قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الاول خلال افتتاح الدورة الخامسة والأربعين للمعرض الزراعي الدولي الذي ينظم قي باريس إنه سيدعم لدى منظمة اليونسكو مقترحا فرنسيا بتسجيل فنون الطبخ الفرنسي على قائمة التراث العالمي. وكانت مجموعة من أشهر الطباحين الفرنسيين قد تقدمت بهذا المقترح عام ألفين وستة. واعتبر الرئيس الفرنسي أن تعددية المنتجات الغذائية الزراعية الفرنسية يجعل المطبخ الفرنسي أفضل المطابخ العالمية على الإطلاق. وشدد ساركوزي على ذلك في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة افتتاح المعرض. وهي المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك باعتباره رئيس الدولة. وقد جرت العادة أن يفتتح الرئيس هذا المعرض منذ إطلاقه قبل خمسة وأربعين عاما. وتلتئم هذه الدورة في وقت يشعر فيه المزارعون الفرنسيون بالخوف من المستقبل من جهة ويرون من جهة أخرى أن ارتفاع أسعار المواد الزراعية في العالم من شأنه فتح آفاق واعدة أمامهم. المخاوف ثمة اليوم لدى المزارعين الفرنسين الذين يبلغ عددهم قرابة مائة وخمسين ألف مزارع خوف كبير من أن يؤدي فتح الأسواق العالمية في ضوء منطق العولمة إلى تعويم السوق الفرنسية بمنتجات أقل كلفة. وهذا من شأنه الانعكاس سلبا على حيوية القطاع الزراعي في فرنسا وعلى أوضاع المزارعين الاقتصادية. وقد سعى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إلى طمأنتهم بالتأكيد على أنه سيبذل قصارى جهده حتى لاتدخل إلى السوق الفرنسية بشكل خاص وأسواق دول الاتحاد ألأوروبي عموما منتجات تفتقر إلى مواصفات الجودة والأمن الغذائي بمفهومه الصحي. وثمة أيضا لدى المزارع الفرنسي خوف من أن يؤدي انحسار المساعدات الزراعية التي تقدمها السلطات الفرنسية أو المفوضية الأوروبية إليه إلى جعله غير قادر على تحمل تكاليف الإنتاج التي ما انفكت ترتفع. ولكن ساركوزي سعى أمس إلى التأكيد على أنه لن يقبل بأن يقدم المزارعون الفرنسيون تنازلات لدى منظمة التجارة العالمية بدون مقابل. آفاق جديدة وقال ساركوزي إنه سيساعد المزارعين الفرنسيين على تحقيق الأمن الغذائي بالنسبة إلى فرنسا والعالم أيضا في الظروف الحالية التي تشهد إقبالا متزايدا على المنتجات الزراعية. ورأى أن عملية تنمية القطاع الزراعي ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار مسألة التغيرات المناخية وتأثيرها في المزروعات وفي الحركة الاقتصادية عموما. وقال إن ارتفاع اسعار المواد الغذائية في العالم فرصة جيدة بالنسبة إلى القطاع الزراعي الفرنسي. وهو محق في ذلك نظرا لأن فرنسا هي القوة الزراعية الثانية في العالم والأولى في أوروبا. وقد كسبت فرنسا من صادراتها الزراعية العام الماضي مبلغا قدره تسعة مليارات ومائة مليون يورو. وإذا كانت دخول المزارعين الفرنسيين قد ارتفعت في السنة الماضية بنسبة اثني عشر بالمائة عما كانت عليه عام ألفين وستة فإن مداخيل منتجي الحبوب قد تضاعفت مرتين اثنتين لأن أسعار الحبوب قد تضاعفت في السوق العالمية. تبقى الإشارة إلى أن دورة المعرض الزراعي العالمي الباريسي الحالية ستستمر حتى الثاني من شهر مارس المقبل. وهي مناسبة تسمح لأطفال باريس والضواحي القريبة منها بالتعرف على الحيوانات التي تربى في بلادهم ومنها البقر والماعز والخيول. وقد استقدمت لهذا الغرض عينة من هذه الحيوانات إلى مكان المعرض منها ثلاثة آلاف بقرة وستمائة وخمسين عنزة.