ساءني جدا التقرير الصحفي الذي نشرته جريدة الرياض في عددها رقم 15267 الصادر يوم الاثنين الموافق 27/4/1431ه تحت عنوان : ( البلدية تسعى إلى هدم مسجد عمره 16 عاما بحي السلي ) حيث تتجلى الإساءة في نقل كل ما ذكره خصومي في هذه القضية حرفيا والتي منها تلك العبارة التي سيقت هكذا جزافا بقوله ( ... والصدمة لأنهم لم يتوقعوا أن تتحول شكوى فردية (( كيدية )) سببا سريعا في هدم هذا المسجد ) فهل يملك معد الخبر كل الحقائق، وهل هو مطلع على جميع المكاتبات الرسمية حول هذا النزاع كي يقرر جازما أنها ( كيدية ) ؟!! ثم كيف سلم مرة أخرى أن قرار الهدم هذا قد اتخذ سريعا وكأن الأمر دبر بليل متآمرين على بيت من بيوت الله ؟!! مع أن القرار صادر من إحدى الجهات الرسمية لحكومتنا الرشيدة والتي لا تفتأ في عمارة وخدمة بيوت الله في كل بقاع الأرض فضلا عن بلاد الحرمين فهل غدا هذا المصلى الذي أسس بطريقة غير مشروعه محل تآمر ! بل أنهم تجاوزوا حدود النظام إلى حدود الطعن الصريح بحق الجهات الرسمية التي توصف على حد ما ورد في الخبر بان عملية هدم المساجد أسرع تنفيذا من البناء متجاهلين أن عدد المساجد في المملكة قد تجاوز أل 88 ألف مسجد عام 2009م كأعلى رقم من بين جميع دول العالم على الإطلاق ثم انه لم يتم الاكتفاء بتحريف الحقيقة بل امتد الأمر إلى الكذب العلن وفق ما ورد بالتقرير الذي جاء فيه ( ويؤكد جماعة المسجد أن هناك تنازلا مكتوبا بخط يد المشتكي لدى فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف بالرياض ولم ينفذ ).. لقد أصبحت عباءة الدين وسيلة من لا وسيلة له في تحقيق غايته الدنيوية قبل أية غاية أخرى فضلا عن الغايات الاسمي التي تتعلق ببناء بيوت الله . وعلى كل حال طالما أن الحقائق قد غابت عن معد هذا التقرير الصحفي فلعلي ألخصه هنا لأجل القارئ الكريم الذي ربما تفاعل مع الموضوع على اعتباره يتعلق ببيت من بيوت الله .. فأنا اسكن في هذا المنزل المجاور لهذا المصلى ( المؤقت ) منذ خمسة أعوام عندما اشتريته مستخدما من صاحبه السابق والذي لا اعلم سببا لبيعه .. وحيث إن هذا المصلى قد أسس في موقع يعتبر ممراً بين المنازل المتعارف عليها في هندسة مخطط حي الجزيرة وبالتالي أصبح الوصول لهذا المصلى لا يتم إلا عبر اتجاه واحد وليس كبقية المساجد من كل الاتجاهات حتى غدا باب منزلي عرضة للمارة كونه يقع في بداية مدخل هذا الممر الذي يؤدي لهذا المصلى .. ولكون بناءه تم باعتباره مصلى " مؤقت " فمن المعلوم أن المصليات المؤقتة لا تقام إلا في مدد زمنية قصيرة لحين الانتهاء من بناء المسجد الأصل بينما هذا المصلى مقام منذ 16 سنة ودونما وجود مسجد آخر يعول على الانتهاء في بنائه لينتهي دور هذا المصلى الذي تم تأسيسه بطريقة غير مشروعه نظاما، وامتد الأمر إلى نيتهم في إضافة بناء دورات مياه لهذا المصلى غير مبالين بحقوق الآخرين الشرعية وضاربين بالأنظمة والقرارات الرسمية المنظمة لإنشاء المساجد والمصليات عرض الحائط .. ولان موقع المصلى أصبح يسبب لي ولأطفالي ونساء منزلي ضائقة في عملية