اقتلعت جرافات الاحتلال عشرات الأشجار المثمرة وجرفت مساحات واسعة من أراضي قرية الولجة قرب بيت لحم، تمهيدا لاقامة مقطع جديد من الجدار العنصري لفصل وعزل مدينة القدس، عن محيطها الفلسطيني. وذكر مجلس قروي الولجة في بيان صحافي امس ان قوة كبيرة من جيش الاحتلال تساندها طائرة مروحية دهمت اراضي القرية القريبة من مدخلها الشمالي وفرضت حصارا مشددا عليها، ومنعوا الاهالي من الوصول اليها قبل ان تباشر آلياتها عمليات تجريف وتخريب واسعة. وحسب المجلس القروي فقد اجتثت قوات الاحتلال قرابة مائة شجرة مثمرة من الزيتون واللوزيات والكرمة المزروعة منذ عشرات السنين، فيما اعتدت قوات الاحتلال على مواطنين ومتضامنين دوليين حاولوا التصدي لاعمال التخريب الاسرائيلية. وحذر المجلس من خطورة اقامة الجدار العنصري الاسرائيلي الذي سيجرد الاهالي مما تبقى من اراضيهم التي كانت عرضة طيلة السنوات الطويلة الماضية لعمليات استيلاء ومصادرة. وقال ان الجدار سيطبق على القرية ويعزلها عن محيطها بالكامل وسيعزل نحو الفي دونم من أراضيها . واضاف "ان اقامة الجدار العنصري يأتي استكمالاً لما تعرضت له القرية من اجراءات وممارسات اسرائيلية نظرا لموقعها الاستراتيجي القريب من الشطر الغربي من القدس، وذلك بهدف اجبار ابنائها على الرحيل عنها وضمها بالكامل لحدود بلدية الاحتلال في القدس." من جهة أخرى، كشف القيادي المقدسي حاتم عبد القادر النقاب عن وجود مخطط اسرائيلي، لجعل باب الخليل، البوابة الرئيسة إلى البلدة القديمة من القدس، بديلا عن باب العامود الذي يعد الشريان الرئيس للحركة باتجاهها. وقال عبدالقادر في تصريحات صحافية لمناسبة اعلان السلطات الاسرائيلية استكمال اعمال الترميم في باب الخليل ان ما يجري هناك محاولة لتغيير الطابع الجغرافي والتاريخي لمدينة القدس. واضاف "ما جرى ليس اعمال ترميم وانما اعمال بنى تحتية تهدف لتحقيق هدف سياسي وهو تغيير مسار الحركة إلى داخل البلدة القديمة، ومحاولة خلق بيئة طاردة للاعمال التجارية في الحي الاسلامي في المدينة من خلال اغلاق باب العامود وتحويل شريان الحركة إلى داخل القدس القديمة من خلال باب الخليل". وتابع عبد القادر "باب الخليل الآن هو ليس باب الخليل الذي كنا نعرفه فقد جرى تغيير شامل للطابع الجغرافي والتاريخي في المنطقة وهو ما طال جزءا أساسيا من تراث القدس" لافتا الى "انه وعلى مدى عشرات السنين حاول الإسرائيليون إيجاد ولو دليل بسيط يربطهم بالمدينة كما يدعون ولكنهم لم يجدوا شيئا وبالتالي عمدوا إلى طمس الآثار العربية والاسلامية في المنطقة".