تسببت الاحتجاجات في إغلاق نظام السكك الحديدية المعلقة في بانكوك لفترة قصيرة امس مما عرقل حركة المرور في حين هددت الحكومة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لإخماد الاضطرابات المتزايدة خلال أزمة مستمرة منذ سبعة أسابيع قتل فيها 26 شخصا. وبينما تهدد الأزمة بتمزيق البلاد ألقى الملك بوميبون أدولياديج البالغ من العمر 82 عاما والذي ينظر إليه على أنه الشخصية الوحيدة الموحدة للبلاد كلمة عامة في ساعة متأخرة من مساء اول امس الاثنين وذلك للمرة الأولى منذ تفجر الاضطرابات. ولم يتحدث الملك بشكل مباشر عن الأزمة السياسية بالبلاد وإنما حث قضاة معينين حديثا على التحلي بالنزاهة وأن يكونوا قدوة طيبة. وكان الملك الذي يحظى باحترام بالغ في تايلاند قد تدخل لحل صراعات سابقة منها صراع دام في عام 1992 . وانهارت آمال انتهاء الأزمة في مطلع الأسبوع عندما رفض رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا اقتراحا من المحتجين باجراء انتخابات خلال ثلاثة أشهر قائلا إن إجراء انتخابات على الفور ممكن أن يفجر عنفا كما رفض التفاوض تحت تهديد. وقال المحتجون إنهم يعتزمون أن يواصلوا اليوم الأربعاء احتجاجاتهم اليومية في أنحاء بانكوك وهو تحرك استفزازي يتحدى حالة الطوارىء المفروضة ومن شأنه أن يؤدي لاشتباكات مع القوات أو مع متظاهرين مؤيدين للحكومة. وأقام المحتجون ذوو القمصان الحمراء والمؤيدون لرئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا حواجز على عدد من الطرق السريعة هذا الأسبوع لمنع قوات الشرطة والجيش من دخول بانكوك.وقال نائب رئيس الوزراء سوتيب توانجسوبان للصحفيين "السلطات ستصعد عملياتها.. من الواضح أن المحتجين لا يتجمعون بشكل سلمي." وأضاف "لن نتهاون بعد ذلك مع هؤلاء الناس." ويعتصم أصحاب القمصان الحمراء في الحي التجاري بوسط بانكوك مما اضطر خمسة مجمعات تسوق رئيسية للإغلاق ويقولون إنهم يتوقعون شن حملة عليهم قريبا. وتحتشد جماعة معارضة لأصحاب القمصان الحمراء تطلق على نفسها جماعة " الألوان المتعددة" في العاصمة بشكل يومي. وطلبت جماعة "أصحاب القمصان الصفراء" المعارضة لتاكسين الحكومة باتخاذ إجراءات أشد مع ذوي القمصان الحمراء مما زاد من المخاوف من تفجر صراع داخلي في العاصمة. وقررت شركة بي.تي.إس المشغلة لشبكة القطارات المعلقة إيقاف حركة القطارات لنحو أربع ساعات خلال وقت الذروة الصباحية. وقال مسؤول عن العلاقات العامة بالشركة "هددوا بإلقاء الإطارات على خط السكك الحديدية لذا اضطررنا لإغلاق كل المسارات للدواعي الأمنية." ويستخدم هذه الشبكة نحو 450 ألف راكب يوميا في مدينة يقطنها حوالي 15 مليون نسمة. وتجمع الليلة الماضية مئات من أصحاب القمصان الحمراء على طريق فيبافادي رانجسيت الرئيسي في محاولة لمنع الجيش والشرطة من تعزيز قواتها ومع هذا تمكنت بعض شاحنات الجيش من المرور. ويقول محللون إن الأزمة قد تستمر لأسابيع وهو ما من شأنه أن يؤثر على ثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا مع تراجع ثقة المستهلكين وتأثر قطاع السياحة وبخاصة في العاصمة.