برغم أن نص أغنية " انتظرتك" يعد تحولاً في كتابة الأغنية عند خالد البذال الشاعر المرتبط بمسيرة عبدالكريم عبد القادر في هذه المرحلة، وتحديداً فترة التسعينيات من القرن الماضي إلا أن الشكل اللحني لهذه الأغنية الرومانسية الذي وضع الملحن إدريس لبناته الأساسية منذ أغنية "غريب 1972" وتوالى في أعمال لاحقة " تأخرتي ، أعترف لج، أنا رديت" ووصل الذروة في أغنية " هذا أنا 1990" إلا أن بدت هذه الأغنية محافظة بمستوى البنية اللحنية على مكتسباتها الأولى والقديمة الآن. غير أننا حين نستعرض هواجس النص واللحن المنبني عليه في المقطع الثاني : "خذاك الوقت والا الدنيا ماخذتك وينك فيه انا لي مدة ما شفتك سألت الشوق عن دارك وجاوبني دفا الاحساس انا مدري وش اخبارك؟ وش مسوي مع هالناس؟ غريبة ما انت لي ولهان والا طبعك النسيان ؟" ونقابلها بالمقطع الثاني من العمل الآخر الذي جاء به من فترة سابقة ، وهي فترة تألق صوت عبدالكريم مقابل تنافس الملحنين لتقديم ما يميزهم عن بعضهم الآخر بأعمال وضعت أغنية الثمانينيات في صف تحولات لافتة لما اصطلح عليه الأغنية الخليجية. تتجلى في مستواها الظاهري بالنص الكويتي واللحن السعودي إلا أن الحالة الغنائية في اختيار درجات النغم وأسلوب الأداء التي تلون في المقام في درجات عالية ومتوسطة تتضح على مستوى درامية النص ذات الحيوية في مجازات عدة وصور متوالية: "نثرت الروح في كفك أماني وقلت اطلب ..كل الأرض مفروشة بحناني وكل الشوق سويته اغاني لا انت صوبي ولا يمّي ولا حسيت في همي جيت الحين ترعاني تصورت الجروح تطيب في لحظة .. وثواني " إذا كان العاشق في نهاية نص أغنية فايق عبد الجليل يثور ويرفض ، وأحد أسبابه عنفوان شبابه العاطفية " ايدي اللي اكتبت اسمك بدت تمحي " إلا أنه في الأغنية الجديدة ينتهي إلى الرجاء والانكسار وتواكبها حالة الوهن في الأداء واللحن كأنما هي حالة انعكاس تتعدى العاطفة إلى الجسد وسياسات العاطفة واقتصاديات المزاج وإيديولوجيا الزمن الأعمى ! "يمر الشارع لبيتك ولا ادري إلا وانا عند الباب واقول اني انا جيتك ولا اذكر عن بالي خيالك غاب حبيبي يا غلا عيني تعال وضوي سنيني انا حبك يكفيني وغيابك لي بلا اسباب"