يقول الحكم والمطرب المبعد عبدالرحمن الغامدي ان هناك من ظن انه ذو ميول نصرواية ولو علموا ان ميوله العكس لما استضافوه في أحد البرامج، وبالصورة التي يعكس هذا الفكر المصائب التي يعاني منها الوسط الرياضي والاعلامي وليس التحكيم فقط بسبب الميول فإننا عرفنا الان لماذا سقط التحكيم السعودي، عرفنا لماذا فقدت الاندية الثقة به، فهذا حكم يتحول الى مطرب وينتحل ميولا غير ميوله الاصلية ثم تتم مهاجمته وعندما عرف المهاجمون بميوله الحقيقية التزموا الصمت، وآخر يطارد المعلقين ويطالبهم بالاشادة في فريقه المفضل، وثالث يسعى لربط علاقات قوية مع اللجنة باي طريقة كانت لضمان التكليفات حتى لو لا يستحق، ورابع يفترض ان يكون القدوة اطلق على ابنه اسم مهاجم فريقه المفضل وخامس دعا على يده بالشلل ان رفعت الراية على مهاجم ناديه للاعلان عن حالة تسلل، هذا (غيض من فيض)، فماذا عن البقية الذين يلتزمون الصمت وينصاعون لميولهم وينفذون رغباتهم بطريقة (من تحت لتحت)، كوارث تحدث في المباريات التي تحاصرها كاميرات النقل التلفزيوني، فماذا عن المباريات التي لا تحظى بالمتابعة الاعلامية والجماهيرية وتقام في مناطق نائية؟ قاعدة (اللون الواحد) والفكر الواحد والشخصية الواحدة والانتماء لاندية معينة ومعروفة بدأت تتساقط ويسقط معها التحكيم اولا وبعض المراقبين ثانيا، فيا ترى من اسس هذه القاعدة الفاشلة؟. مثلما هناك لجان ينخر تخبطها في جسد الرياضة ويقودها الى الوراء بدلا من الامام هناك حكام يتخذون قرارات مشبوهة ويقومون بادوار مريبة، ومثلما هناك اعلام ينتقد لهدف ويمتدح لغاية فهناك اشخاص انضموا الى لجان التحكيم ولم يكونوا في مستوى المسؤولية التي انيطت بهم لأن الانتماء بالدرجة الاولى كان للفريق المفضل لا للمصلحة العامة. ماذا بعد مطاردة احد المراقبين للمعلقين من اجل مدح فريقه واطلاق الالقاب عليه، كيف عندما كان يمسك بالصافرة وتحاصره الضغوط والعاطفة وروح الانتماء من كل حدب وصوب وتأتيه الاتصالات ممن يشاركونه في الميول؟ اللجنة الحالية وربما اللجان المقبلة امام معضلة كبيرة في كيفية بناء شخصية الحكم واعادة الهيبة للتحكيم السعودي وإبعاد (الاجنبي) من ملاعبنا دون رجعة، ومع الاسف ان الجيل الحالي لا يرى فيه المتابع بارقة امل في استعادة هذه الهيبة، اغلبهم لايعرف الا قانون (التعويض) والاستجابة للضغوطات والجماهيرية والاعلامية، البعض يراهن على ان فهد العريني وخالد الزهراني وعبدالرحمن القحطاني واسماء لم تفلح كل محاولات اللجنة في الزج بها هم مستقبل التحكيم، واذا كان كل مباراة تسند لهم يصاحبها لبس ولغط وهم الافضل في نظر اللجنة فالمعاناة ستستمر طويلا، لأنهم لا يقودون المباريات بشخصية الحكم الواثق انما الحكم الذي يدير اللقاء كيفما اتفق، لذلك صار الاندية واللاعبون يعرفون مسبقا انهم سيخطئون ولن ينجحوا. اما الحلول فهي تبدأ بالدرجة الاولى باختيار لجنة وفق الكفاءة لا بنظام (التدوير) والقرب من المسؤولين، تعيين مراقبين على مستوى عال من الفهم والقبول لدى الشارع الرياضي لا مراقبين يرى الحكم المبتدئ ان تاريخهم لا يشفع لهم بمراقبته وتطويره، فالكثير منهم -اي المراقبين- فشل في اختبارات الكوبر وادارة المباريات وفجأة يطلب منه بناء قاعدة تحكيمية صلبة يتسم اعضاؤها بالثقة والخبرة والحرص على تأدية الامانة، لا اتخاذ التحكيم وظيفة ووسيلة توصل الى الاضواء والمناصب!