الدخول والخروج ولانكشاف الصوت والباب المفتوح لملاصقته بجدار المنزل فقد تقدمت للجهات المختصة لإيجاد حل مناسب بهذا الشأن وعلى ضوء ذلك صدر خطاب مدير إدارة قطاع الشئون الفنية بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رقم 18802/ض وتاريخ 11/1430 /20ه ( مرفق صورته ) الموجه لرئيس بلدية السلي والمتضمن الطلب بإزالة هذا المصلى فورا لخطورته على المصلين . كون بناءه تم بواسطة الحديد والزنك المؤقت إضافة إلى أن البناء تم في غير الموقع المخصص لبناء المساجد . ولان هذا القرار الذي أصدرته الجهات المختصة التي تعي الأمر أكثر مني ومن أطراف النزاع الآخرين لم يروق لهم فقد تطور الموضوع ليصبح شخصيا أكثر من كونه أمرا عاما يتوجب عليهم حفظ الحقوق ودفع الضرر والتجرد من المصالح الذاتية التي يجلبها هذا المصلى عبر جمع التبرعات التي لا يعلم غايتها على أمل منح المصلى الصفة الرسمية ليتم إقرار مكافأة الإمام والمؤذن .. وبالرغم من أن الجهة المسئولة أصدرت قرارها إلا أن هذا القرار لم ينفذ وزاد الأمر عليه أن هؤلاء الذين يتبنون هذا النزاع أصبحوا يمارسون شيئا من السلوكيات الاستفزازية وإطلاق عبارات التحدي مما دفعني ذلك لرفع الموضوع لمقام سيدي وزير الداخلية ومقام سيدي سمو أمير منطقة الرياض ولا يزال الأمر تحت النظر من قبل هذه الجهات .. وإذا افترضنا جدلا أن المبدأ الذي يتشبث به القائمون على هذا المصلى هو مبدأ سامي يرتكز على العبادة والصدق مع الله وممارسة الأخلاق الإسلامية الرزينة أما كان من المفترض عليهم احترام ممثلي الجهات الرسمية بدلا من التهجم والطرد للفرقة التابعة لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والمكونة لجرد محتويات هذا المصلى الموضحة تفاصيل الواقعة بخطاب مدير إدارة شئون المساجد المكلف بفرع الوزارة بمنطقة الرياض رقم 4610/401/ض وتاريخ 27/1/1431ه ثم أن الذين يثقون من نبل غايتهم وسلامة موقفهم لا يتهربون من الاستدعاءات المتكررة والموجهة لهم من شرطة منطقة الرياض بطلب حضورهم الشخصي للنظر في الدعوى المقدمة ضدهم وفق خطابات الإشعار والتي لم يستجيبوا لها بالحضور .. وفيما يتعلق بما أشير إليه بالتقرير الصحفي حول وجهة نظر سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حول هذا المصلى بناء على مرئيات (( لجنة خاصة )) فان القرار الذي اشرنا إليه أعلاه بالإزالة هو مبني أيضا على شخوص (( لجنة رسمية )) من الجهات ذات الاختصاص التي رأت أن هذا المصلى غير نظامي ويشكل خطراً على المصلين فضلا على الأضرار المعنوية التي لحقت بي والتي بسببها لازلت أصر على مطالبتي، ومن يريد أن يعمر مساجد الله فلعله يحقق ذلك ببنائه على أراضي مخصصة لهذا الشأن وبموافقة وإشراف من الجهات الرسمية وليس بشكل ارتجالي وعشوائي يتسبب في إلحاق الأذى بالآخرين (فلا ضرر ولا ضرار) كما سنتها الشريعة الإسلامية على لسان رسولنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم .. قال تعالى ((ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الإبصار))