حذر استشاري في الحرية النفسية والتنويم الإكلينيكي من خطر انتشار مظاهر الاكتئاب عند النساء، لافتا إلى أن الموروث الاجتماعي يعد عائقاً أمام مراجعة المرأة عيادات الطب النفسي، ومشيراً في الوقت نفسه إلى لجوء البعض منهن إلى مراجعة العيادات النفسية بشكل سري خوفا من كلام الناس بل أن بعضهن يخفين الأمر حتى على أزواجهن، مع افتقاد النسب والبيانات الدقيقة لأعداد السيدات المراجعات للعيادات النفسية. وقال الدكتور حمود بن باتل العبري "الاكتئاب هو الأكثر شيوعا بين مجمل الأمراض النفسية المعروفة ليس على المستوى الطبي فحسب، وإنما على المستوى الاجتماعي وذلك لعلاقته الوثيقة بالتداعيات البيئية والظروف الاجتماعية التي تواجه الإنسان بشكل عام والمرأة على وجه الخصوص والتي تكون عرضة للاضطرابات النفسية لجملة من العوامل والأسباب ومنها التغيرات البيولوجية لها. وأضاف "أن التغيرات الهرمونية المتعاقبة التي تحصل في جسم المرأة لاسيما تلك التي تبدأ في بداية العقد الثاني من عمرها، فمع أول دورة شهرية يمر جسم المرأة بتغيرات هرمونية تتغير معها كيمياء الجسد عموما والمخ على وجه الخصوص إلا أن هذا الوضع يتصاعد مع عمليتي الحمل والولادة، أما بعد انقطاع الدورة الشهرية عندما تبلغ المرأة سن الخمسين فأنها سوف تعاني آثار انخفاض مستوى هرمون الاستروجين في الدم فتلك الأمور تعد بمجملها نوعا من أنواع الضغط الذي لا يدع للمرأة فرصة لالتقاط أنفاسها، فهذه التقلبات البيولوجية إذا زادت على حدود معينة فإنها ستكون عرضة بشكل كبير للإصابة بمرض الاكتئاب النفسي". وألقي الدكتور العبري باللوم المباشر إلى القيم الاجتماعية التي قد تسهم في إصابة المرأة بالاكتئاب، فأعراضه ربما لا تظهر عليهن بشكل صريح، إنما يظهر على شكل شكاوى جسدية مثل الصداع المستمر وآلام الجسد، واضطرابات في وظائف الجهاز الدوري أو الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي، ويرجع ذلك إلى نظرة تلك المجتمعات إلى الاضطرابات النفسية التي تعد بنظرهم ضربا من الجنون لذلك فان الجهاز النفسي للمرأة يحول جزءا كبيرا من الاكتئاب إلى أعراض جسمانية التي تحظى بالقبول عند عامة الناس والرعاية من الأطباء ولهذا فقد أثبتت الأبحاث الطبية أن معدل إصابة المرأة بمرض الاكتئاب يكون ضعف الرجل على الرغم من أن الاعتقاد السائد أن المرأة أكثر تعبيرا عن حالتها العاطفية والنفسية ما يشكك بصحة هذه النتائج، ولكن الأبحاث الحديثة أثبتت أن هناك زيادة كبيرة في معدل إصابة المرأة بمرض الاكتئاب النفسي بما لا يقبل الشك.