عانق النادي الفيصلي بحرمة المجد من أوسع ابوابة وسجل اسمه ضمن قائمة الكبار للمرة الثانية في تاريخه معلنا قدومه بقوة لدوري "زين" فارضا اسم الفيصلي بقوة كعنصر مؤثر في تاريخ الكرة السعودية، بعد أن اكتسب الخبرة من مشاركته الأولى في دوري الكبار، ومما لا شك فيه أن للمجد وللإنجاز أبطالا ولاعبين من العيار الثقيل سطروا أجمل الملاحم في إحدى صور الوفاء والعطاء لناديهم ولمدينتهم الحالمة (حرمة)؛ فكان العطاء بقدر الإنجاز؛ بذلوا الكثير داخل المستطيل الأخضر، وسطروا الملاحم التي تسجل بأحرف من ذهب لهذا الفريق الأسطورة والظاهرة ولإدارته وأعضاء شرفه، الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل عودة ناديهم إلى موقعه الطبيعي (دوري المحترفين)، وكانت بداية المغامرة الجريئة لهذا النادي المكافح قبل ثلاث سنوات عنما صعد للمرة الأولى لدوري المشاهير، وهبط على الرغم من المستويات الجيدة، وظهوره غير مرة بصورة لافتة جعلته من الفرق القادرة على إحراج الكبار، شهد له بها الجميع، ثم لملم أوراقة المبعثرة بطرح الثقة في رئيسه الذهبي فهد المدلج رئيسا بالتزكية لأربع سنوات مقبلة بدعم شرفي وجماهري لهذا الرجل العاشق لنادية حتى النخاع، ورغم صعوبة المهمة بدأ الفريق أولى المهام بإقامة معسكر خارجي في دولة سوريا عمل الجهاز الفني على سلخ جلد الفريق، وإعادة هيكلتة مع المحافظة على استقراره ودعمه بلاعبين بارزين من الأندية الأخري حسب الحاجة؛ وسط مغامرة كسبت الإدارة منها الرهان أخيرا بعودته لموقعه الطبيعي بين الكبار، وخاض الفيصلي مباريات ودية مع أبرز الأندية السورية، وقدم مستويات رائعة شرف من خلالها الكرة السعودية، وماحققه أبناء حَرْمة من إنجاز أقرب إلى الإعجاز في ظل المنافسة الشرسة في دوري الدرجة الاولى، وبات اليوم بحاجة للدعم أكثر من أي وقت مضى، بعد أن اكتسب الخبرة المطلوبة وينتظر تكاتف الجميع حتى يكون في مستوى تطلعات جماهيره، والمرحلة المقبلة تحتاج جهودا كبيرة من الإدارة المتميزة بقيادة رئيسه ورجل المرحلة فهد المدلج، الذي أكدت الأيام أنه أهل للمسؤولية، والحقيقة أن صعود النادي لدوري "زين" سيحقق عوائد اقتصادية كبيرة لمنطقة سدير، بتواجد جماهير الأندية ومتابعة الإعلام المرئي والمقروء لهذا الفريق، الذي لوى الأعناق، وأجبر الجميع على متابعتة ليؤكد ابناء الفيصلي أنهم عاشقون لناديهم ولمدينتهم الحالمة (حَرْمه) التي يحق لها ان تزهو بهذا الفريق العملاق. إنَّ المتابع لمسيرة الفيصلي في الدوري يلاحظ الأرقام القياسية للفريق، أو أصحاب السعادة كما يحلو لمحبيه أن يسموه في هذا الموسم الاستثنائي، فهو الأقوى هجوما والأقوى دفاعا وبخسارة وحيدة حتى الآن، وبفارق نقطي كبير عن الوصيف؛ هذه المعادلة أعطت انطباعا أن الفريق يضم لاعبين على مستوى عالٍ يتقدمهم قائد الأوكسترا وصل الذويبي، ونجمه باسل الفهد ومهاجمه الفذِّ صابر حسين، وقائد دفاعه المميز عبدالله دوش، وحارسه الأمين عويضة العامري، ومن خلفهم جهاز فني رائع بقيادة مدربه التونسي الهادي الوالي، الذي يقف وراء النجاح المذهل، وتوظيف هذه المجموعة على أكمل وجه؛ فيما يظل الجهد الاداري المميز برئاسة رئيسة فهد المدلج هو العلامة الفارقة في عودة الفريق لموقعه الطبيعي دوري "زين" ومن خلفه أعضاء الشرف برئاسة الشيخ حمد الدريس