أكد عادل علي الخبير في قطاع الطيران بمنطقة الشرق الأوسط والرئيس التنفيذي ل "العربية للطيران" أن حماية الناقلات الجوية الوطنية في المنطقة تشكل عائقاً أمام نمو قطاع شركات الطيران الاقتصادي، وهو ما يسهم في خفض كفاءة وتطور الأسواق، وبالتالي انخفاض عدد المسافرين نظراً لغياب المنافسة. ومن هنا، تعتبر الخصخصة حلاً واقعياً من شأنه أن يجلب الكثير من الفوائد إلى القطاع مثل تحسين الكفاءة التشغيلية، وإدخال أساليب إدارية ومهارات تسويقية جديدة توفر للمستخدمين قرارات استثمارية أكثر فعالية، وخدمات تولي العملاء مزيداً من العناية. وأوضح أن قطاع الطيران في المنطقة يتمتع بآفاق كبيرة للنمو نظراً لضخامة حجم سوقه الإجمالية التي تصل إلى 339 مليون نسمة هي تعداد سكان العالم العربي؛ وهي سوق ممتازة تضاهي السوق الأمريكية التي تصل إلى 308 ملايين نسمة، والاتحاد الأوروبي الذي يصل إلى 491 مليون نسمة. إضافة إلى أن الطيران لا يزال هو الوسيلة الأفضل لانتقال الأعداد الكبيرة من المسافرين في المنطقة نظراً لافتقارها إلى شبكات الخطوط الحديدية أو القطارات السريعة الكافية. كما تعد المنطقة سوقاً ناشئة سريعة النمو بفضل اقتصادها المستقر. وتمتلك المنطقة أسطولاً جوياً يعد من بين الأحدث في العالم، وهي تستثمر مبالغ ضخمة للحصول على الجيل الأكثر تطوراً بين الطائرات. واستطرد الرئيس التنفيذي ل "العربية للطيران" ما تزال سياسة فتح وتحرير الأجواء في المنطقة دون المستوى المطلوب نظراً للقيود التي تطال أنظمة الحركة الجوية في بلدانها، الأمر الذي يحول دون رفع سوية الرحلات الجوية وحقوق الهبوط فيها. فقطاع الطيران في المنطقة لا يزال يرزح تحت كم هائل من القيود التنظيمية، الأمر الذي يحد من فرص نمو هذه السوق. ويعد التخفيف التدريجي لهذه القيود خطوة واقعية يجدر بالحكومات النظر إليها باعتبارها مبادرة أساسية لنمو الاقتصادات الإقليمية. فتحرير الأجواء حاجة ماسة للقطاع السياحي، وهو يشجع على المنافسة النزيهة، ويسهم بتوفير فرص عمل جديدة، وتسهيل التجارة، وتحسين الإنتاجية. وثمة العديد من التجارب الناجحة التي تسلط الضوء على التأثير الإيجابي لتحرير الأجواء؛ ويعتبر الأردن خير مثال على ذلك كما يتبين من معدلات نموه السليمة. كما ينطبق الأمر ذاته على لبنان، حيث يعتبر مطار بيروت مساهماً رئيسياً في دعم الاقتصاد الوطني رغم التحديات السياسية التي تشهدها البلاد. ويشار أيضاً إلى أن اتفاقيات الأجواء المفتوحة التي تجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي بدأت تعطي مفعولها الإيجابي على الاقتصاد المغربي. وتطرق علي الى الطلب المتزايد على الطائرات الجديدة والمطارات الاقتصادية بقوله فاق حجم الطلب على شراء طائرات جديدة الحاجة الفعلية للسوق، الأمر الذي قاد إلى ضعف استثمار هذه الطائرات، وأدى بدوره إلى زيادة كبيرة في التكاليف. بينما يسهم نقص المطارات منخفضة التكلفة في عرقلة نمو شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة؛ إذ يتم إنشاء المطارات منخفضة التكلفة غالباً لتنافس المطارات الرئيسية، أو على شكل منظومة من الوجهات الثانوية التي تتفادى استخدام المطارات المركزية.