نفى عبدالسلام بن عبد العزيز اليمني نائب الرئيس للشؤون العامة بالشركة السعودية للكهرباء أن يكون لكلفة الخدمة الكهربائية دور في إعاقة الاستثمارات، مؤكدا أنها بأسعارها الراهنة تعتبر "محفزا" ومشجعا للمستثمرين. وأبان اليمني أن الشركة السعودية للكهرباء تتحمل خسائر كبيرة جراء فروقات تكاليف إيصال وبيع الخدمة الكهربائية.وذلك في تعليقه على الدراسة التي قام بها فريق مكلف بإعداد قاعدة بيانات للوحدات السكنية المفروشة في الرياض تحت عنوان: "تكلفة خدمات الكهرباء والمياه وعدم توافر العمالة أبرز معوقات الوحدات السكنية" والتي تناولت العديد من المعوقات التي تجابه هذا القطاع الحيوي الهام والتي كان من أبرزها كما بينت الدراسة تكلفة خدمات الكهرباء؛ وقال اليمني :"نتفق جميعاً أن الخدمة الكهربائية من أهم مقومات الاستثمار وتكلفتها يجب ألا تغيب عن حسابات أي مستثمر حريص على نجاح مشروعه ولا نريد هنا في هذا الايضاح أن ندافع عن الشركة السعودية للكهرباء وإنما نريد أن نورد حقائق تدعمها الأرقام وهي المعيار الهام الذي يعِّول عليه القائمون بدراسات الجدوى في تقييمهم للمشاريع ونسوق فيما يلي مثالاً لعله يقرب إلينا المعنى الذي نقصده: لنفترض أن لدى أحد المستثمرين مبنى استثمارياً مكوناً من ثماني أو عشر شقق بمسطحات بناء من 1500 متر مربع إلى 2000متر مربع، قد لا تقل تكلفة البناء والأرض عن ثلاثة إلى أربعة ملايين ريال، ويرغب المستثمر أن يعرف التكلفة المقدرة لتوفير الخدمة الكهربائية لمشروعه حتى يدرجها ضمن ميزانيته فإذا توجه لشركة الكهرباء وهي الجهة المختصة بهذا الشأن سيجد عندها الإجابة القاطعة التي يمكن أن يعتمد عليها في تقدير تكاليف المشروع ونفترض أن المشروع يحتاج إلى عشرة عدادات فإن التكلفة التي ستتحملها الشركة السعودية للكهرباء لهذا المشروع هي على النحو التالي: توليد: 2000 ريال لكل كيلوفولت أمبير× 230 كيلوفولت أمبير = 460 ألف ريال نقل: 700 ريال لكل كيلوفولت أمبير × 230 كيلوفولت أمبير = 161 ألف ريال توزيع: 430 ريال لكل كيلوفولت أمبير × 230 كيلوفولت أمبير = 100 ألف ريال متوسط تكلفة إيصال الكهرباء لهذه الشقق = 721 ألف ريال لننظر لهذا الرقم حوالي (721) ألف ريال هي التكلفة التي تتحملها الشركة السعودية للكهرباء لتأمين الكهرباء للمستثمر، في حين أن رسوم إيصال الكهرباء التي يدفعها صاحب المشروع لعشر عدادات قد لا تزيد عن 45 ألف ريال أي بنسبة 1% من التكلفة الإجمالية للمشروع. ونخلص من هذا المثال إلى أن تكلفة الخدمة الكهربائية ليست من معوقات الاستثمار بل من محفزاته ولا تزال الشركة السعودية للكهرباء تتحمل خسائر كبيرة جراء فروقات تكاليف إيصال وبيع الخدمة الكهربائية. ونورد فيما يلي تكاليف إيصال الكهرباء التي تتحملها الشركة والتكاليف التي يتحملها المشتركون بمختلف فئاتهم وتكلفة إنتاج الكهرباء وأسعار البيع على المشتركين بمختلف فئاتهم. إن متوسط تكلفة الإنتاج والنقل والتوزيع ،التي تتحملها الشركة السعودية للكهرباء هو (15 هللة لكل كيلووات ساعة ) بينما متوسط سعر بيع وحدة الطاقة هو: 8 هللات للقطاع السكني الذي يستهلك 54 % من إجمالي الطاقة المبيعة و14.05 هللة للقطاع التجاري الذي يستهلك 12 % من إجمالي الطاقة و12 هللة للقطاع الصناعي الذي يستهلك 18% من إجمالي الطاقة المبيعة. مع العلم بأن 90% من المشتركين يدفعون 3800 ريال لإيصال الكهرباء بينما متوسط التكلفة التي تتحملها الشركة للتوزيع تبلغ 11 ألف ريال كما أن 62% من المشتركين السكنيين متوسط استهلاكهم السنوي 100 ريال".