وعبدالله العقيل، وباقي المنظومة الشرفية، ويبقى الوصول للقمة سهلا، ولكن الأصعب المحافظة عليها، وللنادي الفيصلي تاريخ طويل من العمل والكفاح؛ فقد تأسس في العام 1374ه على يد شباب حَرْمة، وكان اسمه نادي شباب حَرْمة، وأول من رأسه إبراهيم بن ناصر المدلج، وكان النادي حينها لا يملك مقرَّاً رئيسيا مناسبا، ومع ذلك تميز باعتنائه الشديد بالجوانب الثقافية؛ إذ كانت تقام احتفالات صغيرة وكبيرة تعقد في الميادين العامة (مجلس العقدة تارة، ومجلس القويرة تارة) في تكاتف فريد من الأهالي، الذين يمدون الشباب بالفرش والأتاريك والبخور والتمور والقهوة والشاي ونحوها، وكان النادي في واجهة البلد، وتشرف بزيارته الملك سعود رحمه الله الثانية لحَرْمة العام 1378ه؛ إذ أقام أهل حَرْمة حفلاً مميزاً على مستوى المنطقة أثناء تلك الزيارة التاريخية، واستعد لهذا الحفل الأهالي رجالاً ونساء، وجُهِّزت الزينات والفرش في المنازل، كما تسابقت البيوت على إعداد الأكلات الشعبية المشهورة. ومن خلال تلك الاحتفالات برز وبرع العديد من الشباب في الخطابة والإلقاء والشعر، واشتهر الكثير منهم على مستوى المنطقة والسعودية. وبعد أن قررت الرئاسة العامة لرعاية الشباب إعادة النظر في مسميات الأندية بحيث لا تتكرر الأسماء فقد أُطلق اسم (النادي الفيصلي بحرمة) وظل يواصل عطاءه الثقافي والرياضي، وكان يقام حفل سنوي بارز على مستوى المنطقة الوسطى؛ يقام كل عيد فطر يحضره أهل حَرْمة من كل مكان، ويشرفه الأعيان والوجهاء، وانفرد النادي بتنظيم هذا المهرجان السنوي من بين أندية السعودية، وتولدت فكرة المهرجان بعد النجاح الباهر الذي حققه المهرجان الذي أقيم بمناسبة زيارة الملك سعود رحمه الله لحَرْمة، وإشادته الكبيرة بما شاهده، وكان المهرجان يتضمن العديد من الفقرات والبرامج المبتكرة، ومن ذلك المهارات الفردية والألعاب الجديدة، وتعاقب على رئاسة النادي العديد من شباب ورجالات حَرْمة، فبعد رئاسة إبراهيم المدلج تبعه على التوالي عبدالرحمن المليفي، محمد الخريف، أحمد الجاسر الماضي، سليمان التركي، عبدالمحسن المليفي، مطلق الدغيم، محمد الضاوي، هيال العتيبي، وحالياً فهد بن عبدالمحسن المدلج، الذي قاد النادي مع مجموعة من الشباب إلى تحقيق العديد من الإنجازات الكبيرة. ولدى النادي العديد من الإنجازات التطويرية: منها مركز لتعليم الكمبيوتر، ومسبح شبه أولمبي كلاهما تبرع بهما أبناء المرحوم عبدالرحمن ناصر العقيل. وللنادي الفيصلي مجلة سنوية هي "رسالة الفيصلي" يرأس تحريرها المهندس عبدالمحسن بن عبدالله الماضي، ولها صدى طيب في الأوساط الثقافية والاجتماعية والرياضية، ويتكفل بنفقات طباعتها والده الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن الماضي ضمن ما يقوم به من مجهودات لدعم النادي، ويتميز النادي باعتماده العمل الجماعي، وروح الفريق الواحد أسلوباً ومنهجاً؛ فإدارة الفيصلي وأعضاء المجلس تم اختيارهم من خيرة شباب البلد، يدعمهم أعضاء الشرف الأوفياء من الأهالي والمحبين والذين يرأسهم حاليا الشيخ حمد بن محمد الدريس. الفيصلي بحَرْمة يعد خير سفير لمنطقة سدير في المجالين الرياضي والثقافي، ويأمل القائمون عليه مواصلة الدعم والمؤازرة من أعضاء الشرف وأهالي المنطقة حتى يواصل مشوار النجاح ويحقق المزيد من الإنجازات والطموحات.