اطلعت على ما نشر في جريدة الرياض الاقتصادي يوم الخميس الموافق 28 محرم 1431ه من العدد 15179 تصريحاً لنائب وزير العمل الدكتور عبدالواحد الحميد بقوله بأن هناك مؤامرات تحيكها شركات خارجية بالتنسيق مع مؤسسات سعودية وكان منزعجاً من تحايل بعض المؤسسات والأفراد في الداخل وفي نفس الوقت حذر من تحول السعوديين إلى أقلية هذا ملخص ما جاء في الخبر. مكتفياً بالتحذير ليس هذا فحسب بل الأمر أكبر وأعظم إذا كان هذا كلام المسؤول الثاني في الوزارة معترفاً عماً يحدث من تلاعب وتجاوزات ومن جرم بحق الوطن. ماذا نقول: أليست الوزارة هي من تمنح التأشيرات ومسؤوليها على اطلاع بما يجري في الخفاء لماذا لم يسعوا لإيقاف هذا العبث كيف تأتي الموافقة على صاحب الطلب دون التحقق من الفرص ذاته والحاجة التي تستدعي للاستقدام وهذا سبب الكارثة. حينما وضع المسؤولون في الوزارة شروطاً تعجيزية على استقدام العمالة المنزلية مما أوقع الحرج لبعض الأسر هناك ممن يوجد بين الأسرة كبار السن وزوجة تعمل. وهذا خلق لدينا سوقاً سوداء للعمالة المنزلية ولكنهم في المقابل كرماء بمنح تأشيرات للعمالة الرجالية، كما أنه لم يتطرق في حديثه عن الآلية التي سوف تعمل عليها الوزارة للقضاء على هذه الظاهرة المقلقة، وتأخرنا عن إيجاد حل للمشكلة سوف يكلفنا الشيء الكثير، لقد أوجدوا الجرائم بأنواعها في بلادنا من قتل وسرقات ومخدرات وخمور وتزوير وأوكار للدعارة حتى صرنا نسمع ونقرأ عبر الصحف بشكل يومي عن اختطاف ومطالبة ذوي المخطوف بفدية. ما يحصل لدينا مؤشر خطير ينذر بأن تلك العمالة بمثابة قنبلة موقوتة وأخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي نفقد السيطرة وتفلت الأمور من أيدينا، مشاكل العمالة لا حصر لها، لدينا العمالة السائبة سرحوا في الشوارع والطرقات بدون عمل وكذلك المتخلفون وغيرهم ممن يمتهن التجارة ومن يشاهد أسواقنا ومن يعملون في تلك المحلات التجارية يترحم على السعودة، ماذا حصل لقطار السعودة هل توقف أم ماذا؟ لم يعد مسؤولو وزارة العمل لديهم ذلك الحماس والتوهج الذي رافق مشروع السعودة في بدايته، لم نلحظ أي تغيير سواء مغادرة العمالة الآسيوية وحل مكانها عمالة عربية حتى محلات الخضار تكاد تكون هي الوحيدة التي تمت سعودتها بالكامل إلا أنها تحولت وللأسف إلى أيدي العمالة الوافدة، وأصبحوا منافسين لأبناء الوطن على أرضهم وفي وطنهم، شيء مؤسف حقاً أن تتحول السعودة إلى سراب وآمال المواطنين إلى وهم ولكن هذا هو حالنا وحال قراراتنا سرعان ما تتوقف عند صدورها حتى فهمونا واطمأنوا بأنهم في أمان.