ناقشت الجلسة الثانية في الملتقى الإعلامي السابع بدولة الكويت أمس الأول "الإعلام والعولمة من يخدم الآخر " . وتستند العولمة فكرة وتطبيقا على الكثير من الآليات والنظم من أجل الاستمرار والانتشار وتحقيق كوكبة العالم ، والعولمة بغض النظر عما وراءها من إيديولوجيات أو أفكار أو أجندات لا تستغني عن تكنولوجيات الاتصال بأي حال من الأحوال ،فماهي طبيعة العلاقة بين العولمة وتكنولوجيا الاتصال ؟ وماهي طبيعة تأثير كل منهما على وجود الآخر وما تأثير تخلف المجتمعات والإعلام عن مواكبة التطور التكنولوجي العالمي على العولمة ؟ . رأس الدكتور محمد الرميحي رئيس تحرير صحيفة "أوان" الجلسة واستهلها بثلاث كلمات "إعلام ، عولمة ، تكنولوجيا" وأضاف نحن مستقبلون للعولمة ومستهلكون للتكنولوجيا . وتحدث في الجلسة مدير جهاز التكنولوجيا والمعلومات المهندس علي الشريدة الذي اوضح ان مفهوم العولمة "ظهر في بداية التسعينات ولكنه اصبح اليوم أيدلوجيا أكثر من كونه مجرد نظام اقتصادي أو تجاري لذلك فان هناك من يرى العولمة سببا للرخاء والرفاهية بينما آخرون يعتقدون أنها سبيل للتراجع وفقدان الهوية". وبين الشريدة أن العولمة اصبحت واقعا وجزءا شخصيا في النظام العالمي الحالي وعلينا ان نتفاعل مع ماتقدمه من مفاهيم وأساليب ونظرة مستقبليه حتى نستفيد مما تقدمه ، وأوضح ان صناعة التكنولوجيا والاتصالات انتجت تكنولوجيا التواصل أو شبكة الانترنت التي ساهمت في دورها بالاتصال المرئي والمسموع والمقروء واصبح الانترنت وسلية وملتقى للتجارة والأعمال والنمو الاقتصادي وملتقى الثقافات . من جانبه أعرب رئيس الجمعية العربية التركي للعلوم والثقافات والفنون محمد العادل أن الإعلام العربي لايزال منحصرا في نفسه وهو مازال غائبا عن إقناع جيرانه كإيران وتركيا في حين ان تركيا أدركت أهمية الاعلام في مخاطبة الرأي العام أو العقل العربي بشكل عام وذلك من خلال المسلسلات التركية التي وصلت للعالم العربي وتساءل العادل : لماذا لا تنتج الدول العربية أفلاما ومسلسلات تترجم إلى اللغة الفارسية واللغة التركية؟! . وأكد مدير عام وكالة الأنباء الاردنية رمضان رواشدة الذي قال نحن أمامنا مجموعة من التحديات بظهور المواقع الالكترونية والمدونات التي أصبحت تنافس الصحف الورقية في سرعة نقل الخبر . وبين الرواشدة بان العالم بدأ يتجه نحو الصحف متعددة الوسائط فالتطورات التي تتسارع مثل مواقع تويتر واليوتيوب أصبحت تلعب دورا كبيرا في ظل تراجع الإعلام التقليدي مشيرا إلي أن الصورة الفوتوغرافية أصبحت هي الخبر بحد ذاتها . وتساءل الرواشده لماذا في العصر الذي بدأ "العالم الذي فيه يتراجع عن الورق لازلنا نحن نتمسك فيه في حين أننا تطورنا من الكاسيت إلى السي دي ثم الآي بود . وتحدث في الجلسة مدير تحرير مجلة نيوزويك العربية محمود الشمام الذي قال ان العولمة الغربية ماهي إلا اختراق ناعم وليس خشنا وعلينا أن نعي أن وراء هذه التكنولوجيا تراثا وقيما . وأكد الشمام أن الفضائيات هي اكبر من كارثة إذ أعطتنا صورة وصوتا وأبعدتنا عن القراء والتمحيص فالفضائيات أخذت حقا اكثر من طبيعي ، نحن الآن نعيش في حمى الإعلام الجديد فالعولمة خيار ليس لدينا حق في قبولها أو رفضها ولكن يجب ان نتعلم كيف نتعايش معها . جانب من الحضور اما رئيس تحرير قناة الجزيرة ايمن جاب الله بين بأن هناك خلطا بين التكنولوجيا والعولمه إذ لم نشهد حتى الان مظاهرات ضد استخدام التكنولوجيا ولكن هناك مظاهرات ضد العولمة . وأشار جاب الله إلى أن قناة الجزيرة نجحت لأنها استطاعت أن تفتح أسقفا جديدة في المجتمع العربي واستطاعت أن توصل أفكارها لمجتمعات غير منفتحة والخوف هنا هو من الخلط في استخدام العولمة والتكنولوجيا .