعتبر عندهم شرفاً! فمن يناله يا ترى، أما عندنا فأتوقع انه تطير رؤوس بسبب التوبيخ!! ولكن المراد منه هو النصيحة وحتماً ان النصيحة لا يمكن ان تكون أمام مرأى من أعين الجميع لكي لا نقع في الاحراج وتقل نسبة استقبالها، واعتبر الإمام الشافعي رحمة الله النصيحة أمام الجماعة نوع من التوبيخ لا يرضى استماعه!! ما أريد الوصول إليه هو التركيز على العنصر البشري وان تكون النظرة إلى ما يسر وليس إلى ما يضر، وان نحاول إيجاد الأعذار بالحد المسموح به طبعاً، وإعطاء الفرصة للآخرين فربما لديهم ما هو أفضل، ولكن الخوف والتردد هو ما يمنعم من اظهار قدراتهم ومهاراتهم ولابد ان تكون الايجابية والتحفيز مع التوجيه السليم هو منطلقنا نحو الأفضل.