الشاعر سليمان بن علي الناصري ، أو كما يعرف ب ( راعي الداخلة ) فهو من بلدة الداخلة في سدير ، شاعر له شهرته رحمه لله ، له قصائد في المدح والنصح والوصف والمشورة والهجاء وفي الرثاء ، ولكن من أشهر قصائده وأكثرها ألما وحزنا قصيدته في رثاء ولده عبدالرحمن الذي توفي عام 1349ه وهو متوجه إلى الجنوب ضمن كتيبة ، ومن المعلوم أن وسائل المواصلات في ذلك الوقت صعبة جدا ، كما أن الاتصالات شبه منقطعة إلا من رسالة تأتي بعد عدة أيام وربما أشهر ، وقد جاءت الشاعر سليمان رسالة ضمن إحدى الرسائل الموجهة لأحمد بن فوزان ، من أهالي روضة سدير ، وهذه الرسالة قرأها الشاعر ففجعه محتواها وآلمه مضمونها وانزوى في مكانه يكفكف دموعه التي تذرف من حر المفاجأة والفاجعة التي انطوت عليها ، ولا يلام في ذلك ، فقد نقلت الرسالة خبر وفاة ولده الأكبر وكان ينتظر خبرا عنه يسره ، فكانت بمثابة انفجار قوي ، فقال قصيدة تبكي من تمعن فيها وتحزن من استشعر مضامينها وأحس بما أحس به الوالد المكلوم. أوصى فيها أهل صبيا بأن يدعوا لولده عبدالرحمن ، وأن يمروا على قبره ويسلموا عليه وأن يبكوا عليه ويحزنوا لحزنه ، ولقد خاف على ولده أن يذهب لبلدان بعيدة لا يعرف أهلها، ويتعجب من سرعة وصول خبر وفاته بين يوم وليلة بينما أخباره السارة لا تصل بمثل هذه السرعة . لقد غار جرح الوالد على ولده وتعمق في صدره وكتم حزنه واحتوى ألمه وأبداه قصيدة حزينة أليمة تقطر أسى ، وساق الأماني في ثناياها ، فتمنى أن يأتي قبره ، وتمنى أن يذهب هناك وهو مع كل هذا يعترف أنها أماني لا تنفع. رحم الله الشاعر سليمان بن علي وآجره الله في فقيده عبد الرحمن وجمعه به في جنات النعيم . وتبقى القصيدة عنواناً لصدق المشاعر ورغم بعد زمانها إلا أنها تحتفظ بحرارة الشكوى . والقصيدة طويلة جداً يصعب ايرادها كاملة حيث تبلغ مايقرب 260بيتاً يقول في مطلعها : الله من علم دهاني مناب بخير من جاني أول علم طرق سمعي في خط أحمد الفوزاني يذكر خط داخل خطه جا من بكر بن سحماني غدا القلب مصاب عقبه يا ليته خط ما جاني ما تجراً يخبرني به إلا بكر بن سحماني يقول ان ابنك توفى واصبر والله المستعاني وصبر نفسك واترك ذكره واعص نفسك والشيطاني حتى قال أتلى مرسول كزه لي مكتوب آخر شعباني إلى كتب خط بيده أوفى زمان ما جاني شهرين ما يا صلني حيث مشيه هوى داني علم بالخير يتأخر وعلم الشر أسرع ما جاني خبر موته جا في الموتر قل صبح في اليوم الثاني وصبر جميل عسى الله يجبرني في أكبر عيلاني والله لولا سوره عم مع تبارك والرحماني وسوره طه والم نشرح لك صدرك والفرقاني وكلام الله كله شافي وان تدبرته كفاني لا ندب في أعلا طويله بصوت يسمعه الأذهاني وارفع صوتي وابري جاشي في ظني محد خطاني وانادي ثم انادي وانا في أرفع مكاني يا قبر يا للي في صبيا سر باذن الله البلداني حتى قال ليتي عنده يوم يمم والتفت منه السيقاني أبلثم عينه وخشمه وألثم اشفته تشفاني وليتي عنده يوم ايغسّل ويدرجونه في الاكفاني وليتي معهم يوم ايجهز على منجور العيداني وليتي معهم يوم امواله صلاة من دون اذاني وقوف ما فيه اركوع ولا سجود بالاذقاني حتى قال قالوا طولت مرثاته ودونت فيها ديواني قلت الغالب أو في ظني ما هيب أطول من أحزاني هذا ولدي ثومه قلبي مات وخافي حبه باني