** ما حدث لمبنى جريدة الوطن.. لا يجب أن يمر بسهولة.. ** وإلا فإن إطلاق رصاصة طائشة اليوم.. على جدار خارجي لمؤسسة إعلامية كبيرة..سوف يكون مجرد بداية لأهوال أخرى.. ربما تكون أشد وأخطر وأبعد أثراً من هذه الرصاصة المستفزة..(!) ** ومن أطلق هذه الرصاصة اليوم .. لن يتورع هو أو غيره في الغد لكي يفجر هذا المبنى وسواه.. ** كما أنه لن يتورع عن (قتل) كل من يخالفونه الرأي.. أو لا يتفقون معه في (الهوى).. أو يجد فيهم مصادر خطر عليه أو على جماعته.. أو نمطه الفكري.. ** ولذلك .. فإن التعامل مع هذا الحدث لابد وأن يكون جاداً.. وحازماً.. وحاسماً.. وأن يستقرىء ما وراءه.. ويضع في اعتباره جميع الاحتمالات ويقطع دابرها.. ** فالأمر لم يكن مجرد عبث صبياني.. كما أنه لا يجب أن يؤخذ على أنه عمل عفوي.. وأنه غير مرتبط بأهداف أكبر.. وأبعد .. وأوسع .. وأنه لا يعدو أن يكون قد تم بفعل الصدفة.. ولم يكن المقصود به هو مؤسسة إعلامية وطنية بعينها.. ** وفي تقديري .. أن العمل قد يكون الهدف منه هو اختبار ردة فعل أجهزة الأمن في المملكة وليس في منطقة عسير فقط.. لمعرفة مدى اهتمامها ومدى ذهابها إلى كل الأبعاد المحتملة لعمل كهذا.. وتوقعها لما سيخلفه أو يعقبه في المستقبل.. ** فإذا لم يكن رد الفعل في مستوى هذا العمل الاستفزازي الأول.. والمبكر.. والتحرشي.. ** وإذا لم تسع هذه الأجهزة المعنية للوصول إلى من يقفون وراءه.. حتى تعرف حقيقة نواياهم.. ومخططاتهم.. وما سوف يلي هذا العمل المثير لكل هذه التساؤلات.. ** إذا لم نعمل من أجل الوصول إلى كل هذا.. فإنني لا أستبعد أن تتعرض أكثر من مؤسسة إعلامية لما هو أشد خطراً.. ويصبح أكثر من إعلامي .. وصاحب رأي.. وقائد مسيرة إعلامية .. هدفاً مستباحاً.. ** ذلك ان كل الأعمال الإجرامية.. ولاسيما تلك التي استهدفت الإعلام.. وطالت رموزه في هذا العالم.. إنما بدأت بمثل هذه الصورة.. لتتحول بعد ذلك إلى مسلسل تدميري.. وإلى اغتيالات.. وتصفيات جسدية رهيبة.. ** ونحن وإن كنا إن شاء الله بعيدين عن كل هذا.. ** إلا ان التطرف والإرهاب لا يعرف حدوداً.. والخطر الكامن وراء مفاهيم العقول( الظلامية) ينمو في ظل تراخي المجتمعات وتهاونها في مواجهته بالقوة الكافية وفي الوقت المناسب.. ** فالرصاصة التي اخترقت جدار صحيفة الوطن اليومي وتاهت.. قد لا تكون سوى جرس إنذار وان علينا أن نتلقى هذه الرسالة بوعي تام.. وأن نستوعبها جيداً.. وأن ندرك أن هناك ما هو أكبر.. وأكثر.. وأخطر من الرصاصة.. ** ذلك جانب.. ** أما الجانب الآخر.. فإنه يتصل بالعملية الإعلامية نفسها وما يجب أن يتوفر لها من ضمانات.. وحصانات .. ومرجعيات تقي هذا الوسط من الخطر القادم.. ** وليس هناك بأس في أن يتدارس الإعلاميون كافة الأوضاع بجوانبها المهنية.. والقانونية.. والتشريعية.. بحيث نوفر لهذا القطاع سقف الحماية المطلوب قبل حدوث المجهول.. ** ويفترض أن تؤدي هذه المراجعة إلى صدور سلسلة من التشريعات المنظمة للعملية الإعلامية بهدف تأمينها وتوفير المزيد من السلامة لها وللمنتمين إليها.. ** وكم أتمنى أن تبادر الجهات المختصة بالعملية الإعلامية إلى تجسيد هذا الاهتمام وترجمته إلى خطوات عملية واقية ومطمئنة.. **** ضمير مستتر: ** [ نطفة الجريمة تكبر.. لتتحول إلى كارثة إذا هي لم تجهض قبل ولادتها]