شدد اجتماعيون واقتصاديون على ضرورة تغيير «إجازة نهاية الأسبوع» من يومي الخميس والجمعة ، إلى يومي الجمعة والسبت، معتبرين ذلك إيجابياً، وسيصب في مصلحة الوطن . الإجازة والنصوص الشرعية يقول د.ماجد المرسال مستشار وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والمدير العام للتوعية العلمية والفكرية: إنه لا يوجد نص شرعي يحدد يوما معينا للإجازة، مبيناً أن النصوص الشرعية حثت على ترك العمل والبيع والشراء في وقت مخصص للعبادة، كقوله تعالى (يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع)، مضيفاً حث الله الناس على الانتشار في الأرض في حال انقضاء العبادة ؛ ليبتغوا من فضل الله وليعودوا إلى ممارسة أعمالهم، مشيراً إلى أن تخصيص أيام معينة للإجازة متروك للعامة فيما يحقق مصالحهم الدينية والدنيوية، وأن تحديد الإجازة في يومي الجمعة والسبت أمر لا يخرج عما سبق مشترطاً وجود مصلحة حقيقة، حيث كان الناس قديماً يعملون ستة أيام في الأسبوع بما فيها يوم الخميس. التغيير سيكون إيجابياً ! ويتوقع «عبد الله سلمان» أخصائي اجتماعي، موقفاً ايجابياً يرحب بالتغيير المقترح، حيث سيؤدي ذلك إلى انعكاسات ايجابية للتواصل الاجتماعي بين الأسر، وخصوصاً بين دول الخليج؛ وبعض دول الجوار التي إجازاتها الأسبوعية يومي الجمعة والسبت وبالذات في المناطق الحدودية. تفاعل محدود !! فيما يؤكد «د.فهد العليان» أستاذ التسويق الدولي في كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة القصيم، أن تعديل إجازة نهاية الأسبوع إلى يومي الجمعة والسبت سيزيد من تفاعل الاقتصاد السعودي مع الاقتصاد العالمي؛ وسيحد من خسائره ويزيد عائداته؛ إلى جانب أنه سيجذب الشباب السعودي للعمل؛ مما سيؤدي إلى انخفاض معدل البطالة، مشيراً إلى أن القطاع الخاص السعودي يعد من أكبر القطاعات في اقتصاديات الدول العربية؛ إلى جانب أنه من أبرز اقتصاديات العالم الإسلامي والعالمي؛ ولم يعد منغلقاً على ذاته بل متفاعل بشكل تام مع تلك الاقتصاديات، مبيناً أن هذا التفاعل محدود حالياً بثلاثة أيام فقط في الأسبوع مع بعض دول الجوار وكذلك الأسواق العالمية الكبرى؛ فالاقتصاد العالمي يعمل بكامل طاقته يومي الخميس والجمعة وهي إجازة نهاية الأسبوع في بلادنا؛ بينما الاقتصاد السعودي يعمل بكامل طاقته يومي السبت والأحد والتي تغلق فيها الأسواق العالمية. توافق إجازة القطاعين وبين «د.العليان» أن التفاعل بين الاقتصاد السعودي والأسواق العالمية يتم في ثلاثة أيام هي الاثنين والثلاثاء والأربعاء، موضحاً تأثير ذلك على الاقتصاد السعودي بالسلب؛ وأن القطاع الخاص حاول تقليص فجوة أيام العمل بينه وبين الأسواق العالمية؛ بالعمل ولو جزئياً يوم الخميس، لافتاً إلى أن عدداً من الدراسات كشفت أن من أهم أسباب إعراض كثير من أفراد المجتمع السعودي عن العمل في القطاع الخاص؛ هو عدم التمتع بيومي اجازة نهاية الأسبوع، وأنه في حال تم تعديل الإجازة الأسبوعية إلى الجمعة والسبت في كلا القطاعين (الخاص والحكومي)؛ ستزيد جاذبية العمل في القطاعين؛ وسيسهم ذلك في خفض معدل البطالة في سوق العمل السعودي. الإجازة في الماضي وتطرق «د. العليان» إلى بداية الإجازة تاريخياً، بعد قيام المملكة على يد الملك عبد العزيز «رحمه الله»؛ حيث تم تحديد يوم الجمعة إجازة رسمية للبلاد، وفي عهد الملك فيصل «رحمه الله»؛ تم تخفيض عدد ساعات العمل لزيادة الرفاهية على المجتمع السعودي؛ وتم اعتماد الخميس و الجمعة كإجازة أسبوعية، مضيفاً لم يكن القطاع الخاص في تلك الفترة ذا حجم بالغ الأهمية؛ حيث كانت الدولة هي المشغل الأساسي له. الأخصائي الاجتماعي عبد الله سلمان مصلحة اقتصادية ويرى «د.عدنان الأماسي» عميد كلية العلوم المالية والإدارية؛ وأستاذ الاقتصاد المساعد بقسم التمويل والاستثمار بكلية العلوم المالية والإدارية بجامعة طيبة، أن الحاجة تستدعي إعادة النظر بإجازة نهاية الأسبوع، فالمصلحة الاقتصادية الراجح تحققها من كسبان يوم عمل عالمي؛ تشمل بدرجة لا تقل أهمية الكثير من الأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة؛ والتي تملك استثمارات خارجية سواء كانت مباشرة؛ أو استثمارات في أسواق المال «المعولمة»، مؤكداً ارتباط الفروع المحلية للشركات الأجنبية بالشركات الأم مرشح للمزيد من التوطيد؛ مما يعني أن تفعيل الأداء لهذه الفروع بشكل حقيقي سيظل رهنا بالتغيير المأمول. ايجابيات التغيير واستعرض»د. الأماسي» بعضاً من إيجابيات تغيير الإجازة الاسبوعية لتكون الجمعة والسبت، حيث سيتيح ذلك يوم عمل إضافي للمتعاملين مع الدول الغربية؛ خلال يومي السبت والأحد في دول أمريكا الشمالية وأوربا، وبالتالي رفع إنتاجية أنشطة الاستيراد والتصدير، مضيفاً إجازة يوم السبت تعني أن الموارد البشرية التي كانت تتواجد على رأس العمل في الأنشطة والقطاعات ذات التواصل المباشر مع الأسواق العالمية؛ ستبتعد عن العمل خلال ذلك اليوم، وبذلك فإن الاستمتاع بالإجازة لن يصاحبه «التنغيص» على أرباب العمل، لافتاً إلى أن تواجد العاملين يوم الخميس بخلاف الوضع الحالي، سيرمي إلى زيادة إنتاج القطاعات ذات الصلة من الصفر إلى الحد الأقصى؛ لأن يوم الخميس هو يوم عمل كامل (بما تعنيه الكلمة) بالنسبة للأسواق العالمية، إضافةً إلى تطابق أيام العمل الأسبوعية مع الدول العربية التي إجازتها يومي الجمعة والسبت، وهذا سيسهم في تيسير المعاملات التجارية وغير التجارية مع العالم العربي. الخلاف الاجتماعي ويؤكد «د.الأماسي» أن الخلاف الاجتماعي حول تحديد يومي إجازة نهاية الأسبوع؛ ينحصر في رأيين؛ الأول: إن بقاء إجازة نهاية الأسبوع كما هي خلال يومي الخميس والجمعة؛ يأتي لمبررات العادة؛ حيث تعود المجتمع السعودي منذ ما يقارب 35 عاماً على هذين اليومين كإجازة، بعد أن كانت العطلة الأسبوعية تقتصر على الجمعة فقط، ويمكن الرد على ذلك بالقول إن من تعود على الخميس والجمعة يمكنه أن يعتاد الجمعة والسبت بدلاً من ذلك، مضيفاً يرى الرأي الثاني أن تغيير الإجازة فيه تشبه باليهود والنصارى؛ وتخلي عن خصوصية دينية، وهذا ليس صحيحاً، لأن الجمعة هو يوم العطلة الإسلامية، إما يوم الخميس فليس له خصوصية دينية والأيام كلها أيام الله عز وجل؛ وبالتالي فإن يوم الخميس مثل السبت؛ وتحديد أيام معينة للإجازة الأسبوعية أمر تنظيمي لا ينبغي تصنيفه داخل إطار ديني.