ينتظر أن تشل حركة المرور اليوم الثلاثاء في العاصمة الفرنسية أو على الأقل في جادة الشانزيليزيه والأماكن القريبة منها بسبب احتجاج منتجي الزراعات الكبرى وبخاصة الحبوب على تدهور أوضاعهم المعيشية. وكان هؤلاء قد بدأوا في التوجه منذ صباح أمس إلى العاصمة الفرنسية انطلاقا من أربع عشرة منطقة زراعية. وقدرت نقابات المزراعين الفرنسين عددهم بقرابة خمسة آلاف مزارع كانوا قد وصلوا الليلة الماضية إلى باريس عبر زهاء ألف جرار وشاحنات. ويطالب هؤلاء المزارعون بالحصول على مساعدات عاجلة من قبل الحكومة الفرنسية، كما يطالبون بمراجعة سياسة الاتحاد الأوروبي في مجال المساعدات المقدمة إلى مزارعي البلدان الأعضاء فيه. وكانت دخول المزراعين الفرنسيين وبخاصة منتجي الحبوب قد ارتفعت كثيرا خلال عامي 2007 و2008 نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم بشكل غير معهود. ولكن أسعار الحبوب شهدت انخفاضا خلال العام الماضي وطوال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري في الأسواق العالمية. ولذلك فإن من مطالب مزارعي الحبوب الفرنسيين اليوم تمكينهم من الحصول على مساعدات تسمح لهم بتسويق منتجاتهم في السوق العالمية ومنافسة مصدري الحبوب في بلدان أخرى منها أوكرانيا وروسيا والأرجنتين. وكان مزارعو الحبوب في فرنسا في مقدمة المستفيدين من المساعدات التي تقدمها المفوضية الأوروبية. ولكن الإجراءات الجديدة التي اعتمدت لإصلاح السياسة الزراعية الأوروبية الموحدة تنص على خفض المساعدات المقدمة لمزارعي الحبوب انطلاقا من العام الجاري والعمل على رفع تلك التي كانت تقدم إلى مزارعي المناطق الجبلية الوعرة وإلى المزراعين الذين يسعون إلى ترشيد استخدام المياه وتقليص كميات الأسمدة الكيميائية للحفاظ على البيئة. وتجدر الملاحظة إلى أن غضب المزارعين الفرنسيين وصل في الخريف الماضي إلى حد إضرام النار في عجلات مطاطية في جادة الشانزيليزيه وتكديس كميات من الهشيم أمام قصر الرئاسة الفرنسية.