تعد منطقة جازان من أهم المناطق الزراعية على مستوى المملكة، لما تزخر به من مقومات طبيعية وهبها الله تعالى لها من حيث توفر التربة الصالحة للزراعة، والمياه الجوفية المتوافرة بكميات كبيرة، وجريان العديد من الأودية بها على مدار العام، وتشتهر بزراعة أشجار المانجو، وإنتاجها الغزير أكثرمن غيرها من أنواع الفواكه، والأصناف، والمنتجات الزراعية الأخرى التي يتم زراعتها، حيث تعتبر شجرة المانجو التي قد يصل عمر البعض منها إلى 100عام من أبرز الفواكه الاستوائية التي نجحت زراعتها، وبدأت قصة النجاح منذ العام 1982ه عندما قامت وزارة الزراعة ممثلة بمركز الأبحاث الزراعية في إدخال أصناف ذات جودة عالية من المانجو من الدول التي اشتهرت بها، ومن أهمها: مصر، والسودان، وأمريكا، والهند، وأستراليا، وكينيا، ومن ثم إجراء العديد من الدارسات والتجارب عليها، وزراعتها، فأثبتت نجاحها، وبدأت عمليات التوسع بعد ذلك. ويشترط لنجاح زراعتها توفر عدة عوامل أولها: الأرض الزراعية المناسبة، حيث تعتبر الأراضي الصفراء الخفيفة أو الطميية العميقة جيدة الصرف، ومعتدلة الحموضة، والأراضي الحصوية، المكان المناسب لزراعة المانجو مع توفر الأجواء ذات الحرارة العالية نسبياً، حيث تنمو أشجارها بحالة جيدة عند توافر الرطوبة الجوية، والأرضية، لكي لا تحتراق الأوراق، وذلك نتيجة لارتفاع درجة الحرارة مع مراعاة وجود فترة جفاف أثناء تكشف البراعم الزهرية، والتزهير، ونضج الثمار، وهو ما يتوافر هناك، وخلال هذه الفترة إذ تنخفض نسبة الرطوبة بشكل ملحوظ ، والتي تصادف من نوفمبر إلى مارس وتعتبر من أقل فترات الرطوبة، وأكثرها انخفاضا في درجات الحرارة وهي نفس الفترة التي يتم بها زراعتها. ومع بداية مارس يبدأ المزارعون بجني آلاف الأطنان من الثمار التي يتم إنتاجها، والتي تشهد تزايداً واضحاً في أعداد أشجارها، وهناك توجه عام لترك الزراعة التقليدية التي كانت تركز على زراعة الحبوب، والتوجه للتنوع في المحاصيل الزراعية، ومنها المانجو وغيرها من أصناف الفواكه والخضار. ويتفاوت المحصول من عام لآخر بحسب عدد المزارعين، فيبدأ المزارع عند حصوله في العام الحالي على محصول جيد في العمل على توفير السبل الكفيلة من سماد، ورعاية كاملة بالشجرة حتى يحصل على أكبر كمية من المنتج في الموسم القادم، وقد حققوا إنتاجية عالية، وسمعة تجارية ليس على مستوى المملكة فحسب، بل وحتى على المستوى العالمي، حيث وصل المنتج للدول الأوربية وأمريكا ، واليابان وغيرها، وحظي المزارع بالدعم الكامل من خلال توفير القروض الزراعية الميسرة، وتحليل المياه، ومدى صلاحية التربة للزراعة، وغيرها من الخدمات الإرشادية والتوعوية، ودعم ذلك التوجه إقامة مهرجان سنوي للمانجو تحتفي المنطقة من خلاله بهذا المنتج، وتعرف به، وتسوقه داخل وخارج المنطقة، عبر العديد من المطارات، ومنافذ البيع الداخلية، وما تزخر به من هذا المنتج من أصناف ذات جودة عالية، من أهمها: التومي، والجل الجلين، والزبدة، وأبو سناره، والكنت، والكيت، والبلمر، والسنسيشن، وإن كانت المنطقة قد عرفت لسنوات طويلة بأنها سلة غذاء الوطن، وهاهنا جاءت لتؤكد للجميع أنها لن تخذل المستثمرين والمزارعين إذا ما مدوا إليها أيديهم ونهلوا من خيراتها. احتفاء شعبي بالمهرجان السنوي للمانجو عدسة «يحيى الفيفي»