شهدت أزمة السعوديين العالقين في مطارات العواصم الأوربية بسبب بركان آيسلندا انفراجا وذلك بعد أن فتحت معظم الدول مطاراتها حيث شهدت عدد من سفارات المملكة في الخارج الأيام الماضية توافد عدد من المواطنين والأسر مطالبين سرعة حل مشكلتهم بعد أن نفدت أموال كثير منهم ولم يجدوا مقراً يؤوي أطفالهم وأسرهم ، وهذا ما حدث في العاصمة البريطانية لندن ونشرته ( الرياض ) في عددها الأسبوع الماضي حيث تلقت "الرياض " سيلاً من اتصالات المواطنين العالقين في لندن يطالبون بإيجاد حل لمعاناتهم وسط ظروف بالغة السوء والتي شرحوها ل"الرياض" في اتصالاتهم. وكانت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة قالت في بيان إنها تابعت مع الخطوط الجوية العربية السعودية منذ اللحظة الأولى للازمة شؤون المسافرين على رحلتها التي ألغيت وتم تشكيل لجنة لمتابعة شؤون المواطنين السعوديين الذين قد يتضررون من بقائهم في بريطانيا لمدة أطول ، كما قامت السفارة بالاتصال ومخاطبة عدد من سفارات الدول الأوروبية التي لم تغلق أجواءها بالكامل أمام حركة الطيران لإصدار تأشيرات عبور للمواطنين السعوديين الراغبين في العودة بصفة عاجلة للمملكة إلا أن أنظمة دول تلك السفارات شكلت عائقا في تحقيق هذا الأمر. وبينت السفارة أنه وبعد سماح السلطات البريطانية بفتح الأجواء للطيران بدأت أولى الرحلات العائدة للمملكة يوم الأربعاء 7/5/1431ه وأكدت السفارة أنها عازمة بعون الله على الاستمرار مهما كانت الظروف في تقديم كل الدعم والمساندة لكافة رعايا المملكة العربية السعودية الموجودين على أراضي المملكة المتحدة وفق توجيهات القيادة الحكيمة حفظها الله واضعين في الاعتبار قوانين وأنظمة البلد المضيف. فيما تلقت ( الرياض ) سيلا من الاتصالات الهاتفية من عدد من المواطنين الذين نقلت ( الرياض ) معاناتهم ، حيث أشادوا بوقفة ( الرياض ) وسرعة تجاوبها في طرح قضيتهم وتحدث في البداية المواطن فيصل الفهادي الذي أشاد بموقف ( الرياض ) وتجاوبها السريع في نشر معاناتهم مما كان له الأثر الكبير في تسهيل مهمة عودتهم وقال الفهادي إن هذه الأزمة التي شاهدها الجميع تسببت في تعليق عدد من الرحلات مما جعل عددا كبيرا من المواطنين السعوديين عالقين وسط ظروف مادية ونفسية صعبة . وأضاف الفهادي قائلا كنت أتمنى أن نشاهد لجنة خاصة لمثل هذه الأزمات المفاجئة لكي تتابع وتقدم كافة التسهيلات للمواطنين فمن غير المعقول أن يتابع المسؤولون الوضع ويترقبون الأحداث بدون مبادرات سريعة تنهي مشكلاتهم . كما تحدث المواطن رائد وهو احد المواطنين العالقين والذي عاد مساء أمس قائلا " لقد عشنا ظروفا سيئة وتقطعت بنا السبل وكان بيننا العديد من العوائل وكبار السن والأطفال في حالة يرثى لها وكانت معظم فنادق لندن ترفض قبولنا لعدم إمكانية الحجز ولقد عجز كثير منا عن توفير مبالغ مالية للسكن في أماكن أخرى وقد بحثنا عن فنادق بعيدة جدا لكي نجد السكن بسعر رخيص ولذلك على حسب راحتنا وميزانيتنا التي أهلكتها تكاليف ومصاريف السكن والإعاشة " وأضاف رائد أن مثل هذه الظروف والأزمات يجب أن تتوفر حلول غير عادية بحيث يكون الحل عمليا وعاجلا فمثلا كل مواطن يملك تذكره سفر يذهب إلى اقرب فندق ويبقى فيه وبميزانية معينة حتى تنتهي هذه الأزمة وذلك بتنسيق بين سفارات المملكة وجميع الفنادق . وأما المواطن عبدالله النشوان وهو احد العالقين في العاصمة باريس فقال " تقدمنا لسفارة خادم الحرمين في باريس طالبين المساعدة وعرض علينا سلفة مالية على ان يتم توقيعنا لتعهد بإعادة المبلغ ". واضاف النشوان انه عندما عاد الى ارض الوطن تفاجأ بالفوضى الكبيرة التي شهدتها صالة القدوم بمطار الملك خالد الدولي حيث تفاجأ الكثير من المسافرين بعدم وصول أمتعتهم دون أن يعرفوا أين هي ومتى ستصل . وعندما سأل المسافرون المسؤولين عن خدمات الأمتعة أجابو بأن ينتظروا رحلة أخرى من جدة ستصل بعد حوالي الساعة، إلا أنه بعد هذا الانتظار ووصول الرحلة الأخرى لم يجد المسافرون أمتعتهم ، وأضاف النشوان أنه اضطر والكثير من المسافرين للانتظار أكثر من ساعتين ونصف في المطار دون جدوى . واختتم النشوان حديثة قائلا " يومين وانا لا اعرف مصير امتعتي وعندما اذهب للمطار لا اجد الامتعة والجواب الكافي " .